منوعات اسلامية

حـديث اليــوم

رواه مسلم

لا شك أن من زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وأن هذه غاية يسعى
إليها جميع المؤمنين. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لها
سببين ، ترجع إليهما جميع الشعب والفروع: الإيمان بالله واليوم الآخر،
المتضمن للإيمان بالأصول التي ذكرها الله بقوله: {قُولُواْ آمَنَّا
بِاللّهِ} – الآية. ومتضمن للعمل للآخرة والاستعداد لها؛ لأن الإيمان
الصحيح يقتضي ذلك ويستلزمه. والإحسان إلى الناس، ون يصل إليهم منه من القول
والفعل والمال والمعاملة ما يحب أن يعاملوه به. فهذا هو الميزان الصحيح
للإحسان وللنصح، فكل أمر أشكل عليك مما تعامل به الناس فانظر هل تحب أن
يعاملوك بتلك المعاملة أم لا؟ فإن كنت تحب ذلك، كنت محباً لهم ما تحب
لنفسك، وإن كنت لا تحب أن يعاملوك بتلك العاملة: فقد ضيعت هذا الواجب
العظيم. فالجملة الأولى: فيها القيام بحق الله. والجملة الثانية فيها
القيام بحق الخلق. والله أعلم. (اهـ نقلا عن كتاب بهجة قلوب الأبرار للشيخ
عبد الرحمن بن ناصر السعدي).

‏عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : “من أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة: فلتأته منيته وهو يؤمن
بالله واليوم الآخر. وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه”

وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

البقره - 53

" وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَاب " يَعْنِي التَّوْرَاة " وَالْفُرْقَان" وَهُوَ مَا يُفَرَّق بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل وَالْهُدَى وَالضَّلَالَة لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَكَانَ ذَلِكَ أَيْضًا بَعْد خُرُوجهمْ مِنْ الْبَحْر كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ سِيَاق الْكَلَام فِي سُورَة الْأَعْرَاف وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَاب مِنْ بَعْد مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُون الْأُولَى بَصَائِر لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَة لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " وَقِيلَ الْوَاو زَائِدَة وَالْمَعْنَى وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَاب الْفُرْقَان وَهَذَا غَرِيب وَقِيلَ عُطِفَ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ الْمَعْنَى وَاحِدًا كَمَا فِي قَوْل الشَّاعِر : وَقَدَّمْت الْأَدِيم لِرَاقِشِيهِ فَأَلْفَى قَوْلهَا كَذِبًا وَمَيْنَا وَقَالَ الْآخَر : أَلَا حَبَّذَا هِنْد وَأَرْض بِهَا هِنْد وَهِنْد أَتَى مِنْ دُونهَا النَّأْي وَالْبُعْد فَالْكَذِب هُوَ الْمَيْن وَالنَّأْي هُوَ الْبُعْد . وَقَالَ عَنْتَرَة : حُيِّيت مِنْ طَلَل تَقَادَمَ عَهْدُهُ أَقْوَى وَأَقْفَرَ بَعْد أُمّ الْهَيْثَم فَعَطَفَ الْإِقْفَار عَلَى الْإِقْوَاء وَهُوَ هُوَ

ما بيـن الخـوف … والرجـاء

كيـفية تحقيـق أصـعب تـوازن

بقلم داليا رشوان

الخوف … هل هو الشعور الذي نحتاجه ونحن نعبد رب العالمين … إن الركون إلى الخوف إذا دفع المرء في البداية إلى العمل الصالح لكن الاستمرار فيه مع الميل إلى دخول النار يبعث على الاحباط … ومؤشر الأعمال سيضعف تلقائيا مع الاستسلام لهذا الاحباط … والاحباط يُغرق الانسان في حالة من اليأس والقنوط من رحمة الله … هذا الشعور الذي يجعل المعاصي تتعاظم أمام رحمته عز وجل فيظن أنه مهما فعل لن يستطيع أن يكون عبدا مؤمنا ولن يستطيع أن يفعل ما يفعله المؤمنين … والبعض يقتله شعوره بالذنب أما الآخر فيرى أنه طالما فقد الآخرة فليغترف من الدنيا كيفما شاء على أساس أن الدنيا هي آخر ما سيستطيع أن يستمتع به.

وللأسف قد سمعت في بعض الدروس الدينية أن المسلم من المفترض أن يشعر أنه لا يستحق رحمة الله وأنه إذا دعا ربه فهو لا يستحق الاجابة وتشجيع مسألة جلد الذات والاغراق في كبر حجم الذنوب التي نفعلها وكيف سيحاسبنا الله حسابا عسيرا عليها… والكثير والكثير مما يدعو إلى العجب.

لقد ادمعت عيني من درس كنت أحضره من هول ما سمعت، كيف ادعو خالقي وأشعر أنني لا استحق الاجابة اين اذهب إن لم يقبلني ربي الذي خلقني وهو سبحانه الذي خلقني ضعيفة وهو أعلم بخلقه ما هذا الاحباط، هل من عمل الدعاة أن يبعدوا المسافة بين العباد وبين ربهم وهو سبحانه الذي قال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) - البقرة

إن المؤمن يستبشر بدخوله الجنة بدليل أن الله قال في كتابه العزيز:

قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) – البقرة

طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) – النمل

إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) - التوبة

وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) – التوبة

وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (18) - الزمر

وهذا ما يدفعه للعمل وعينه على الجنة

والانكسار لله ليس معناه الشعور بالذنب وجلد الذات المستمر لان هذه المشاعر لا تتعاظم داخلك إلا في حالة عدم ايمانك بصفاته سبحانه التي منها الغفور والرحيم والعفو والتواب والمؤمن حين يذنب ذنبا يسارع في الندم وطلب المغفرة من الله ولا يترك نفسه للشيطان سواء التمادي في المعصية أو التمادي في الشعور بالذنب

وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (201) – الأعراف

الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) – آل عمران

ولكن الانكسار لله هو الشعور بالاحتياج له سبحانه والشعور بالفقر أمام غناه والحاجة لرحمته وعطاءه، أما من تمادى في المعاصي وشعر أنه حُبِسَ في طريق اللا عودة فليتذكر قوله سبحانه:

قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) – الزمر


أما النظر إلى الجنة وجعلها الهدف فهو دافع مستمر للعمل ولكن النفس تصاب بالغرور والكبر والثقة الزائدة في دخول الجنة وهذه الثقة التي تصل إلى مرحلة الغرور إذا أصابت أحدا ما تركته إلا بعد أن تسلبه ما اغتر به.

وهناك فارق كبير بين الغرور والكبر وبين الاستبشار

الاستبشار هو شعور بالارتياح بوعد الله للمؤمنين وهو شعور دافع للمزيد من الأعمال الصالحة خوفا من فقد هذه المنزلة، والمؤمن المستبشر يريد لو أن كل المسلمين يشعرون بشعوره فتجده يريد أن يأخذ بيد الجميع ليدخل بهم الجنة.

أما الغرور والكبر يجعل الانسان ينظر نظرة فوقية لباقي البشر وحين يكون ذلك في مسألة الجنة فهو أسوأ لأن هذا الشخص يصبح على ثقة شديدة أنه أفضل من كل البشر وأنه أعلم أهل الأرض أو على الأقل الجماعه التي ينتمي لها هي أفضل جماعة خلقها الله على وجه الأرض، ويتحول ايمانه بالله إلى ايمانه بنفسه أو بجماعته فيدافع عن أهدافها ويتخطى حدود الله محللا لنفسه ما حرم الله على أنها ضرورة تقتضيها الظروف وهذه الظروف ليست إلا أهواء شخصية أو محرما على غيره ما أحل الله لنفس الأسباب.

انظروا معي إلى هذه الآية

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) – الكهف

هذه الآية مقلقة فعلا لأنها تؤكد أن الأخسرين أعمالا يسعون في الأرض وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا فكيف أنت متأكد أنك على الحق يا من اغتر بدينه، إن هذه الآية تجعل المؤمن يسير في حياته على أطراف أصابعه يخشى أن يكون على خطأ فهو دائما ما يبحث عن الحق مستعينا بالله، قادرا على أن يأخذ الحق من أي مصدر ولا يستكبر إذا ظهر الحق عند آخر على خلاف معه، يسير في الدنيا ساجدا لله بقلبه أينما ذهب يقول عند سماع الحق “سمعنا وأطعنا”.

