تساهم في جذب النشء لمتعة القراءة المكتبات المنزلية حس جمالي وثقافي

جريدة الرياض اليومية

[CENTER] ابداعات
تساهم في جذب النشء لمتعة القراءة المكتبات المنزلية حس جمالي وثقافي
تحقيق - هيفاء الهلالي:
تشكل زاوية من زوايا البيت معنى عميقا في يوميات الأسرة، وتعكس تفكير أفراده، ولعلنا ومن النظرة الأولى نرصد انطباعا مبدئيا عن طبيعة حياة أسرة ما والتي قد تختلف عن أخرى ليس كقيمة اقتصادية وتقدير لبناء البيت وتصميم أثاثه وديكوره بل يتجاوز إلى الخلفية الاجتماعية والثقافية لتلك الأسرة، وعندما نتجول في بعض البيوت ونصادف وجود المكتبات الزاخرة بالكتب حتى لو اختلفت قيمتها الثقافية فإننا نلمس الوعي بأهمية أن تحتل المكتبات جزءا هاما وبارزا ضمن أثاث البيت لما في ذلك من ترسيخ المعتقدات المتوارثة ومزامنتها مع التطور السريع في الثقافة والوعي بمعطيات العصر بصفة عامة، فما القيمة الثقافية والجمالية لأدراج المكتبات المنزلية؟وما الحيلة الفنية والطرق المختلفة لإدراج المكتبات ضمن ديكور البيت؟

جو القراءة
عواطف محسن أمينة مكتبة ترى بأن العلم والثقافة زينة للإنسان قبل أن يكونا زينة للمكان وكثيرا من الناس قد يحولون المكتبات لأرشيف قديم لاحتفاظهم بذكريات الدراسة أو جعلها كمرجع يرجعون إليه وقت الحاجة، وهذا جيد ولكن لو كان هناك علاقة صحيحة مع وجود المكتبة في البيت عبر تصميم مساحة خاصة بالمكتبة ولو في ركن صغير ومع تنظيم لنوعية الكتب الموجودة وإعادة تجليدها أو تغليفها وتنظيم أوراقها المبعثرة لكي تعطي شكلا جميلا ملونا يتناسب مع لون الأثاث، كما أن الاستناد على طريقة الفهرسة والفواصل بين أنواع الكتب المختلفة المصنفة حسب نوع الكتاب اجتماعي أو علمي أو ديني أو أدبي أو أي نوع آخر يفيد كثيرا في أن يكون الكتاب في متناول اليد مما يجنبنا الفوضى التي تنتج عند البحث عن الكتاب ، كما أن التصنيف حسب السنوات مفيد جدا وهذا يسهل عملية الشراء بدلا من اكتظاظ المكتبة بالكتب بدون قراءة كما أنه مهم عند الرجوع للمكتبة سواء للقراءة أو للبحث، وهناك سيدات يلجأن لتلك الدواليب والمصممة للكتب دون إضافة لمساتهن عبر تلك الشرائط الجميلة للكتب أو إضافة إكسسوارات تحمل أوراقاً ملونة تشير لنوع الكتب أو تاريخها، مع وجود مقعد مريح جذاب يسهل القراءة ويشعر أفراد الأسرة بأن هذا الركن بتلك الإضاءة الجميلة مع ذلك الديكور المريح وكأنه مكانا مختلفا يدفع للقراءة بل ويكون كالملاذ في أوقات الفراغ وكنوع من التجديد.
فشكل المكتبات والكتب وطريقة عرض المعلومات الجانبية المفهرسة تجعل من وجود المكتبة ليس فقط شكلا وديكورا بل شعور عميق بالتركيز عبر السطور والتنقل في مساحات الخيال وهذا يعطي دفعة قوية نحو تكرار محاولات القراءة لأن التأثير التنظيمي للمكتبة يوجد إحساسا جميلا وممتعا بالقراءة.
المكتبة المنوعة
آلاء الثقفي عضوة في جمعية ثقيف وتساهم في تنظيم معرض الكتب المختلفة تؤكد بأن وجود المكتبات أمر مهم خصوصا في وقتنا الحاضر، وقد تتجاوز المكتبات استخدام الكتب إلى استخدام أشرطة سي دي الحاسب حيث توضع في صناديق مصممة على هيئة كتب جذابة، فنحن في عصر السرعة ونجد المعلومة المدعمة بالحركة والصورة أجدى في التعليم والثقافة وهنا يتطلب وجود حاسب محمول بين أرفف المكتبة العادية، وهناك البعض ممن أدرج ديكور الاستاندات على الجدران بطرقها الجذابة سواء كانت خشبية ملونة أو زجاجية أو جبسية وذلك من أجل استغلال المساحة الموجودة للبيت بدلا من وضع أرفف المكتبة الكبيرة، كما أن تلك الاستاندات تزين الجدران إذا ما وضعت بعض الأشجار والنبتات الصغيرة المتدلية بينها مع وجود الاستاندات المختلفة الأحجام، فطريقة عرض الكتب تدفع للقراءة وللتعامل مع الكتاب بنهم حب الجمال، كما أنه من الضروري تنمية حب الإطلاع والقراءة لجيل أصبح يتهافت على القنوات بكل إيجابياتها وسلبياتها، وذلك من خلال تنمية مكتبة الطفل بكل ألوانه المحببة وبكل أنواع المهارات المختلفة التي يمكن تنميتها عبر كتب الرسم والتلوين والتخطيط والألعاب والقصص الكرتونية لدعم الحس الفني وتوعيته بقصص الأنبياء وغيرها من القصص الهادفة والتركيز على إدراج الألعاب بين الأرفف لكي تكون عامل جذب وتشويق فتنمو ملكة القراءة جنبا إلى جنب احتفاظ المكتبة بهويتها وبتصميمها الجديد حسب ما يوافق ديكور البيت وأثاثه وحسب ما يعمق في نفسيات أفراده فالإنسان ليس مجرد ديكور خارجي بل بيئة ثقافية تخلق فردا صالحا مفيدا يهتم بالشكل والمضمون.

بريدي الخاص
أشكر جميع القرآء على مد جسر التواصل بيننا وعلى أفكارهم الجميلة واقتراحاتهم القّيمة، ولولا هذا الدعم لما حققت وجودي ولما استطعت المواصلة، كما أشكر كل من ساندني بعبارات الدعم والثناء وأخص بالذكر الأستاذ الزميل هلال الحارثي.
[/center]