جامع الحاكم بأمر الله

[CENTER]جامع الحاكم بأمر الله

دكتور محمود أحمد درويش[/center]

بدأ بناء هذا المسجد[1] في عهد الخليفة العزيز بالله بن المعز عام 380هـ(990م) حيث أدى به صلاة الجمعة في شهر رمضان من سنة 381هـ (991م)، وقد بدئ في استكمال أعمال البناء على يد الخليفة الحاكم بأمر الله في عام 393هـ (1003م) والتي تم الانتهاء منها في عام 403هـ (1012م)، وقد أدى فيه الحاكم صلاة الجمعة في السادس من شهر رمضان سنة ثلاث وأربعمائة (21مارس1013م).
وقد سجل تاريخ بدء أعمال استكمال المسجد في عهد الحاكم على نقش بالخط الكوفي نصة: “بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم الوارثين مما أمر بعمله عبد الله ووليه أبو علي المنصور أبو علي الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين صلوات الله وعلى آبائه الطاهرين في شهر رجب سنة ثلاث وتسعين وثلثمائة”.
تخطيط المسجد
كان المسجد مستطيل الشكل يبلغ طوله في الجانبين الجنوبي الشرقي والشمالي الغربي (120.28 م) وعرضه في الجانبين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي (113 م)، يتكون من صحن مكشوف مستطيل يبلغ طوله (78 مترا) وعرضه (66 مترا)، وأربع ظلات، وله ثلاثة مداخل محورية بارزة.
يتميز المسجد بمدخله الذي يتوسط الواجهة الشمالية الغربية، وهو من المداخل التذكارية يبرز بمقدار (6.16 م) ويبلغ عرضه (15.50 م) ويتكون من برجين مستطيلين بينهما فتحة باب متوجة من أعلى بعقد مدبب، ويؤدي المدخل إلى دهليز مستطيل مغطى بقبو نصف اسطواني، وعلى جوانبه زخارف نباتية وهندسية.
أما ظلة القبلة فهي مستطيلة يبلغ طولها (78 م) وعرضها (33.6 م)، وتشتمل على خمسة أروقة يبلغ اتساع كل منها خمسة أمتار فيما عدا الرواق الملاصق لجدار القبلة والذي يبلغ اتساعه خمسة أمتار ونصف، وتفصل الأروقة عقود محمولة على دعامات يبلغ عددها سبعة عشر عقدا اتساع كل منها أربعة أمتار ونصف.
ويتميز المسجد بالمجاز القاطع لظلة القبلة والذي يشبه مثيله الموجود بالجامع الأزهر، كما تسير عقود هذا المجاز عمودية على جدار القبلة، ويبلغ اتساع هذا المجاز ستة أمتار، وقد كانت هناك قبتان على طرفي الرواق الملاصق لجدار القبلة كما هي الحال في الجامع الأزهر، وينتهي المجاز بقبة تعلو المحراب ترتكز من ناحية على جدار القبلة زمن النواحي الثلاث الأخرى على عقود ترتكز على أعمدة مزدوجة يبلغ عددها اثني عشر عمودا، وتقوم القبة على حنايا ركنية مفردة.
ويتأكد أن تخطيط جامع الحاكم بأمر الله كان متشابها إلى حد كبير مع تخطيط الجامع الأزهر خاصة في ظلة القبلة من حيث العقود التي تسير موازية لجدار القبلة، والقباب الثلاث على الرواق الأول الملاصق لجدار القبلة والتي تقوم على حنايا ركنية مفردة، والمجاز القاطع لظلة القبلة والذي تسير عقوده عمودية على جدار القبلة وينتهي بقبة تعلو المحراب.
أما الظلتان الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية فتتكون كل منهما من ثلاثة أروقة تسير عقودها عمودية على جدار القبلة، وتتميز الظلة الشمالية الغربية بأنها تتكون من رواقين تسير عقودهما موازية لجدار القبلة.
ويتصدر ظلة القبلة محراب يتخذ شكلا نصف دائري وعلى جانبيه عمودان، ويتوج المحراب طاقية كانت مغشاة بالزخارف الجصية، وعلى جانبي المحراب نافذتان على كل منهما ستارة بالزخارف الجصية.
مئذنتا المسجد
للمسجد مئذنتان على شكل أبراج ذات قاعدة مربعة تقع الأولى بالزاوية الشمالية وتقع الثانية بالزاوية الغربية، وقد ظهر ذلك بالجامع الأموي بدمشق، أما المئذنة الشمالية فيبلغ ارتفاعها (33.70 م) ويبلغ طول ضلع قاعدتها (7.68 م) وارتفاعها (3.65 م) يعلوها بدن اسطواني يستدق كلما اتجهنا إلى أعلى، ويعلو ذلك قمة على طراز المبخرة.
أما المئذنة الغربية فيبلغ ارتفاعها (24.60 م) ويبلغ طول ضلع قاعدتها (7.25 م) وارتفاعها (13.90 م) يعلوها بدن مثمن يستدق كلما ارتفعنا إلى أعلى، ويعلو ذلك قمة على طراز المبخرة.
الزيادات وأعمال التجديد على جامع الحاكم
ـ عندما أصاب المسجد الزلزال الذي وقع في عام 702هـ (1302م) سقط الكثير من العقود والدعامات وتصدعت الأسقف والجدران إلى جانب أعالي المئذنتين، لذلك أمر السلطان الناصر محمد الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير للإشراف على أعمال التجديد والتي انتهت في العام التالي، كما جدد المسجد على يد الناصر حسن في عام 860هـ (1358م).

[1] المقريزي. الخطط ، ج2 ص ص227:282-277. فكري ، أحمد. مساجد القاهرة ومدارسها، ج1 ص ص63: 85. نويصر ، حسني. الآثار الإسلامية، ص ص184: 191.

Flury, S. (1912), Die Ornamente der Hakim und Azhar Moschee, Heidelberg , ss.19-21. Creswell, K. A. C. (1952), Muslim Architecture of Egypt, vol.1, Oxford, pp. 92- 95-97-98.