هذه الآية ليس العلماء والدعاة والمؤمنين ببعيدين عنها، لأن العلم والايمان الذي أعطاه الله لهؤلاء إذا لم يشكروا لله نعمته عليهم أخذ عز وجل هذا العلم والايمان منهم في لحظة وما ايسر ذلك عليه سبحانه، وشكر هذا العلم وهذا الايمان لا يتأتى بالاستكبار بهما على خلقه أو لاستخدامها في هدف شخصي مثل الشهرة أو المال أو لمكانة تشبه مكانة الملوك مع حاشية تشيد وتهلل لكل كلمة يقولها، وإنما باخلاص النية لوجهه الكريم وتأدية أمانة هذا العلم وهو تيسيره لخلقه وتحبيبهم فيه وفي ربهم واستخدام هذا العلم لاعلاء كلمة الله في الأرض ولتحريض المسلمين على الحياة كما يحبها سبحانه ويرضى في جميع نواحي حياتهم.


ما علينا فعله واقعيا هو الحفاظ على التوازن بين كلا الحالتين اللاتي ذكرناهما: الغرور والخوف الذي يصل إلى الاحباط … هذا التوازن غاية في الصعوبة وغالبا ما تميل الكفة لأحد الأطراف إلا عندما تكون العلاقة بين العبد وربه علاقة حب حقيقية.


سمعت الكثير يقول “أنا بحب ربنا أوي” وترى حاله تجده لا يرضي عدو ولا حبيب وليس لحدوده سبحانه أي احترام في قاموس هذا المحب، ونجده ينكر علاقة الحدود بالحب ويقول “المهم اللي في القلب” أو “ربنا بيحبنا ومش حيعذبنا”، وإذا تفقدنا علاقة الحب بنفس هذه المقاييس بين انسان وآخر لشعرت من الوهلة الأولى أن من يتحدث عن الحب بهذه الطريقة لا يحب بل إنه شخص استغلالي ويريد أن يستغل من يحب باسم الحب والحب برئ منه وذلك لأن الحب عطاء دون انتظار المقابل … وعلى الرغم من ذلك فإن الله سبحانه بكرمه ورحمته وأسماءه الحسنى لم يقل أن حبه بلا مقابل بل مقابل يستحق ومقابل لا يمكن أن يأخذه أي محب ممن يحب.

وحب الله ليس الدليل عليه كلمة أو شعور ولكن فعل وهذا الفعل يتلخص في أنه حين تأتي حدود الله في كفة ومصلحتك الشخصية أو شئ دنيوي تحبه في كفة ترجح كفة حدود الله ودرجة ترددك من ثباتك في اختيار حدود الله يعبر عن كم حبك له سبحانه ويقينك فيه.

قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) - التوبة

أما مسألة أن الله يحبنا ولن يعذبنا فقد وصف ابن القيم في “كتابه الداء والدواء”: أنه من سوء الظن بالله أن تعتقد أنه يجوز أن يعذب أولياءه ومن لم يعصه طرفة عين ويدخلهم دار الجحيم، وينعم أعداءه ومن لم يؤمن به طرفة عين ويدخلهم دار النعيم وقد انكر سبحانه في كتابه على من جوز عليه ذلك غاية الانكار وجعل الحكم به من أسوأ الأحكام"

قال تعالى:

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) – ص

أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ (21) – الجاثية

أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) - القلم

لماذا يضبط حب العبد لربه التوازن بين الخوف والرجاء؟

علاقة الحب تجعلك تفعل كل ما تستطيع حتى ترضيه سبحانه ولا يحتمل قلبك أن تشعر أنه غاضب عليك، وهنا لا تصل في الأولى لدرجة الغرور لأنك لا تنظر إلى عملك ولكن لرضاه عز وجل وأنت تعلم أنه سبحانه إذا وجدك قد اغتررت بما في يدك سيأخذه منك في لحظة ليعلمك أن ترد النعمة إلى من اعطاها لك وهي ليست ملكا لك حتى تغتر بها، وأن تشكر من أعطاك اياها ولا تتكبر أو تعصي بها لأنها قد تختفي في لحظة من بين يديك دون أن تشعر، وحين تصل إلى ذلك الشعور تجد نفسك مشغولا بأي نعمة أعطاك الله اياها على أنها أمانة تريد أن توفيها كما يحب صاحبها رب العالمين ويغلب عليك القلق بل وقد تعطي بزيادة لتحطات لنفسك.

وإذا أذنبت فلن تصل للاحباط لأنك ستغرق في الاستغفار وتؤنب نفسك وهو سبحانه لن يتركك على هذا الحال بل سيثبتك ويرفعك مرة أخرى إلى المستوى الذي كنت عليه أو أفضل.

وفي النهاية فلنقول معا:

رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) – آل عمران

فلقد اتبعها الله بـ

فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) – آل عمران

وسائل علاج الغضب العنوان

السؤال :

إنني شديد الانفعال ، سريع الغضب ، وإذا حصل لي استفزاز ، فسرعان ما أثور فأكسر وأشتم وألعن وأرمي بالطلاق وقد سببت لي هذه المشكلة حرجاً كبيراً ، وكرهني أكثر الناس ، حتى زوجتي وأولادي وأعز أصدقائي ، فماذا أفعل للتخلص من هذا الداء الوبيل وإطفاء هذه النار الشيطانية ؟ . السؤال

الرد

يقول الشيخ محمد صالح المنجد من علماء المملكة العربية السعودية :

الغضب نزغة من نزغات الشيطان ، يقع بسببه من السيئات والمصائب ما لا يعلمه إلا الله ، ولذلك جاء في الشريعة ذكر واسع لهذا الخلق الذميم ، وورد في السنة النبوية علاجات للتخلص من هذا الداء وللحد من آثاره ، فمن ذلك :

1- الاستعاذة بالله من الشيطان: عن سليمان بن صرد قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان ، فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه ( عروق من العنق ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد ) . رواه البخاري ، الفتح 6/377 .

2- السكوت :
قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم فليسكت ) رواه الإمام أحمد.
وذلك أن الغضبان يخرج عن طوره وشعوره غالباً فيتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفر والعياذ بالله أو لعن أو طلاق يهدم بيته ، أو سب وشتم يجلب له عداوة الآخرين ، وبالجملة فالسكوت هو الحل لتلافي كل ذلك .

3- السكون : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) .
ومن فوائد هذا التوجيه النبوي منع الغاضب من التصرفات الهوجاء لأنه قد يضرب أو يؤذي بل قد يقتل كما سيرد بعد قليل وربما أتلف مالاً ونحوه ، ولأجل ذلك إذا قعد كان أبعد عن الهيجان والثوران ، وإذا اضطجع صار أبعد ما يمكن عن التصرفات الطائشة والأفعال المؤذية ، قال العلامة الخطابي رحمه الله في شرحه على أبي داود : ( القائم متهيئ للحركة والبطش والقاعد دونه في هذا المعنى ، والمضطجع ممنوع منهما ، فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بالقعود والاضطجاع لئلا يبدر منه في حال قيامه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد ) . والله أعلم سنن أبي داود ، ومعه معالم السنن 5/141 .

4- حفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال : لا تغضب ، فردد ذلك مراراً ، قال : لا تغضب رواه البخاري فتح الباري 10/465 .
5- لا تغضب ولك الجنة حديث صحيح :
صحيح الجامع 7374 ، وعزاه ابن حجر إلى الطبراني ، انظر الفتح 4/465
إن تذكر ما أعد الله للمتقين الذين يتجنبون أسباب الغضب ويجاهدون أنفسهم في كبته ورده لهو من أعظم ما يعين على إطفاء نار الغضب ، ومما ورد الأجر العظيم في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ومن كظم غيظاً ، ولو شاء أن يمضيه أمضاء ، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة رواه الطبراني .
وأجر عظيم آخر في قوله صلى الله عليه وسلم : ( من كظم غيظاً وهو قادر على أن يُنفذه ، دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء ) رواه أبو داود .

