الأنظمة الرادارية المحمولة جواً لمراقبة مسرح العمليات

[RIGHT]الأنظمة الرادارية المحمولة جواً لمراقبة مسرح العمليات

لواء -د. علي محمد رجب
إذا كان من المسلم به، على الرغم من الدور البارز والمتزايد الذي تلعبه أسلحة الطيران والبحرية، أن الحسم الحقيقي يتم على الساحة البرية، كما أفادت بذلك تجارب الحروب الحديثة في الخليج والبلقان، فإن مراقبة مسرح العمليات والتعرف بدقة على قدرات العدو، تبدو ذات أهمية كبيرة، ومرشحة للتزايد في السنوات المقبلة. وتبدوان أن هناك علاقة غير مباشرة، بين تكثيف آليات الطيران المعد للمراقبة وبين إدراك التغير الاستراتيجي المتدرج منذ عشر سنوات. ومع أن هذا التحول، لا يشكل عاملاً معزولاً لأنه ينخرط في سياق تطوير سلسلة واسعة من النظم لأغراض المراقبة والاتصال معاً، فإنه يشير أيضاً، إلى إدخال مجال جديد، إلى حد ما، في المعادلات التي تميز الحرب الجوية الحديثة.
لقد كانت مراقبة مسرح العمليات تعتمد فى الماضي بصورة رئيسة على طائرات مطورة خصيصاً للتحليق على ارتفاع عال بصورة غير عادية، مما جعلها صعبة الاعتراض، إضافة إلى إتاحة مسافة طويلة للأفق الرادارى أيضاً، مما أتاح لهذه الطائرات مراقبة مساحة واسعة من الأرض. وأفضل مثال معروف لطائرة المراقبة عالية التحليق هى طائرة U-2 الأمريكية، التى دخلت الخدمة فى عام (1965م)، ومازال سلاح الجو الأمريكي لديه أكثر من (30) طائرة من ذلك الطراز في الخدمة، بسقف تحليق أكثر من (70000) قدم (21350) متراً ومدى يزيد على (11000) كيلومتر. والمستشعر الرئيس المركب فى هذه الطائرة هو الرادار Asars-2 من إنتاج شركة “رايثيون” Raytheon الذي يكون الصورة بأدق تفاصيلها.
وكان الرد السوفيتي (آنذاك) على طائرة U-2 هو إنتاج طائرة Yak-25RD وهي طائرة بباع جناح طويلة، واستعملت للتحليق فوق الصين والهند وباكستان، ثم أنتجت الطائرة M-17 التي طارت لأول مرة في عام (1982م)، وأحدث طراز منها هو الطائرة M-55 التي طارت لأول مرة في عام (1988م)، وهي مخصصة للبحث على ارتفاع عال.
وخلال الثمانينيات، طورت ألمانيا (الغربية) طائرة تعمل على ارتفاع عال تستطيع مراقبة الحدود مع ألمانيا (الشرقية)، برؤية عميقة في الشرق، وتقدم إنذاراً عن أي غزو وشيك. وكانت النتيجة إنتاج طائرة “ايجرت”، إلا أن البرنامج أُنهي في عام (1993م) نظراً لانتهاء الحرب الباردة.
وكل الطائرات التي ذكرت كانت انتصارات تكنولوجية، إلا أنها فشلت باكتساب مبيعات خارج بلدان المنشأ لأن هذه التصميمات كانت بأجنحة بباع طويل يصعب تشغيلها، حيث تحتاج إلى مدارج طويلة وهي معرضة لمعدلات حوادث مرتفعة.
وسلسلة النظم المستحدثة من الطائرات التي تقوم بمهام مراقبة ميدان القتال تعود تصميماتها إلى الثمانينيات، وقد دخلت مجال الخدمة الفعلية على أساس تجريبي خلال حرب الخليج. إلا أنها تكثفت بعد ذلك الوقت، ولقد أظهر أول استخدام للنظام الراداري لمراقبة ومهاجمة الأهداف المشتركة Joint Stars ولمشروع رادار “أورشيدي” Orchidee الفرنسي المحمول جواً على طائرة عمودية في حرب تحرير الكويت عام (1991م )اهتماماً واسع النطاق بالطائرة المجهزة برادارات من الجيل الجديد، التي تستطيع أن تقدم خرائط أرضية مفصلة وتحدد الأهداف المتحركة في النهار والليل، وبصرف النظر عن الأحوال الجوية.
