فلتغرق أو تسبح!

فلتغرق أو تسبح.

by كتابة. كيفين ميلر

[FONT=Arial, Helvetica, sans-serif][SIZE=4]

[B]مقال عن: إد سـكيب أسط رئيس شركة شاستا



[B]بداية بأولويات خاطئة[/b]
حين كنت طالباً جديداً في الجامعة قررت أن أربح بعض المال و في نفس الوقت أساعد أبي في إحياء أعماله و تجارته و كان ذلك الأمر من أهم أولوياتي و ليس إكمال دراستي. بنهاية العام الأول في الجامعة كنت قد قررت ترك الدراسة و بدأت مهنتي في مجال البناء. في العامين التاليين تزوجت من زميلتي بالمدرسة الثانوية و التى عانت كثيراً معي بعد إفلاس أبي رغم مجهوداتى للحيلولة دون وقوع ذلك.
بعد أيام عديدة من التفكير في مستقبلي، ذهبت للعمل في شركة لتشييد و بناء حمامات السباحة. و لأجل أن أكون متوافق و مندمج مع زملائى في العمل فقد تحول أسلوبي في الحياة من أسلوب الرياضي ذو الأخلاق المهذبة الى أسلوب السُكْر و المشاجرة في الحانات و لعب القمار و ميزات سلبية آخرى كثيرة كانت قد إختصت بها حياتي. بدأ هذا الأسلوب الجديد أن يتسلط علي حياتي كلها وتحول زواجي الي زواج مشوش و غير متزن. فقد كنت نادراً ما أري أولادي الأربعة و زوجتي شارون كنت أراها بعد أن تغلق الحانات أبوابها و غالباً ما كنا نتشاجر.
[B]المأساه تضرب
[/b]في الجزء الأخير من السنة الثامنة لزواجنا توفي أبي فجأتاً. من بعدها بدأت حياتي تسوء و إزداد شعور شارون بعدم الأمان. وبعد ذلك بشهور و في أثناء ما كانت شارون تفكر في وضع نهاية لحياتها أى الإنتحار وجدت شارون نفسها تستمع الى رسالة الواعظ بلي جراهم بالراديو، و استجاباً لرسالته التي كان موضوعها تغيير الحياة طلبت شارون من يسوع أن يكون مخلصها و رب حياتها. و بحسب كلماتها فقد أصبحت إبنه للرب. في اﻠ ٩ شهور التالية كنت شاهداً علي سلام جديد و رضاء بحياة شارون مما جعلني أدرك كم كنت زوجاً بشعاً.
[B]وقت للتغيير
[/b]بعد إلحاح من زوجتي ذهبت إلى الكنيسة و فيها أقنعني راعي الكنيسة بالإنضمام الي دورة كنسية ندريبية. كان إنضمامي هو بحثاً عن التغيير في حياتي إذ كنت خافئاً أن أفقد زوجتي. أكملت ۵ أسابيع من الدورة التدريبية و أيضاً إعتمدت بالماء و أصبحت رسمياً عضو بالكنيسة. برغم كل هذا فقد كنت أشعر إني نفس الشخص التعيس و الذي يمتلكه اسلوب الحياة الفاسد أي لم أختبر أي تحول في حياتي كما حدث لزوجتي. لذا يائساً فقد بدأت أجهز نفسسي عقلياً و نفسياً لحتمية فقداني لعائلتي فقد كان تعليلي لهذا الأمر أنه يبدو ان الله لا يريد أن يكون علي أي علاقة بي و إلا لكنت  قد تغيرت ما دمت قبلت الدورة التدريبية و إعتمدت بالماء.
[B]أحداث غير متوقعة
[/b]كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حين عدت الى البيت بعد أن قضيت الليل في الحانة أحتسى الخمر. إستقبلتني شارون و سألتني إن كنت أكلت و ذكّرتنى أنها و الله يحبونني. كان هذا الأستقبال بعكس ما كنت ألقاه من ۱۰ شهور ماضية.