6- معرفة الرتبة العالية والميزة المتقدمة لمن ملك نفسه :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) رواه أحمد 2/236 والحديث متفق عليه وكلما انفعلت النفس واشتد الأمر كان كظم الغيظ أعلى في الرتبة ، قال عليه الصلاة والسلام : ( الصرُّعة كل الصرعة الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه ، ويقشعر شعره فيصرع غضبه ) رواه الإمام أحمد.
وينتهز عليه الصلاة والسلام الفرصة في حادثة أمام الصحابة ليوضح هذا الأمر ، فعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يصطرعون ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : فلان الصريع ما يصارع أحداً إلا صرعه قال : أفلا أدلكم على من هو أشد منه ، رجل ظلمه رجل فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه ) رواه البزار قال ابن حجر بإسناد حسن.

7- التأسي بهديه صلى الله عليه وسلم في الغضب :
وهذه السمة من أخلاقه صلى الله عليه وسلم ، وهو أسوتنا وقدوتنا ، واضحة في أحاديث كثيرة ، ومن أبرزها : عن أنس رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة ، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم " أي ما بين العنق والكتف " وقد أثرت بها حاشية البرد ، ثم قال : يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فضحك ، ثم أمر له بعطاء رواه البزار قال ابن حجر بإسناد حسن.
ومن التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم أن نجعل غضبنا لله ، وإذا انتهكت محارم الله ، وهذا هو الغضب المحمود فقد غضب صلى الله عليه وسلم لما أخبروه عن الإمام الذي يُنفر الناس من الصلاة بطول قراءته ، وغضب لما رأى في بيت عائشة ستراً فيه صور ذوات أرواح ، وغضب لما كلمه أسامة في شأن المخزومية التي سرقت ، وقال : أتشفع في حد من حدود الله ؟ وغضب لما سُئل عن أشياء كرهها ، وغير ذلك ، فكان غضبه صلى الله عليه وسلم لله وفي الله .

8- معرفة أن رد الغضب من علامات المتقين :
وهؤلاء الذين مدحهم الله في كتابه ، وأثنى عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأعدت لهم جنات عرضها السماوات والأرض ، ومن صفات أنهم : ) ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) وهؤلاء الذين ذكر الله من حسن أخلاقهم وجميل صفاتهم وأفعالهم ، ما تشرئب الأعناق وتتطلع النفوس للحوق بهم ، ومن أخلاقهم أنهم : ( إذا ما غضبوا هم يغفرون ) .

9- التذكر عند التذكير :
الغضب أمر من طبيعة النفس يتفاوت فيه الناس ، وقد يكون من العسير على المرء أن لا يغضب ، لكن الصدِّيقين إذا غضبوا فذُكروا بالله ذكروا الله ووقفوا عند حدوده ، وهذا مثالهم .
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً استأذن على عمر رضي الله عنه فأذن له ، فقال له : يا ابن الخطاب والله ما تعطينا الجزل " العطاء الكثير " ولا تحكم بيننا بالعدل فغضب عمر رضي الله عنه حتى هم أن يوقع به ، فقال الحر بن قيس ، وكان من جلساء عمر : يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) وإن هذا من الجاهلين ، فو الله ما جاوزها عمر رضي الله عنه حين تلاها عليه ، وكان وقافاً عند كتاب الله عز وجل رواه البخاري الفتح 8/304 . فهكذا يكون المسلم ، وليس مثل ذلك المنافق الخبيث الذي لما غضب أخبروه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وقال له أحد الصحابة تعوذ بالله من الشيطان ، فقال لمن ذكره : أترى بي بأس أمجنون أنا ؟ اذهب رواه البخاري.

10- معرفة مساويء الغضب :
وهي كثيرة مجملها الإضرار بالنفس والآخرين ، فينطلق اللسان بالشتم والسب والفحش وتنطلق اليد بالبطش بغير حساب ، وقد يصل الأمر إلى القتل ، وهذه قصة فيها عبرة .
عن علقمة بن وائل أن أباه رضي الله عنه حدثه قال : إني لقاعد مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل يقود آخر بنسعة " حبل مضفور " فقال : يا رسول الله هذا قتل أخي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتلته ؟ قال : نعم قتلته ، قال : وكيف قتلته ، قال : كنت أنا وهو نتخبط ( نضرب الشجر ليسقط ورقه من أجل العلف ) من شجرة ، فسبني فأغضبني فضربته بالفأس على قرنه ( جانب الرأس ) فقتلته … إلى آخر القصة . رواه مسلم في صحيحه 1307 .
وقد يحصل أدنى من هذا فيكسر ويجرح ، فإذا هرب المغضوب عليه عاد الغاضب على نفسه ، فربما مزق ثوبه ، أو لطم خده ، وربما سقط صريعاً أو أغمي عليه ، وكذلك قد يكسر الأواني ويحطم المتاع .
ومن الأمور السيئة التي تنتج عن الغضب وتسبب الويلات الاجتماعية وانفصام عرى الأسرة وتحطم كيانها ، هو الطلاق ، واسأل أكثر الذين يطلقون نساءهم كيف طلقوا ومتى ، فسينبئونك : لقد كانت لحظة غضب .
فينتج عن ذلك تشريد الأولاد ، والندم والخيبة ، والعيش المر ، وكله بسبب الغضب ، ولو أنهم ذكروا الله ورجعوا إلى أنفسهم ، وكظموا غيظهم واستعاذوا بالله من الشيطان ما وقع الذي وقع ولكن مخالفة الشريعة لا تنتج إلا الخسار .
وما يحدث من الأضرار الجسدية بسبب الغضب أمر عظيم كما يصف الأطباء كتجلط الدم ، وارتفاع الضغط ، وزيادة ضربات القلب ، وتسارع معدل التنفس ، وهذا قد يؤدي إلى سكتة مميتة أو مرض السكري وغيره ، نسأل الله العافية .

11- تأمل الغاضب نفسه لحظة الغضب:
لو قدر لغاضب أن ينظر إلى صورته في المرأة حين غضبه لكره نفسه ومنظره ، فلو رأى تغير لونه ، وشدة رعدته ، وارتجاف أطرافه ، وتغير خلقته ، وانقلاب سحنته ، واحمرار وجهه ، وجحوظ عينيه وخروج حركاته عن الترتيب وأنه يتصرف مثل المجانين لأنف من نفسه ، واشمأز من هيئته ، ومعلوم أن قبح الباطن أعظم من قبح الظاهر ، فما أفرح الشيطان بشخص هذا حاله ! نعوذ بالله من الشيطان والخذلان .

12- الدعاء :
هذا سلاح المؤمن دائماً يطلب من ربه أن يخلصه من الشرور والآفات والأخلاق الرديئة ، ويتعوذ بالله أن يتردى في هاوية الكفر أو الظلم بسبب الغضب ، ولأن من الثلاث المنجيات : العدل في الرضا والغضب صحيح الجامع 3039 كان من دعائه عليه الصلاة والسلام : ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي ، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وأسألك كلمة الإخلاص في الرضا والغضب ، وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيماً لا ينفد ، وقرة عين لا تنقطع ، وأسألك الرضا بالقضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ، وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك ، في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين ) . رواه النسائي في السنن 3/55 والحاكم وهو في صحيح الجامع 1301

الطريق الى الجنّـة

من أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم

:

من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة

من قال رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياًّ وجبت له الجنة

من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة

من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة

من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة

من أذن اثني عشرة سنه وجبت له الجنة

إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة

تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة

أيها الناس ، أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام

من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك ، وتبوأت من الجنة منزلاً


من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة

من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة

إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة

العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة

اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . من قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة

من مات وهو بريء من ثلاث : الكبر ، والغلول ، والدّين دخل الجنة

من آمن بالله وبرسوله ، وأقام الصلاة ، وصام رمضان ، كان حقاً على الله أن يدخله الجنة


من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بُني له بهن بيت في الجنة

من قال مثل ما يقول المؤذن من قلبه دخل الجنة

من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة

من صلى البردين دخل الجنة

من غدا إلى المسجد وراح أعدَّ الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح

من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة

لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس

ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة


صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

من كبار قراء القرآن الكريم هو الشيخ مصطفى أسماعيل رحمة الله . كانت أول
أذاعة خارجية للأذاعة المصرية بصوت الشيخ مصطفى أسماعيل من مسجد الأمام
الحسين بالقاهرة سنة 1945 كما كان أول صوت يبث من الأذاعة المصرية هو صوت
الشيخ محمد رفعت رحمة الله . و لدينا ثروة من تسجيلات تلاوات الشيخ مصطفى
أسماعيل الذى لقب بقارئ مصر الأول فتجد تلاوات من الحرم المكى و من
المسجد الأموى بدمشق و من المسجد العمرى بلبنان و من الكويت و غيرها
كثيرفضلا عن تسجيلاتة بمصر من مختلف مساجد القاهرة مدينة الألف مئذنة . و
رحلة الشيخ مع تلاوة القرآن أمتد بها العمر من العصر الملكى بمصر و حتى أيام السادات .
المصدر : مجلة البستان عدد رمضان 1422