وكل هذه التقنيات لم تكن واردة بهذا المفهوم المتطور، لو لم تبلغ التقنية الرادارية بشكل عام، وبمعزل عن أي سيناريو محتمل، درجة عالية من الإتقان توفر بدرجات متفاوتة، تزويد القوات المتحاربة.
ومن الملاحظ أيضاً، انه لم ينطرح الخلاف في أي وقت، حول ضرورة نشر رادارات المراقبة انطلاقاً من حاملات جوية، بما في ذلك الطائرة غير المأهولة، التي تم اللجوء اليها سابقاً بفعالية محدودة، بل تضاربت الآراء داخل المؤسسات الصناعية والعسكرية،
فالولايات المتحدة مثلاً، فضلت الاعتماد على الطائرات المدنية المعدلة، فيما اتجهت فرنسا وبريطانيا إلى طائرات أقل حجماً، مثل الطائرة العمودية “كوجار” من “يوروكوبتر”، أو طائرة رجال الأعمال النفاثة “جلوبل اكسبرس” من “بومباردييه”. وفي هذا المنحى تتجه المحاولات الدائرة الآن، وتنحصر المنافسة في هذا الإطار بين الصناعتين الأمريكية والأوروبية، وتحاول الثانية اللحاق بالأولى، التي عمدت إلى اتخاذ مبادرات عملية، قد يكون أهمها نظام “جوينت ستارز” Joint Stars المحمل على طائرة من طراز E-8C.[/right]

الأنظمة الأمريكية.

على رغم أن سلاح الجو الأمريكي لا يزال يستعمل طائرات U-2، فإن أمريكا كانت بحاجة لنظام يقوم بمعالجة المعطيات على متن الطائرة وله قدرات للتحكم بالقوات البرية، لأنها كانت تبغي قدرة على نشر قوات في أي مكان في العالم.
والحاجة إلى رادار كبير يتطلب (20) فرداً، ومنصة جوية تعمل على مدى بعيد، أدى إلى إنتاج طائرة ثقيلة نسبياً. وقد صمم النظام الراداري Joint Stars لطائرة من “بوينج”. أما طائرة E-8C فيبلغ وزنها (152300) كجم وارتفاعها (32000 - 35000) قدم (9750-10700م)، وصمودها لفترة (11) ساعة يمكن تمديدها إلى (20) ساعة بالتزود بالوقود في الجو، ويتألف طاقمها من (21) فرداً (3 للقيادة و 18 لتشغيل النظام). وفي المهام التي تدوم طويلاً، يزداد الطاقم إلى (34) فرداً (6) للقيادة و (28) للتشغيل. ويتمتع رادارها الجانبي APY-3 بهوائي طوله (3ر7) أمتار تحت مقدمة الهيكل، ويبلغ مداه أكثر من (350)كم، وهو يتطلع إلى جانب واحد من الطائرة، ويمسح الكترونياً عبر (120) درجة في السمت، في حين يمسح ميكانيكياً في الارتفاع.
وقد استعملت طائرتان مطورتان من طراز E-8A في عملية عاصفة الصحراء في عام (1991م) وسلم الإنتاج الأول لطائرة E-8C في عام (1996م)، ويحتاج سلاح الجو الأمريكي إلى (19) طائرة على الأقل من هذا الطراز، الذي مولت (15) طائرة منه فعلاً. وستخضع الطائرة المعنية E-8C إلى سلسلة من التحديثات الرئيسية، انطلاقاً من برنامج استبدال الكومبيوتر CRP الذي أطلق عليه “بلوك20” Block-20 المبني على استعمال كومبيوتر تجاري ومعدات اتصالات تفضي إلى خفض كبير في تكلفة كل طائرة، بالإضافة إلى رفع القدرة العملياتية. وقد أنهى برنامج استبدال الكومبيوتر، برنامج اختبار على الطيران بلا أي عيب تقريباً، ويدخل حالياً مرحلة الإنتاج وإعادة التأهيل. وسيتبع هذا البرنامج برنامج إدخال تكنولوجيا رادارية متعددة المنصات MP-RTIP الذي يطور لسلسلة من المنصات، بما فيها الطائرة بدون طيار “جلوبال هوك” Global Hawk.