في صباح اليوم التالي جلست في أحد المطاعم و أثناء جلوسي بدأ الشخص الذى يجلس بجانبي يحدثني عن إكتشافه من جديد لعلاقته مع يسوع المسيح. حولت نظري إليه و لم أصدق عيني إذ أنه الشخص الوحيد الذي كنت أظنه خاطياً أكثر مني. أخذ يشركني في حماس كيف أن حياته تغيرت من خلال المسيح ثم طلب مني أن أسلم حياتي للمسيح في صلاة معه. و حيث إني أعلم أن ذلك لن يفيد كثيراً فقد رفضت دعوته أن أصلي معه. إمتزجت أحباطاتي مع الله و الدين معاً ليعرفونني أن ذلك الشخص قد إختبر التغيير في حياته مع المسيح أما أنا فلم أختبر شيئاً. في اليوم التالي و بعد حضوري الكنيسة دعاني راعي الكنيسة لحضور اجتماع المؤسسة الإنجيلية و الذي كانت ترعاه مؤسسة حملة الجهاد لأجل المسيح، لذا تنازلت عن تذكرتين لحضور مسابقة للروديو و لبيت دعوة راعي الكنيسة ذلك علي الرغم من إدراكي بوجهة نظر الله فيّ.
[B]اخيراً الحلقة المفقودة
[/b]في الليلة التالية كان الضيف المتحدث [B]د.[/b]بيل برايت قد ذكر في عظته شيئاً لم أكن قد سمعته من قبل. فقد شرح أنه يجب علي كل رجل و أمرأة و طفل أن يغتسل و يطَهر من خطاياه بدم يسوع المسيح قبل أن يبدأ في تأسيس علاقة مع الله. كنت من ناحية لا أفهم كل شئ لكن من ناحية آخري أحسست وبإقتناع سريع أن هذا بالضبط هو ما أحتاجه و أن هذة هي الحلقة المفقودة في حياتي.
بعد أن إختتم بل برايت رسالته تم تقسيمنا الي فصول لاهوتية فيها تم دعوتي للتعرف علي المسيح. كذلك قيل لي أن يسوع أحبني كثيراً لدرجة أنه مات و نزف دمه لغفران خطاياي و أنه بقبوله في حياتي بالإيمان فسأصبح مسيحياً. عرفت في هذة اللحظة أن هذا تحديداً ما كنت أريده. بعد ذلك دعي قائد المجموعة هؤلاء اللذين لم يدعوا من قبل المسيح أن يدخل في حياتهم، أن يتبعوه في صلاة و بعدها سيدخل المسيح في حياتهم كما وعد. شعرت في لحظة إنحنائي للصلاة بصراع داخلي لم يدوم طويلاً حتى وجدت نفسي أصرخ قائلاً "يا يسوع الرب تعالى أدخل في حياتي، إغفر لي خطاياي و اجعلني الشخص الذي تريده أنت". و بالفعل صنع يسوع ما وعد به و منذ ذلك اليوم و حياتي و حياة عائلتي لم تعد كما كانت من قبل. بدأ الله يعلمني من خلال عالمه و الروح القدس حب جديد و سلام و قوة مكّنوني أن أكون زوجاً جديداً و أباً جديداً و كذلك لأختبر أسلوب حياة جديدة.
[B]رجل جديد
[/b]في الصباح التالي شعرت و أن أحداً قد أدخلني بداخل شفاط هواء شفط كل إحساس بالذنب و حوله الي سلام. تذكرت كلمات الواعظ حين ذكر الآية "إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت هو ذا الكل قد صار جديداً"
(كوالثانية ٥ :۱۷). عرفت في ذلك اليوم أني قد اختبرت ما تعنيه هذة الكلمات. بدأ الله يزيل تدريجياً كل ما هو قديم فيّ كذلك أزال الله كل العادات السيئة من حياتي و التي كانت قد جعلتني أسيراً. أتذكر أن يوماً دخلت الحانة التي تعودت أن أجلس بها و إذ بي أشعر بالغثيان فور دخولي المكان.فأسرعت خارجاً ثم ذهبت الي سيارتي وإذ بي و أنا جالساً بالسيارة أسمع صوتاً يقول لي "مِن هذا المكان قد حررتك فلا تعود اليه ثانيتاً". و لأول مرة أخذت أبكي على كل شئ خطأ فعلته أمام عين الرب. دخلت البيت و طلبت من زوجتي أن تحضر الأولاد الي المطبخ. جلسنا كلنا معاً و أخبرتهم أن يسوع قد حررني من شرب الخمور و كذلك من لعب القمار. قلت لهم أن لا يخافوا من الآن فصاعداً و أن يطمئنوا. إمتدت توابع دخول المسيح في حياتي الى عائلتي أيضاً إذ تخرجوا أولادي من الجامعات و بتفوق. إضافتاً الي ذلك فأنهم جميعاً متزوجون و سعداء في زيجاتهم.