الشيخ مصطفي إسماعيل
(1905 1978)

ولد في قرية ميت غزال القريبة من مدينة طنطا، محافظة الغربية. تعلم الشيخ
مصطفي القرآن. وهو بين الخامسة والسادسة عشرة من عمره، وذهب ليدرس في
المعهد الأزهري في طنطا، حيث درس العلوم القرآنية، وعقد العزم علي مواصلة
دراساته في الأزهر الشريف في القاهرة، وأخذ الشيخ مصطفي يرسخ شهرته في
الوجه البحري خلال أربعينات القرن العشرين، وذهب الشيخ مصطفي إلي القاهرة
لأول مرة استجابة لدعوة إلي القراءة فيها، وسرعان ما وطد شهرته في
القاهرة، ودعي ليقرأ للملك فاروق خلال شهر رمضان في سنة 1944. وبعدئذ،
فاوضت الإذاعة الشيخ مصطفي كي يسجل تسجيلات أطول، لأن صوته كان يحتاج إلي
مدة من الوقت للإحماء حتي ‘ينجلي’. وأعجب الشيخ مصطفي بقراءة الشيخ محمد
رفعت، والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي، ولكنه كان فخورا بطريقته الفريدة
الخاصة به. وهو لم يدرس الموسيقي بشكل رسمي، ولكنه أتقن الفن بالسماع،
وبارتباطاته وصلاته مع عمالقة الموسيقيين في عصره وسافر الشيخ مصطفي
كثيرا، وكان معروفا خارج مصر من مظاهره الشخصية. وعلي الرغم من أنه قاريء
فوق القمة، بيد أنه سجل القرآن الكريم كله بحال الترتيل، وبحال التجويد،
وتسجيلاته ليست متوافرة خارج مصر بوجه عام. وكان الشيخ مصطفي هو القاريء
الرسمي لأنور السادات، وسافر معه الي القدس في سنة 1987. ويعد الشيخ
مصطفي واحدا من القراء أصحاب التأثير البالغ في القرن العشرين، وهو مجدد
من الناحية الموسيقية إلي أبعد حد، ولكن تجويده صحيح، وبوسع المرء أن يعد
أجيالا من القراء المقلدين له. وعند وفاته كان الشيخ مصطفي إسماعيل هو
قاريء الجامع الأزهر الشريف ذي المكانة المتميزة.

و الخبر التالى نقلا عن وكالات الأنباء و المواقع الأخبارية

مصر تحتفل بقارئ القرآن مصطفى إسماعيل

تحتفل وزارة الثقافة المصرية بعد غد الأربعاء بذكرى قارئ القرآن الشيخ
مصطفى إسماعيل، في أحد القصور الأثرية في القاهرة.

وقال صندوق التنمية الثقافية في بيان خاص إن الاحتفال سيتضمن عرض فيلم
تسجيلي عن حياة القارئ إسماعيل -الذي امتدت حياته من (1905-1978)-
وتسجيلات نادرة له حيث يعد صاحب مدرسة فريدة في فن تلاوة القرآن الكريم.

وقال البيان عن إسماعيل “استطاع بصوته الذهبي أن يجمع بين علم القراءات
وأحكام التلاوة، والمقامات الموسيقية، حتى استحق أن يطلق عليه عبقرية التلاوة”.

وسيصدر في الاحتفال كتيب عن حياة إسماعيل، كما يقام معرض صور نادرة تلخص
مراحل مختلفة من حياته إضافة إلى شهادات التقدير التي نالها.

يذكر أن وزارة الثقافة المصرية أقامت في 13 مايو/أيار الماضي احتفالا
بذكرى قارئ القرآن الشيخ محمد رفعت الذي عاش من 1882 وحتى 1950، وشارك
بالاحتفال موسيقيون بينهم اللبناني سليم سحاب والعراقي نصير شمة

المصافي الإيمانية للذنوب والخطايا

بقلم : أ / فتحي يكن

من منطلق قوله صلى الله عليه وسلم “كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”، وفي ضوء قوله صلى الله عليه وسلم “إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها” تتجه العقول، وتهفو القلوب والنفوس؛ لمعرفة مسالك هذه التوبة ومتطلباتها، ولإدراك سبلها ووسائلها.
وكلما كانت مخاطر الانزلاق والانحراف كبيرة وكثيرة، وجب أن يكون اندفاع المؤمن قويًّا في اتجاه البحث والتنقيب عن أسباب الوقاية والتحصن، وعوامل التطهر والتنظف؛ لضمان تزكية النفس وتصفيتها، ورجاء تخلصها من أوزارها وذنوبها.

ضرورة ووجوب التصفية
في هذه الحمأة من الفعل وردته، والذنب وتوبته، تتجلى لنا وتتكشف أبعاد اللطف الإلهي، والمدد الرباني للعبد المؤمن، حيث لا يدعه يتخبط وحيدًا، وقد استحب الخير واختار الهدى، وإنما يهيئ له معارج للتزكية والتصفية، تتحات من خلالها أوزاره وذنوبه كما تتحات أوراق الشجر، بل ويبدل الله سيئاته حسنات مصداقًا لقوله تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا} [الفرقان: 70].

أولاً: المصافي العبادية

1 - المصافي اليومية:
من خلال الصلوات الخمس، فرائض وسننًا ونوافل، بما من شأنه إزالة آثار ما يمكن أن يقع فيه الإنسان من ذنوب وخطايا في اليوم والليلة، حيث جاءت اللفتة النبوية إليها واضحة جلية في قوله: “مثل الصلوات الخمس كمثل نهر عذب بباب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، فما ترون ذلك يبقي من درنه؟” قالوا: لا شيء. قال: “فإن الصلوات الخمس تذهب الذنوب كما يذهب الماء الدرن” [أخرجه مسلم]… وفي إشارة أخرى يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الصلوات كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر”، [أخرجه مسلم].

2 - المصافي الأسبوعية:
فإن لم تكفِ المصافي اليومية في محو الأوزار والذنوب، ردفتها المصافي الأسبوعية المتمثلة: بيوم الجمعة اغتسالاً وتطهرًا وخطبة وصلاة، وما يكتنزه هذا اليوم المبارك من خير عميم… وحسبنا في هذا المقام قول الرسول: “إن لله عز وجل في كل جمعة ستمائة ألف عتيق من النار” [رواه ابن عدي وابن حبان]، وكذلك قوله: “إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام” [رواه البيهقي وابن حبان وأبو نعيم…]، وكذلك في فضل صيام يومي الإثنين والخميس.

3 - المصافي الموسمية:
وتأتي هذه المصافي لتكمل ما عجزت عنه غيرها وما تراكم من ذنوب وخطايا، كصيام شهر رمضان بدليل قوله: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”، وستة أيام من شوال وبركات العشر الأوائل من ذي الحجة التي جاء فيها قوله: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام”، وصوم يوم عرفة الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يكفر السنة الماضية والباقية”.

4 - مصفاة العمر:
المتمثلة بفريضة الحج وما تذخر به من مناسك وأعمال خير وبر، اختصرها رسول الله بقوله: “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه” [متفق عليه]… وقوله: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” [متفق عليه].

ثانيًا: المصافي الدعوية
ففي المصافي الدعوية قوله: “لئن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من الدنيا وما فيها” وفي رواية: “خير من حمر النعم”.

ثالثًا: المصافي الخيرية
كقضاء حاجات الناس، ورفع الظلم عنهم، وتيسير عسرهم، وتفريج كربهم والتخفيف عنهم، والمطالبة بحقوقهم، وكفالة أيتامهم، ورعاية أراملهم، وإيواء مشرديهم، بدليل قوله: “من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كرب يوم القيامة”، وقوله: “الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، وكالقائم الليل الصائم النهار”.

