مسجد الصالح طلائع

[CENTER]مسجد الصالح طلائع

دكتور محمود أحمد درويش[/center]

أنشأ هذا المسجد[1] الصالح طلائع بن رزيك عام 550هـ (1160م) خارج باب زويلة، وقد نقش على الواجهة الشمالية للمسجد نقش بالخط الكوفي نصه: “بسم الله الرحمن الرحيم أمر بإنشاء هذا المسجد بالقاهرة المعزية المحروسة فتى مولانا وسيدنا الإمام عيسى أبي القاسم الفائز بنصر الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه الأكرمين السيد الأجل الملك الصالح ناصر الأئمة وكاشف الغمة أمير الجيوش سيف الإسلام غياث الأنام كافل قضاة المسلمين وهادي دعاة المؤمنين أبو الغارات طلائع الفائزي عضد الله به الدين وأمتع بطول بقائه أمير المؤمنين وأدام قدرته وأعلى كلمته ونصر ألويته وفتح له وعلى يديه مشارق الأرض ومغاربها في شهور سنة خمس وخمسين وخمسمائة والحمد لله وصلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين وعلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أفضل الوصيين”.
ويعد مسجد الصالح طلائع أول المساجد المعلقة حيث كان يقوم على طابق تحت سطح الأرض يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار يضم مخازن وحوانيت ذات أقبية نصف اسطوانية موقوفة لإصلاح المسجد.
تخطيط المسجد
يشغل مسجد الصالح طلائع مساحة مستطيلة يبلغ طولها (53.50 م) وعرضها (27م)، ويتميز بواجهاته ذات العناصر الزخرفية والمعمارية المتعددة، حيث تنقسم كل من الواجهتين الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية إلى إحدى عشر قسما رأسيا تتوسطها بوابة تبرز عن سمت الواجهة يتوسطها باب عليه عتب من صنج معشقة يعلوها عقد منبطح من صنج معشقة أيضا، ويسير على البوابة إزار من الكتابة الكوفية، أما الأقسام الأخرى فهي تمثل تجاويف تشغلها نوافذ وأشرطة زخرفية وجامات ذات صرر تضم نجوما مختلفة الأشكال، إلى جانب إزارات تضم كتابات كوفية.
أما الواجهة الشمالية فقد ضمت سبعة أقسام خمسة منها مفتوحة على السقيفة، أما القسمان الآخران فيقع كل منهما أمام غرفة من الغرفتين الجانبيتين، وتتكون السقيفة من خمسة عقود تقوم على أربعة أعمدة، أما القسمان الجانبيان فينقسم كل منهما من ثلاثة طوابق تضم نافذة يعلوها عتب من صنج معشقة عليها عقد منبطح من صنج معشقة أيضا، كما يوجد إزاران بالكتابة الكوفية إلى جانب محارة ذات خوصات في صرة وسطى، ويحيط بالعناصر جميعا شريط من زخارف جصية.
يتم الدخول من السقيفة التي يبلغ طولها (18 م) وعرضها (4.20 م) إلى ممر مسقوف بقبو نصف اسطواني يبلغ طوله (4.25 م) وعرضه (3.25 م) يؤدي إلى رواق يفتح على ثلاث غرف على كل جانب تبرز منها الغرفة الواقعة عند نهاية الرواق نحو الخارج لتصل إلى جانبي السقيفة.
يطل الرواق الشمالي الغربي على الصحن ببائكة من خمسة عقود ترتكز على أعمدة منفردة، وعلى الجانبين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي من الصحن يوجد رواقان يشرف كل منهما عليه ببائكة من ستة عقود تقوم على أعمدة منفردة ، أما الصحن فغير منتظم حيث يبلغ طوله (23.40 م) وعرضه في الجنوب الشرقي (18م) وفي الشمال الغربي (18.70 م).
أما ظلة القبلة فيبلغ طولها (26 م) وعرضها (13.50 م)، وتتكون من ثلاثة أروقة أكبرها رواق القبلة الذي يبلغ اتساعه (5.50 م) فيما يبلغ اتساع كل من الرواقين الآخرين (3.50 م)، وتحمل العقود الفاصلة بين هذه الأروقة والتي يبلغ عددها سبعة في كل بائكة ثلاثة صفوف من الأعمدة المفردة. ويبلغ اتساع المحراب مترين وعمقه متر ونصف ويتوجه عقد منفرج يرتكز على عمودين، ويحيط به إطار من الكتابات الكوفية.

[1] المقريزي. الخطط، ج2 ص 293. السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن، ت 902هـ/1497م، (1935ـ 1953). الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع، مكتبة القدسي ـ القاهرة، ج 7 ص ص118ـ474. فكري، أحمد. مساجد القاهرة ومدارسها، ج1 ص ص110ـ121.

جزاك الله خيرا