[B]استمرار بركة الله
[/b]بدأ الله يعمل أيضاً في مجال و ظيفتي، ففي خلال شهر من مقابلتي مع المسيح فتح الله لي فرصة عمل جديدة في شركة متخصصة في بناء حمامات السباحة و بمرتب يضاعف ما كنت أخذه. بدأت تراوضني فكرة تأسيس شركة خاصة بي. كان أخي يعمل بأحد الشركات المحلية التي تشيد المنازل و اقترح عليّ أن أنضم الي شركته لأكون مسؤلاً عن قسم جديد متخصص في بناء و بيع حمامات السباحة. تسلمت الوظيفة بالشركة و كانت تسمى شاستا للبناء. بعد أسبوع أعلن المالك لأخي أنه قرر الغاء الحملة الإعلامية و القرض الذي كان من المفترض أن نبدأ به أنا و أخي العمل، ليس ذلك فقط بل أعطانا أسبوعين لكي يرى النتائج و إلا فسوف يغلق قسم حمامات السباحة بالكامل. عاني أخي من أزمة قلبية خفيفة بعد عِلمه بهذة الأخبار و وجدت نفسي وحدي أمام هذا المالك الغريب بالنسبة لي.
[B]السلام من الرب
[/b]علي الرغم من هذا التقهقر الي الوراء إلا إنه كان عندي إحساس عميق بأن الله سيظهر لي طريقة للخروج من هذا المأزق.
لذا فقد قررت و برغم نقص رأس المال أن أصدر إعلان في الصحف. ذهبت الي مالك الشركة و عرضت عليه فكرة الإعلان. شرحت له أنه إذا صرفنا علي الإعلانات فترة أسبوع واحد فقد نحصل علي مبيعات و بالتالي سنحصل علي سيولة مالية خلال أسابيع قليلة. كذلك قلت له إني مسئول عن أي خسارة قد تحدث. في صباح اليوم التالي أعطاني الموافقة. نشَرت الصحف الإعلان و كأن الله فتح أبواب السماء و بالفعل بدأنا العمل و ازدادت مبيعاتنا. كانت بركة الله عظيمة مما جعلت المالك يعرض علينا حوافز تقدر ﺑ۲۰ ألف دولار. أصبحت شركة شاستر بأواخر عام ۱۹٦۸ في المرتبة الأولي في مجال تشييد حمامات السباحة و ذلك في كل ولاية أريزونا. مجداً للرب فقد طلب مني المالك أن أكون الرئيس التنفيذي بالشركة و عرض عليّ ثلث الملكية.
في الحقبة الأخيرة من عام ۱۹٦۹ تعرضت المنطقة للركود أخذ يزداد حتي عام ۱۹۷۰. تسبب ذلك في ظهور المشاكل بيني و بين المالك الي أن و صلنا الي طريق مسدود. كانت أسهم كل منا في الشركة تقدر بحوالي ۳۰۰ ألف دولار لذا كنا نعلم أنا و أخي عدم مقدرتنا لشراء حصة المالك مع مراعاة عدم المساس بالسيولة المالية للشركة.
لم يكن أمامي إلا أن أسأل الرب أن يرشدني ماذا أفعل. و فعلاً إتصل بي المالك و طلب مقابلتي و في المقابلة أقترح أن نشتري أنا و أخي حصته بمبلغ ٤۰ ألف دولار علي أن يسدد المبلغ في خلال ٤ سنوات، و بدون أن أدري و ما زلت أذكر هذة اللحظة رفعت يدي و صوتي قائلاً أشكرك يا رب. نجحنا بالفعل في سداد المبلغ و في سنتين فقط. تلى ذلك نجاحاً عظيماً للشركة الي أن أصبحت الشركة الأولي في مجال حمامات السباحة ليس فقط في الولايات المتحدة بل في العالم كله.
[/size][/font]