رابعًا: المصافي الابتلائية
وقد تكون مصافي الذنوب وكفارات الخطايا من طريق الابتلاء، وقد ورد في ذلك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، منها قوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همّ ولا حزن، حتى الشوكة يشاكها إلا كُفِّر الله بها من خطاياه”، وقوله: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن”.

فنسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا للإفادة من هذه المصافي الإيمانية، ويجعلها كفارات لذنوبنا، وألا يقبضنا إليه إلا وهو راضٍ عنا.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اخوتي في الله

احبائي حفظكم الله

تاملات آيه سمعناها و قرأناها كثيرا

و لكنها تمر علينا مر السحاب ولا يمطر علما

في سورة الأعلى

بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا 16 وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى 17

فى بحر الحياة غرقنا…و سبحنا حتى تعبنا …تأخذنا أمواجها بعيدا عن الشاطئ…بعيدا …حتى ضللنا الطريق و غوصنا فى هذا البحر الهائج و صار الموج عاليا …و موجة تأخذنا الى بعيد و موجة تقربنا من الشاطئ …منا من وجد طريقة الى بر الامان …ومنا ما زال تائها فى ذلك البحر لا يجد للنجاة طريق …ومنا من يصارع الامواج بحثا عن الطريق و لكن…من منا وصل الى بر الامان؟…و كم منا سيصبر على مصارعة الامواج …و من منا سيغلبة الموج فيغرقة ؟؟؟ومن؟ومن؟

فى هذة الايام نرى كثيرا من الناس تعطى ظهرها الى هذا الشاطئ و اعنى بة الدار الاخرة و كل همها ان تسرع الخطا لتتوغل داخل هذا البحر تاركة ورائها كل شئ …و هناك اناسا ينظرون الى الشاطئ و يصارعون الامواج لكى يصلوا …هناك من سيصابر حتى يصل …و هناك سيستسلم فيضيع و تقذفة الامواج بعيدا…

ألهتنا مشاغل الحياة عن التفككير فى الاخرة و العمل لها و نسينا المقولة القائلة "اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا و اعمل لاخرتك كانك تموت غدا"فلا يعلم الانسان متى يموت حتى يؤجل توبتة…صدقتة …صيامة…قيامة لليل .الخ…و هكذا فيجب لكل انسان ان يعمل فى يومة لاخرتة و كانة اخر يوما فى حياتة …لا نطلب منة ان يترك الدنيا و ما فيها و لكن ان يخشى الله فى كل اوقاتة و كل تعاملاتة اى يدخل بحر الحياة و لكن تظل عيناة دائما على الشاطئ حتى لا يتوة و يفقد الطريق …فان عمل عملا فليتقنة كماامرنا رسولنا الكريم و هكذا مراعيا تعاليم الدين الاسلامى فى كل تعاملاتة

و نحن الان بصدد نوعين من الناس :
1-نوع يحب الدنيا و يعمل لها متناسيا اخرتة
2-نوع يحب الاخرة و يعمل لها عالما بانها دار البقاء و هؤلاء من كانت دعواهم
اللهم اتنا فى الدنيا حسنة و فى الاخرة حسنة و قنا عذاب النار

و سابدا اولا بالنوع الاكثر انتشارا و هم من الهتهم الحياة الدنيا الفانية عن الحياة الاخرى الباقية

فنجد تلك الايام الرجل يعمل طوال النهار كى يكسب قوت يومة و ياتى لاولادة مساءا متعبا ينام و يستيقظ على العمل و هكذا كمن يدور فى ساقية…فهذا عو حالة الدنيوى

اما اذا نظرنا الى حالة الدينى سنجدة لا يستطيع القيام ليلا للصلاة او حتى لصلاة الفجر و فى العمل اما لا يصلى و يجمع الصلوات و اما ان يصلى مسرعا و عقلة مشغولا بالعمل و هكذا فى باقى الفروض و الطاعات

و مثل هؤلاء الناس ترد عليهم الايات الكريمة من سورة غافر
"يا قوم انما هى الحياة الدنيا متاع و الاخرة هى دار القرار 39من عمل سيئة فلا يجزى الا مثلها و من عمل صالحا من ذكر او انثى و هو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب40"فلا يغر الانسان الدنيا و ما فيها من متاع فان الله عندة حسن الثواب و اعلم يا ايها المسلم ماذا تريد؟ان كنت تريد الدنيا فها هى امامك خذ منها ما تشاء

“من كان يريد حرث الاخرة نزد لة فى حرثة و من كان يريد حرث الدنيا نؤتة منها و مالة فى الاخرة من نصيب20”

و اذا كنت تريد الاخرة فهيا فلم يعد لديك وقتا كى تضيعة فدقائق عمرك تمر سراعا و عليك الكثير كى تفعلة …فلتعمل لاخرتك و تعد لها ما استطعت من قوة

و لكن احذر يا اخى

"فما اوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا و ما عند الله خير و ابقى للذين امنوا و على ربهم يتوكلون 36و الذين يجتنبون كبائر الاثم و الفواحش و اذا ما غضبوا هم يغفرون 37و الذين استجابوا لربهم و اقاموا الصلاة و امرهم شورى بينهم و مما رزقناهم ينفقون 38و الذين اذا اصابهم البغى هم ينتصرون39و جزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفى و اصلح فأجرة على الله انة لا يحب الظالمين 40

سورة الشورى

فيا عبد الله تذكر عندما تعمل…و تجتهد فى حياتك من اجل اولادك…او مال…او جاة تذكر شئ واحد الا يلهكم هذا عن ذكر الله و الا ستخسر …ستخسر مالا تستطيع تعويضة ابدا

"يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم و لا اولادكم عن ذكر الله و من يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون (9)و انفقوا من ما رزقناكم من قبل ان ياتى أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتنى الى اجل قريب فاصًدًق و اكن من الصالحين 10 و لن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها و الله خبير بما تعملون 11 سورة المنافقون

بالله عليك اخى المسلم احذر و لا تاخذك تجارة فى الدنيا عن الله فتبور و تبور معها …يا اخى "انما اموالكم و اولادكم فتنة و الله عندة اجر عظيم 15 التغابن

اجتهد يا عبد الله فى تجارة مع الله هى الافضل و هى التى ستنجيك من هذا البحر على خير و توصلك الى بر الامان

"يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم 10 تؤمنون بالله و رسولة و تجاهدون فى سبيل الله باموالكم و انفسكم ذالكم خير لكم ان كنتم تعلمون 11 يغفر لكم ذنوبكم و يدخلكم جنات تجرى من تحتها الانهار و مساكن طيبة فى جنات عدن ذلك الفوز العظيم 12 و اخرى تحبونها نصر من الله و فتح قريب و بشر المؤمنين13 الصف

أرايتم ماذا ينتظركم عند الشاطئ؟؟؟ ارايتم ماذا اعد الله لعبادة المؤمنين …لا ينتظركم شقة على النيل و لا فى ارقى مكان و لا فى جزر هاواى و انما ينتظركممساكن طيبة فى جنات عدن …و ليس هذا فقط و انما نصر من الله فى الدنيا و الاخرة ان شاء الله وما خفى كان اعظم …

و عندما نذكر الجهاد فى سبيل الله اول ما يخطر على بالنا هو الحرب …و لكن هناك مجاهدة أشد و اصعب من مجاهدة الكفار الا و هى مجاهدة النفس و تعويدها على الطاعات …محاربة الامواج و شهوات الدنيا ووساوس الشيطان فأذا مررتم من كل تلك الامواج بسلا م فهنيئا لكم ما ينتظركم على الشاطئ …

واسمع لابن مشرف رحمة الله عليه يوم قال في وصف الدنيا ـ من بعض قصيدة له ـ :

متاع غرور لا يدوم ســرورهــــا **** وأضغاث حلم خادع ببـــهائـــــه .
فمن أكرمت يوماً أهانت له غداً **** ومن أضحكت قد آذنت ببكائـــه .
ومن لم يذرها زاهداً في حياتـه **** تزهَّـــــــد فيه الناس بعـد فـنائه .