والطائرات التي ستخضع لبرنامج التكنولوجيا الرادارية متعددة المنصات MP-RTIP، المقرر أن تدخل الخدمة في عام (2005م)، ستستعمل المسح الإلكتروني في السمت والارتفاع، وستتيح للتكنولوجيا الرادارية التي تكون صورة بأدق تفاصيلها وأسلوب تمييز الهدف المتحرك بأن تستعملا في آن واحد (بدلاً من الاستعمال الدوري). والصورة عالية الدقة لرادار البرنامج الجديد MP-RTIP ستمكن تعقب المركبة الفردية ومعرفة الهدف آلياً، حتى إذا كانت تلك المركبات تتحرك في حركة سير كثيفة.
وكما هو الحال بالنسبة إلى الجيل الأول من طائرات الإنذار المبكر “أواكس” AWACS، يستند نظام “جوينت ستارز” إلى نسخة معدلة لطراز “707” من الطائرة “بوينج”، عبر إضافة رادار AWACS من إنتاج شركة “نورثروب جرومان” لمهام الاستطلاع والسيطرة على الأهداف، مع توفير خرائط دقيقة لميادين القتال وأخرى لموقع المركبات المتحركة.
وتطور شركة “نورثروب جرومان” للسنوات القليلة المقبلة، ابتداء من عام (2006م)، نظام RTIP الذي وافق عليه سلاح الجو الأمريكي، وعرض في مجال تجهيز حلف الناتو أيضاً. ويمكن أن يثبت هذا النظام على متن طائرة أخرى غير “بوينج”، ولاسيما A-321 من “ايرباص”، على أن يتمكن من تحقيق ثلاثة أغراض متكاملة في وقت واحد، وهي التعرف أوتوماتيكيا على هوية الأهداف البرية، وإجراء المسح الضروري للدلالة على الآليات المتحركة، ورسم الخرائط الأرضية التفصيلية بصورة دقيقة.
وما يقوم به جهاز APY-3 على أساس تناوبي، يدمجه جهاز RTIP مع توفير إمكانات أكبر، وقد أوضحت مجموعة “نورثروب - جرومان” أنها استفادت من التقنية التي جربت بنجاح في حرب الخليج، وفي ما بعد، على نطاق أوسع في البلقان، لتخطيط ما يمكن وصفه بتقنية مستقبلية تفي بمتطلبات السلاح الأمريكي والناتو معاً.
والبرنامج الأمريكي، الذي اتخذ البنتاجون قراراً مبدئياً بتطويره وتمويله في منتصف الثمانينيات، اجتاز عدة مراحل، قبل إجراء تجارب شاملة وناحجة عليه عام (1990م). إلا أن الانطلاق الفعلي للمشروع في صيغته الحالية، يعود إلى عام (1997م). ويعتقد أن النشر الناجح في البوسنة للنظام المدمج من طائرة E-80" ورادار APY-3 لعب دوراً في اتخاذ القرار النهائي.
وبالطبع، يهدف مشروع البنتاجون، لاسيما في النسخة المتطورة، إلى تغطية مجال مراقبة أوسع بكثير من نطاق البوسنة، مما يبرر برنامج تطوير عشرين طائرة تقريباً بكافة معداتها ونظمها الإلكترونية، تمكن من تحقيق تغطية متواصلة لميادين القتال في مسرحين، على الأقل، في وقت واحد.