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة

مادة منقوله مع الإضافات

ثم نادى سيدنا إبراهيم عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام

" ثم نادى سيدنا إبراهيم عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام… سيدنا إسماعيل ليعطيه حجر يضعه علامة لبداية الشعائر فأتى له سيدنا إسماعيل بحجر لم يعجبه فذهب ليحضر حجرا آخر و عاد فوجد سيدنا إبراهيم عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام و قد وضع حجرا آخر فقال له من أتاك بهذا الحجر يا أبى فقال الخليل " من لم يكلني إليك " أي أن المولى عز و جل هو الذي أرسل هذا الحجر … و رفع سيدنا إبراهيم عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام حتى وصل إلى مرحلة أصبح فيها البناء أعلى من قامته فأحضر حجرا آخر وقف عليه و هو ما يسمى مقام إبراهيم الموجود بالبيت الحرام بجوار الكعبة الآن … و لو تنبهنا لكلام المولى عز و جل في كتابه الكريم " و اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " لوجدنا فيها تكريما عظيما لخليل الرحمن عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام , فحيثما كان يضع الخليل رجليه أمرنا بالسجود لله عز و جل تكريما من المولى عز و جل لخليله الذي وفى … ماذا نستفيد إذن من هذه القصة حتى الآن الإخلاص , التوكل , اليقين , طاعة الله و التسليم المطلق , و الدعاء … لا حظوا معظم خطاب سيدنا إبراهيم عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام للمولى عز و جل بالدعاء … و ما جاء النبي صلى الله عليه و سلم إلا بدعوة من دعوات سيدنا إبراهيم ( ربنا و ابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك و يعلمهم الكتاب و الحكمة و يزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) إذن لا نستهين بالدعاء أبدا … لا بد من الدعاء لأنه صلتك بالله عز و جل … و هو شيء فوق العقل في إعجازه و أهميته يكفى أن المولى عز و جل يغضب عليك إن لم تدعوه … يقول النبي صلى الله عليه و سلم " من لم يسأل الله يغضب عليه " إذن الدعاء يحتاج إلى دراسة فهو ليس أمرا هينا أو عفويا هكذا بل لا بد من دراسته جيدا لفهمه و فهم عظمة نتائجه … كيف أتحدث مع الله سبحانه و تعالى فيجيبني … فهناك حديث عن الرسول عن الله صلى عليه و سلم " رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره " … ما حال مثل هذا الرجل كيف حال قلبه و حال اتصاله مع الله و بالله … كيف وصل مع ربه إلى درجة البر و الإجابة من المولى عز و جل … فإياك أن تكف عن الدعاء أو تيأس من كثرة الدعاء إنه حصنك الحصين و أمانك في معية مولاك فلا تنسى هذا أبدا … و الآن دعونا ندرسه و نلخص معاييره في عشر نقاط…"

سامحني يا سيدنا الشيخ على المقاطعة و لكن لم أستطع إغفال صوتها و هي تقول كنت في حالة ضعف لا تتخيليها و قمت كما نصحتني و أخذت أصلى و أدعو المولى عز و جل أن ينجيني من نفسي و يعينني على ضعفي و قلت له باللفظ من فضلك يا رب حلها من عندك أنا لا أستطيع المقاومة سأقع في المعصية لا أستطيع مواجهة ضعفي أمام هذا الفتى أريده بشدة … و ظللت أدعو و أتضرع و لا فائدة و وجدت نفسي كالتي يحركوها بأجهزة التحكم الآلي " الريموت كنترول " أقوم و أمسك بالهاتف و اتصل به وأنا أتمنى ألا يتم الاتصال أو أموت أو أتوقف و لكن رن الجرس و جاءني صوته يعلن لي أن تم نقله إلى مكان يكاد يكون قرب الحدود … و انه في طريقه إلى هناك … لم أدر إلا بنفسي و أنا أغلق الهاتف و أسجد لله عز و جل و قد انتابتني قشعريرة و رعدة و حياء لو بقيت عمري كله أحاول وصفه ما استطعت … إلى هذا الحد … أيمكن أن يحدث هذا … . أطلب فأجاب بهذه السرعة و بهذه القوة … لقد منعني بإبعاده فورا … بعدا لا يتيح له إغوائي و لا يتيح لي الوصول إليه …!! من أنا حتى يحدث لي مثل هذه الكرامة و أنا العاصية المضطربة … من أنا لكي ينظر إلى بعد كل ما فعلته و يرحمني و يمهلني و يقبلني على حالي المنحرف و تكويني المشوش … لا حول و لا قوة إلا بالله … لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين … لا حول و لا قوة إلا بالله … لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين … لا حول و لا قوة إلا بالله … لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين … دعونا إذن نذاكر الدعاء مع الشيخ …

حـديث اليــوم

‏عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو، فيقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى”

رواه مسلم

هذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها. وهو يتضمن سؤال خير الدين وخير الدنيا؛ فإن “الهدى” هو العلم النافع. و"التقى" العمل الصالح، وترك ما نهى الله ورسوله عنه. وبذلك يصلح الدين. فإن الدين علوم نافعة، ومعارف صادقة. فهي الهدى، وقيام بطاعة الله ورسوله: فهو التقى. و"العفاف والغنى" يتضمن العفاف عن الخلق، وعدم تعليق القلب بهم. والغنى بالله وبرزقه، والقناعة بما فيه، وحصول ما يطمئن به القلب من الكفاية. وبذلك تتم سعادة الحياة الدنيا، والراحة القلبية، وهي الحياة الطيبة. فمن رزق الهدى والتقى، والعفاف والغنى، نال السعادتين، وحصل له كل مطلوب. ونجا من كل مرهوب. والله أعلم

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ

البقره - 54

هَذِهِ صِفَة تَوْبَته تَعَالَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيل مِنْ عِبَادَة الْعِجْل قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ رَحِمَهُ اللَّه فِي قَوْله تَعَالَى " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْم إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسكُمْ بِاِتِّخَاذِكُمْ الْعِجْل" فَقَالَ ذَلِكَ حِين وَقَعَ فِي قُلُوبهمْ مِنْ شَأْن عِبَادَتهمْ الْعِجْل مَا وَقَعَ حَتَّى قَالَ اللَّه تَعَالَى " وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمنَا رَبُّنَا وَيَغْفِر لَنَا " الْآيَة . قَالَ : فَذَلِكَ حِين يَقُول مُوسَى " يَا قَوْم إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسكُمْ بِاِتِّخَاذِكُمْ الْعِجْل " قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَالرَّبِيع بْن أَنَس " فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ " أَيْ إِلَى خَالِقكُمْ قُلْت وَفِي قَوْله هَاهُنَا " إِلَى بَارِئِكُمْ " تَنْبِيه عَلَى عِظَم جُرْمهمْ أَيْ فَتُوبُوا إِلَى الَّذِي خَلَقَكُمْ وَقَدْ عَبَدْتُمْ مَعَهُ غَيْره. وَقَدْ رَوَى النَّسَائِيّ وَابْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْ حَدِيث يَزِيد بْن هَارُون عَنْ الْأَصْبَغ بْن زَيْد الْوَرَّاق عَنْ الْقَاسِم بْن أَبِي أَيُّوب عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : فَقَالَ اللَّه تَعَالَى : إِنَّ تَوْبَتهمْ أَنْ يَقْتُل كُلّ وَاحِد مِنْهُمْ مَنْ لَقِيَ مِنْ وَالِد وَوَلَد فَيَقْتُلهُ بِالسَّيْفِ وَلَا يُبَالِي مَنْ قَتَلَ فِي ذَلِكَ الْمَوْطِن فَتَابَ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانُوا خَفِيَ عَلَى مُوسَى وَهَارُون مَا اِطَّلَعَ اللَّه عَلَى ذُنُوبهمْ فَاعْتَرَفُوا بِهَا وَفَعَلُوا مَا أُمِرُوا بِهِ فَغَفَرَ اللَّه لِلْقَاتِلِ وَالْمَقْتُول وَهَذَا قِطْعَة مِنْ حَدِيث الْفُتُون وَسَيَأْتِي فِي سُورَة طه بِكَمَالِهِ إِنْ شَاءَ اللَّه . وَقَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنِي عَبْد الْكَرِيم بْن الْهَيْثَم حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن بَشَّار حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَة قَالَ : قَالَ أَبُو سَعِيد عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ تُوبُوا إِلَى بَارِئكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ ذَلِكُمْ خَيْر لَكُمْ عِنْد بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّاب الرَّحِيم . قَالَ أَمَرَ مُوسَى قَوْمه عَنْ أَمْر رَبّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَقْتُلُوا أَنْفُسهمْ قَالَ : وَأَخْبَرَ الَّذِينَ عَبَدُوا الْعِجْل فَجَلَسُوا وَقَامَ الَّذِينَ لَمْ يَعْكُفُوا عَلَى الْعِجْل فَأَخَذُوا الْخَنَاجِر بِأَيْدِيهِمْ وَأَصَابَتْهُمْ ظُلْمَة شَدِيدَة فَجَعَلَ يَقْتُل بَعْضهمْ بَعْضًا فَانْجَلَتْ الظُّلْمَة عَنْهُمْ وَقَدْ جَلَوْا عَنْ سَبْعِينَ أَلْف قَتِيل كُلّ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ كَانَ لَهُ تَوْبَة وَكُلّ مَنْ بَقِيَ كَانَتْ لَهُ تَوْبَة. وَقَالَ اِبْن جَرِير : أَخْبَرَنِي الْقَاسِم بْن أَبِي بَرَّة أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَمُجَاهِدًا يَقُولَانِ فِي قَوْله تَعَالَى" فَاقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ " قَالَا : قَالَ بَعْضهمْ إِلَى بَعْض بِالْخَنَاجِرِ يَقْتُل بَعْضهمْ بَعْض لَا يَحْنُو رَجُل عَلَى قَرِيب وَلَا بَعِيد حَتَّى أَلَوَى مُوسَى بِثَوْبِهِ فَطَرَحُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ فَكُشِفَ عَنْ سَبْعِينَ أَلْف قَتِيل وَأَنَّ اللَّه أَوْحَى إِلَى مُوسَى أَنْ حَسْبِي فَقَدْ اِكْتَفَيْت فَذَلِكَ حِين أَلَوَى مُوسَى بِثَوْبِهِ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ نَحْو ذَلِكَ وَقَالَ قَتَادَة : أُمِرَ الْقَوْم بِشَدِيدٍ مِنْ الْأَمْر فَقَامُوا يَتَنَاحَرُونَ بِالشِّفَارِ يَقْتُل بَعْضهمْ بَعْضًا حَتَّى بَلَغَ اللَّه فِيهِمْ نِقْمَته فَسَقَطَتْ الشِّفَار مِنْ أَيْدِيهمْ فَأَمْسَكَ عَنْهُمْ الْقَتْل فَجَعَلَ لِحَيِّهِمْ تَوْبَة وَلِلْمَقْتُولِ شَهَادَة . وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ : أَصَابَتْهُمْ ظُلْمَة حِنْدِس فَقَتَلَ بَعْضهمْ بَعْضًا ثُمَّ اِنْكَشَفَ عَنْهُمْ فَجَعَلَ تَوْبَتهمْ فِي ذَلِكَ وَقَالَ السُّدِّيّ : فِي قَوْله " فَاقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ " قَالَ فَاجْتَلَدَ الَّذِينَ عَبَدُوهُ وَاَلَّذِينَ لَمْ يَعْبُدُوهُ بِالسُّيُوفِ فَكَانَ مَنْ قُتِلَ مِنْ الْفَرِيقَيْنِ شَهِيدًا حَتَّى كَثُرَ الْقَتْل حَتَّى كَادُوا أَنْ يَهْلِكُوا حَتَّى قُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا وَحَتَّى دَعَا مُوسَى وَهَارُون رَبّنَا أَهْلَكْت بَنِي إِسْرَائِيل رَبّنَا الْبَقِيَّة الْبَقِيَّة فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُلْقُوا السِّلَاح وَتَابَ عَلَيْهِمْ فَكَانَ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ مِنْ الْفَرِيقَيْنِ شَهِيدًا وَمَنْ بَقِيَ مُكَفَّرًا عَنْهُ فَذَلِكَ قَوْله " فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّاب الرَّحِيم " وَقَالَ الزُّهْرِيّ : لَمَّا أُمِرْت بَنُو إِسْرَائِيل بِقَتْلِ أَنْفُسهمْ بَرَزُوا وَمَعَهُمْ مُوسَى فَاضْطَرَبُوا بِالسُّيُوفِ وَتَطَاعَنُوا بِالْخَنَاجِرِ وَمُوسَى رَافِع يَدَيْهِ حَتَّى إِذَا فَتَرَ بَعْضهمْ قَالُوا يَا نَبِيّ اللَّه اُدْعُ اللَّه لَنَا وَأَخَذُوا بِعَضُدَيْهِ يُسْنِدُونَ يَدَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ أَمْرهمْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى إِذَا قَبِلَ اللَّه تَوْبَتهمْ قَبَضَ أَيْدِيهمْ بَعْضهمْ عَنْ بَعْض فَأَلْقَوْا السِّلَاح وَحَزِنَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيل لِلَّذِي كَانَ مِنْ الْقَتْل فِيهِمْ فَأَوْحَى اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِلَى مُوسَى مَا يُحْزِنك أَمَّا مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ فَحَيّ عِنْدِي يُرْزَقُونَ وَأَمَّا مَنْ بَقِيَ فَقَدْ قَبِلْت تَوْبَته فَسُرَّ بِذَلِكَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيل رَوَاهُ اِبْن جَرِير بِإِسْنَادٍ جَيِّد عَنْهُ . وَقَالَ : اِبْن إِسْحَاق لَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمه وَأَحْرَقَ الْعِجْل وَذَرَّاهُ فِي الْيَمّ خَرَجَ إِلَى رَبّه بِمَنْ اِخْتَارَ مِنْ قَوْمه فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَة ثُمَّ بُعِثُوا فَسَأَلَ مُوسَى رَبّه التَّوْبَة لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنْ عِبَادَة الْعِجْل فَقَالَ : لَا إِلَّا أَنْ يَقْتُلُوا أَنْفُسهمْ قَالَ : فَبَلَغَنِي أَنَّهُمْ قَالُوا لِمُوسَى نَصْبِر لِأَمْرِ اللَّه فَأَمَرَ مُوسَى مَنْ لَمْ يَكُنْ عَبَدَ الْعِجْل أَنْ يَقْتُل مَنْ عَبَدَهُ فَجَلَسُوا بِالْأَفْنِيَةِ وَأَصْلَت عَلَيْهِمْ الْقَوْم السُّيُوف فَجَعَلُوا يَقْتُلُونَهُمْ فَهَشَّ مُوسَى فَبَكَى إِلَيْهِ النِّسَاء وَالصِّبْيَان يَطْلُبُونَ الْعَفْو عَنْهُمْ فَتَابَ اللَّه عَلَيْهِمْ وَعَفَا عَنْهُمْ وَأَمَرَ مُوسَى أَنْ تُرْفَع عَنْهُمْ السُّيُوف وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَمَ لَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمه وَكَانُوا سَبْعِينَ رَجُلًا قَدْ اِعْتَزَلُوا مَعَ هَارُون الْعِجْل لَمْ يَعْبُدُوهُ فَقَالَ : لَهُمْ مُوسَى اِنْطَلِقُوا إِلَى مَوْعِد رَبّكُمْ فَقَالُوا يَا مُوسَى مَا مِنْ تَوْبَة قَالَ بَلَى : اُقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ ذَلِكُمْ خَيْر لَكُمْ عِنْد بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ - الْآيَة فَاخْتَرَطُوا السُّيُوف وَالْجَزَرَة وَالْخَنَاجِر وَالسَّكَاكِين . قَالَ : وَبَعَثَ عَلَيْهِمْ ضَبَابَة قَالَ فَجَعَلُوا يَتَلَامَسُونَ بِالْأَيْدِي وَيَقْتُل بَعْضهمْ بَعْضًا قَالَ : وَيَلْقَى الرَّجُل أَبَاهُ وَأَخَاهُ فَيَقْتُلهُ وَهُوَ لَا يَدْرِي . قَالَ وَيَتَنَادَوْنَ فِيهَا رَحِمَ اللَّه عَبْدًا صَبَرَ نَفْسه حَتَّى يَبْلُغ اللَّه رِضَاهُ قَالَ فَقَتْلَاهُمْ شُهَدَاء وَتِيبَ عَلَى أَحْيَائِهِمْ ثُمَّ قَرَأَ " فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّاب الرَّحِيم "