ويشار هنا أيضاً، من قبيل المقارنة، إلى أن الرادار المستقبلي المحسن RTIP يسمح بالتعرف على حركة مركبة برية داخل أفق تغطية يتجاوز مداه (300) كيلومتر. ويرمى البرنامج الأمريكي، إلى تحقيق مراقبة فعالة ودقيقة جدا، انطلاقا من نظام محمول برياً على مركبات “همفي” مثلا. وفي ما يتعلق بالتجهيز الجوي الأكثر تكاملا،ً يمكن دعم قدرات النظام الأساسي، برادار مسح طراز APY-3 لتوفير مراقبة مزدوجة في اتجاهي الارتفاع والسمت، وفي هذا الإطار يأتي اقتراح شركة “نورثروب جرومان”، الذي لاقى عام (1999م) موافقة مبدئية من قبل حلف الناتو، الذي أخذ يتدارس قبل ذلك بقليل، مسألة إنشاء محطات مراقبة محمولة جواً ،دون الحسم في اختيار الطائرة الأفضل، التي يجب أن تراعي عدة مقومات، من بينها التزود بهوائي أقصر. ومن هنا برزت احتمالات استبدال “بوينج - 707” ب “ايرباص - 321”، على أن تجهز بكاميرات بعيدة المدى، بصرية أو موجهة بالأشعة تحت الحمراء، لاكتشاف مراكز إطلاق الصواريخ الباليستية.

الأنظمة الأوروبية.

[RIGHT]وقد تكون مرحلة ما بعد نهاية الحرب الباردة، عاملاً موضوعياً وإيجابياً في سياق تعدد مواقع النزاعات والأزمات التي لم تكن واردة أصلاً حتى مطلع التسعينيات. ومن هذه الزاوية، يعمل حلف شمال الأطلسي إلى التجهيز بآليات حديثة وعالية التقنية لمراقبة التحولات التكتيكية على الأرض، انطلاقاً من الجو، كما يرجح مراقبون أيضاً، أن يعطي الاتحاد الأوروبي هذه المسألة الأهمية التي تستحقها، في إطار الإعداد لتشكيل قوة التدخل السريع، المعنية بتثبيت الأمن ومواجهة الأزمات.
والعقود الأطلسية المتوقع إبرامها ضمن برنامج “المراقبة الجوية المحمول جواً” AGS خلال عامي (2002و 2003م)، يرجح أن تشمل أكثر من طراز واحد من الحاملات الجوية، لا تعنى فقط بالعرض الأمريكي. وفي الواقع، تقدمت المملكة المتحدة عام (1999م) بعرض منافس، يحمل اسم “أستور” Astor، ويستند إلى الدمج بين رادار الاستطلاع الأراضي المحمول جواً Gsars وطائرة “جلوبال اكسبرس”، القادرة على التحليق على ارتفاع (1500م) (51000 قدم) بسرعة (85ر0) ماك، أي ما يعادل سرعة الطائرات التجارية.
وفي السياق نفسه، وقعت المملكة المتحدة، عقداً مع مجموعة “رايثيون” الأمريكية بقيمة (3ر1) مليار دولار، للتجهز بخمس طائرات صالحة للاستخدام وعشر محطات أرضية. أما بالنسبة للعناصر الأساسية للمحطة البرية، التي يمكن شحنها بواسطة طائرة النقل العسكرية C-130 “هيركوليز” وبالطبع بواسطة الطائرة المستقبلية الأوروبية A-400-M التي يطورها تجمع “ايرباص”، فهي تشتمل على وحدتين وقاطرتين، إضافة إلى طراز تكتيكي للوضع على المركبات المدولبة.
ويشار بالمناسبة، إلى أن بريطانيا، التي تخطط لقواتها البرية حيازة شاحنة “بدفورد” كمنصة لحمل محطة “استور”، تقترح بالنسبة للناتو، مركبة “شتاير” 6×6 الأصغر حجماً. ويستفاد من المعلومات المتوافرة حول هذا النظام، إلى أنه سيكون أكثر تطوراً في فئته على الإطلاق، وهو ما تروج له أيضاً مجموعة “تورثروب جرومان” بالنسبة لبرنامج RTIP.
إن الناتو، الذي يتجه في الغالب حين تسمح الظروف التقنية بذلك، إلى تنويع مصادره من الدول الأعضاء، والذي يراهن بصفة خاصة في مجال المراقبة على المنصات الرادارية المحمولة جواً، يعطي نفس القدر من الأهمية للبرنامج البريطاني المدمج مع طائرة “جلوبال اكسبريس”، وربما في مرحلة لاحقة مع الطراز المدني A-322 من “ايرباص”، ولبرنامج الراردار البديل الأوروبي الصنع Sostar لأغراض الاستطلاع والسيطرة على الأهداف من بعد.
وهناك تركيز أكثر من أي وقت، على التكامل العملياتي في السيطرة على ميادين القتال، بين المنصات الجوية والقواعد البرية المتحركة. ويمكن بالطبع، اللجوء أحيانا إلى إحدى الآليتين حسب هذا السيناريو المحتمل أو ذاك لساحة المعركة، انطلاقاً من حجم القوات والمجال العملياتي وكثافة البيئة الإلكترونية. وفي المقابل ليس هناك من مؤشرات حتى الآن بالنسبة إلى طبيعة الخيار الأوروبي في إطار تشكيل قوة التدخل السريع التي يمكن أن توضع حسب مناسبات إدارة الأزمات، تحت تصرف السياسة الدفاعية والأمنية المشتركة أو الحلف الأطلسي. ولا يستبعد مراقبون وخبراء، أن يؤجل الاتحاد خياره إلى وقت لاحق، على أن يستند في مرحلة أولى من مهامه الأمنية إلى البنية الأطلسية التي تتمتع بقدرات تخطيط فائقة، مع توفير الدعم اللوجيستي المطلوب.
ومن المحتمل أيضاً، فور الإتمام العملياتي للبرامج التى يجرى تطويرها، أن تعرب قوات مسلحة من خارج الناتو، سواء في إطار وطني أو إقليمي، عن حاجة متزايدة إلى هذا النوع من التجهيزات المفترض أن تتوفر بنسخات مرنة لأغراض التصدير. وربما باستثناء البرنامج المقترح من “نورثروب - جرومان”، تبقى الكلفة معقولة نسبياً لحيازة نظم من الأجيال الجديدة، مصممة أصلاً للمراقبة الميدانية. وقد تفيد هذه البرامج كذلك، في تجهيز الطائرات غير المأهولة، بعد إدخال التعديلات الضرورية عليها، لا سيما وأن هذه الفئة من الحاملات الجوية تخضع للتحسن المتواصل، وتمثل دائماً أفضلية مطلقة على ما عداها، لأنها لا تعرض العناصر البشرية لأي خطر.
وكان حلف “ناتو” قد تبنى رسمياً في فبراير (2000م) برنامج المراقبة الأرضية المحمولة جواً AGS بهدف طلب نحو (12) طائرة في عامي (2002-2003م) بالإضافة إلى (30) محطة أرضية ستدخل الخدمة كما هو مقرر حوالي عام (2009م). والبلدان المتجاوبة بصورة مستقلة على طلب النظام مجموعتان: المجموعة الأولى وتضم: بلجيكا وكندا والدانمارك ولوكسمبورج والنرويج والولايات المتحدة الأمريكية، التي أنشأت مكتب مشاريع لدراسة اقتراح الرادار المتقدم عبر الأطلسي “ناتار” Natar لحلف “ناتو” المبني على أساس البرنامج الراداري MP-RTIP (برنامج إدخال التكنولوجيا الرادارية متعددة المنصات)، الذي تنتجه “نورثروب جرومان”، ويستعمل منصة طائرة يختارها حلف “ناتو”، والرادار “ناتار” هو الاقتراح الوحيد حالياً لبرنامج المراقبة الأرضية المحمول جواً الذي يحظى بموافقة “ناتو” الرسمية.
وحيث إن دول حلف “ناتو” بحاجة إلى طائرة تستوعب (8-12) عاملاً راداريا، فمن المتوقع أنها قد تكون طائرة نفاثة ببدن واسع كطائرة “جلف ستريم” Gulfstream أو طائرة “جلوبال اكسبرس” أو طائرة نقل مدنية كطائرة “ايرباص” A321. وسيتمتع رادار MP-RTIP بهوائي يمكن ضبط طوله، لينخفض من الهوائي الحالي المركب على طائرة E-8 البالغ طوله (3ر7) أمتار إلى نحو (5ر5) أمتار على طائرة “ايرباص” A321 و (5ر4) أمتار على طائرة رجال الأعمال النفاثة وربما (5ر32م) على المركبة الجوية غير المأهولة.