ويمنعون الماعون

اليوم يحاول الصهاينة من جانب والأشقياء العرب من جانب أخر وضع أبناء غزة في شعب ضيق مثل شعب أبي طالب والذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في مكة المكرمة … لا طعام ولا شراب ولا تعامل … ورغم أن المحاصرين كان منهم المؤمن بمحمد صلي الله عليه وسلم والكافر الذي لم يؤازر محمدا إلا حمية وقربي من بني عمومته غير أن قريشا أبت إلا حصار وتجويع الجميع … حتى يعلنوا انقلابا علي الرسول صلي الله عليه وسلم فيذعن لألهتهم أويتم تسليمه لقريش لذبحه … وأذكر أني قرأت منذ سنوات طويلة لشهيد الإسلام العبقري سيد قطب رحمة الله عليه تحليلا عميقا ودقيقا لمغزى هذا الحصار وتأثيره علي الدعوة … فقال إن المجتمع البدوي القبلي والذي لا ينتظم في حكومة مركزية وليس له مؤسسات بيروقراطية راسخة مثل التي في مصر أو العراق تستنكف أن يهان فيها الكريم أو يذل الشريف فتنتفض في عروقهم المروءة والنجدة والأريحية لنصرة المظلوم ومؤازرته… أما في وادي النيل أو مابين النهرين بالعراق فالأمر جد مختلف … فسقوط الشريف عندهم مدعاة للزراية به والاستهزاء منه … فهذه البلاد لا تحترم الإ من كان يملك السلطة ولو كانت غاشمة ولا تقدر إلا من بيده الحكم ولو كان طاغية جبار فالمجتمع الذي يحكمه الفرعون أو النمرود لا يأبه بالمبادئ السامقة أو القيم الرفيعة إذا حمل لوائها المساكين العزل أو المصلحين الذين لا يملكون قوة تؤازر ما يحملوه من حق ورشاد … وعلي العكس عندما نتابع حصار شعب أبي طالب سوف نري كثيرا من هؤلاء الرجال الذين لم يأبهوا بتسلط الطغاة وكسروا الطوق واخترقوا الحصار فكانوا يهربون الطعام والشراب خلسة للرسول ومن معه رغم أن اغلبهم لم يكن قد أسلم بعد … ومن ناحية أخري فان العربي البدوي كان يساءل نفسه مرارا كيف يصبر هؤلاء الأشراف علي هذا الضيم ولماذا يتحملون كل هذا العنت …؟ لابد أن لهم دوافع أعظم كثيرا مما قد يظهر علي السطح … فيكون هذا التساؤل مدعاة للمرء أن يفكر في الإسلام ومبادئه والتي من أجلها تحمل الكرام ما تحملوا … وأذكر أن أستاذا جامعيا كبيرا من احد دعاة الإخوان المسلمين كان يعذب في السجن والجندي يجلده وهو يعلم بمكانة الرجل الاجتماعية ثم فجأة توقف الجندي عن الضرب ثم سأله ( هو إحنا بنعمل فيكم كده ليه…؟) وبعفوية شديدة أجابه الأخ الداعية … أبدا… ذنوب أرتكبناها فيطهرنا الله منها في الدنيا …كمل يا ابني كمل … وربما كان حصار حماس اليوم ليتميز الفريقان أكثر … من يجاهد ومن يتولي يوم الزحف … ليستبين الناس أصحاب الرسالة الأتقياء والساسة الذي جعلوا القضية لون من( البيزنس) … عندما يري رجل الشارع المغيب عن الساحة حسني مبارك ودحلان وألمرت وبوش في خندق واحد سوف تسقط الأقنعة … وعندما يمنع نظام الاستبداد الماعون عن أشقاء عزل يجاهدون لتكون كلمة الله هي العليا سوف يظهر يومها الغث من السمين وسيعلم الناس من تآمر ومن ضحي … وسوف يذكر التاريخ من صبر ومن غدر … سوف يكتشف الناس قريبا أنه لافرق بين صهاينة اليهود وصهاينة العرب … ولينصرن الله من ينصره إن الله قوي عزيز.

دكتور علاء الدين عباس

الزاهر – مكة المكرمة

[b]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حسن الجيرة أساس المجتمع الفاضل

يحتل الجوار مكانة بارزة بين العناصر المكونة لكيان أي مجتمع إنساني، ومن ثم فقد اهتم الإسلام بالجوار اهتمامًا كبيرًا بهدف تقوية الجانب الإيماني لدى المسلم وإكسابه القدرة على مقاومة الرذائل في المجتمع التي قد تنذر بسقوط الكيان الاجتماعي.

ولأهمية الموضوع فقد حاولنا توضيح رؤية الإسلام لقيمة حسن الجوار، وكيفية تحقيقه على أرض الواقع؛ تمهيدا لخلق المجتمع الفاضل الذي أمر به الإسلام وأراده للمسلمين مجتمعا متحابا ومتراحما…

بداية يركز الدكتور محمد فؤاد شاكر -أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة عين شمس- على أن الجوار في الإسلام لا يقصد به جوار البيت فقط؛ وإنما الجوار قد يكون في العمل، أو في مكان تحصيل العلم، وقد يكون في السفر؛ فالقرآن الكريم أوصى في أكثر من آية بالجيران، فقال تعالى: )وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ(، مشيرا إلى أن الجيران ينقسمون من حيث الحقوق إلى عدة أقسام:
1- جار له ثلاثة حقوق، وهو الجار ذو الرحم المسلم.
2- جار له حقان وهو الجار المسلم الذي ليس رحما.
3- جار له حق واحد وهو الجار غير المسلم.
ويضيف شاكر: اعتبر الإسلام حسن معاملة الجيران من كمال الإيمان؛ نظرا لأهمية الجيرة؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من لا يأمن جاره بوائقه”.

وقد اشتكى بعض الصحابة إلى النبي من سوء امرأة، فقالوا: “إنها صوامة قوامة غير أنها تؤذي جيرانها”، فقال صلى الله عليه وسلم: “هي من أهل النار”، وضرب لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل بالإحسان إلى الجار حتى ولو كان من غير المسلمين، حيث ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم ذات مرة يعود غلامًا مريضا من اليهود، كان من جيرانه، فلما رآه يغرغر أشفق عليه، فقال له: “قل لا إله إلا الله أشفع لك بها عند ربي” فنظر الغلام إلى أبيه واستحى فقال له أبوه: “قلها يا غلام واسمع كلام أبي القاسم”.

الجار قبل الدار
ويتفق المفكر الإسلامي الدكتور عبد الصبور شاهين، مع الدكتور فؤاد شاكر فيما ذهب إليه ويضيف: مما لا شك فيه أن الجيرة لها تأثير كبير على إيمان الإنسان، خاصة إذا كان هناك تفاهم بين الجيران، ولذلك أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالجار، وقال في ذلك: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه” أي سيجعل له نصيبا من الميراث.

ويقول شاهين: ينبغي على الفرد المسلم أن يلتمس الجيران الصالحين، فيتعامل معهم ويبتعد عن الجيران السيئين فيتجنبهم، إذ تولد الجيرة الصالحة نوعا من المعاملات الأخلاقية البناءة.

وعن السلبيات المؤثرة على أخلاقيات الجيرة، يشير شاهين إلى أن الأنانية وعدم تبادل المعروف من أهم السلبيات التي تؤثر على العلاقات بين الجيران، والسبب يرجع إلى التنشئة الأولى، فما يكتسبه الفرد في حداثته وفي مرحلته التعليمية الأولى من القيم والأخلاقيات هو الذي يسيطر عليه عندما يكبر ويصبح جارا للآخرين.

عقوق الجار
ومن عقوق الجار: الطمع فيما عنده، أو محاولة استغلاله بحجة الجوار، أو بالتدخل في شئونه، وقد يتسبب البعض بهذا التدخل في إفساد العلاقة بين الزوج والزوجة، والحسد والحقد، وفرض بعض الأمور على الجار بالقوة، والشماتة منه إذا إصابته مصيبة… إلى غير ذلك من الأمراض الاجتماعية الخطيرة.

ومن خلال ما سبق يتبين أن حسن الجوار من أساسيات بناء المجتمع الإيماني الذي يتعاون فيه أفراده على محبة الله والقرب منه من خلال تبادل المحبة والمودة والقرب التي أوجبها الإسلام على أتباعه في مجال الجيرة. فمن شأن الجيرة مكافحة الأمراض الاجتماعية التي تعاني كثير من المجتمعات في عصرنا الحاضر.

منقول بتصرف من موقع إسلام أون لاين

[/b]

شكراااااااا