وبالمقابل مع برنامج الرادار المتقدم عبر الأطلسي “ناتار”، تتبع دول المجموعة الثانية التي تضم: فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا، مشروع “رادار المراقبة الآمنة والسيطرة على الهدف من بعيد” Sostar لتطوير نظام راداري جديد، تتولاه شركات: “دورنيه” Dorner و “طومسون -سي اس اف” و “فيار” Fiar. وقد اقترح رادار “سوستار” كي يحمل على طائرة مثل A321 و “هال” Hale بدون طيار. ويشتق من الرادار “سوستار” رادار “ساريس” Saris الذي سيحمل هوائيا أصفر. وقد اقترح ليكون بمثابة رادار محضون، كي يستعمل على طائرة قتال، أو يتلائم في الجزء البطني لطائرة أعمال نفاثة. وسيجمع رادار “سوستار” الخبرة الفرنسية والألمانية والإيطالية، التي تشمل الرادارات المحمولة جواً في العموديات، ورادار “تارجت” Target الذي تنتجه “طومسون - سي اس اف” ورادار “كويسو” Creso لمراقبة ميدان المعركة الذي تنتجه “فيار” الإيطالية، الذي جرب على العمودية “كوجار” وطائرة AB-421 على التوالي.
ويشكل رادار “تارجت” أساساً لنظام “هور ايزن” الذي جرب بنجاح خلال حرب الخليج. وقد تسلم الجيش الفرنسي أربع عموديات “كوجار” من “يوروكوبتر”، مجهزة برادار “تارجت” طراز AS-532-UL ومحطتين أرضيتين مركبتين على شاحنتين تزن كل واحدة (7) أطنان. وقد جرب النظام في “كوسوفو” بنجاح.
والعمودية “كوجار” تستطيع الصمود لغاية (6) ساعات، وتعمل على ارتفاع قدره (12000-14000) قدم (3650-4250م)، مما يمنح الرادار مدى يصل حتى (150) كم. وتسوّق “طومسون - سي آس اف” النظام حالياً باسم “باتل سكان” " Battle Scan الذى صمم ليلائم عموديات مثل Mi-8/17 و Uh-60 و EH-101.
ولا تساهم بريطانيا بأموال في برنامج المراقبة الأرضية المحمول جواً AGS، نظراً لأنها قد التزمت بتطوير نظام “استور” الخاص بها، وقد اقترحته كحل قائم لمتطلبات “ناتو”، واختيرت شركة “رايثيون” في يونيو عام (1999م) بمثابة متعاقد رئيس على “استور”. وسيوقع لذلك الغرض عقد بمبلغ (3ر1) بليون دولار مقابل (5) طائرات و (10) محطات أرضية. ومن المقرر أن يدخل النظام الخدمة في عام (2005م). والطائرة التى ستحمل النظام هي نموذج معدل من طائرة “جلوبال اكسبرس” مجهزة بثلاث محطات عمل، وتعمل على ارتفاع أكثر من (40000) قدم (12000م)، وتصمد لأكثر من (9) ساعات، ورادارها هو رادار محسن عن رادار “ازارس -2” Asar-2. والمحطة الأرضية مثبتة على شاحنة “بدفورد” Bedford. وتسوق “رايثيون” حالياً نظاماً مماثلاً تحت اسم “جسارس” Gsars (نظام راداري محمول جواً للمراقبة الأرضية) مع تعديلات تلائم مزيداً من الطلبات في الأسواق الخارجية. ويتمتع هذا النظام، كما كشف عنه في دبي عام (2000م)، بمحطة أرضية تكتيكية مثبتة على مركبة (6×6) من إنتاج شركة “ستاير” Steyr النمساوية

المصدر : مجلة كلية الملك خالد العسكرية[/right]