هيئة الطاقة الذرية تشهد اختفاء مصادر مشعة كافية لقتل كل من يقترب منها خلال ثلاث دقائ

هيئة الطاقة الذرية تشهد اختفاء مصادر مشعة كافية لقتل كل من يقترب منها خلال ثلاث دقائق
كتب د. يحيى القزاز (الدستور*) بتاريخ 11/5/2007:
اكتشفت لجنة حصر المصادر المشعة بهيئة الطاقة الذرية ب “أنشاص” اختفاء عدد من المصادر المشعة، حجم المصدر المشع في حجم حبة الذرة الشامية، وأقل قوة مصدر مشع 500 كوري، كافية لقتل كل من يقترب منها في زمن مقداره ثلاث دقائق فقط، وتصيب بالسرطان الواقعين على بعد عشرات الكيلو مترات منها، خذوا بالكم، مبيدات مسرطنة، قمح مسرطن ومصادر مشعة مميتة ومسرطنة.
أغلق قيادات الهيئة الموضوع منذ حوالي شهرين بناء على تعليمات وزير الكهرباء (تخيلوا هيئة طاقة ذرية تابعة لوزارة الكهرباء، وكانت عند إنشائها تابعة لرئيس الجمهورية، وفي عصر الانفصال عن الأمة والانفتاح على الغرب انقسمت هيئة الطاقة الذرية لا تزاوجيا إلى هيئتي الطاقة الذرية بأنشاص والمواد النووية بالقطامية إرضاء لفرد، والهيئتان حاليا تابعتان للكهرباء، وعنهما الحديث يطول وليس هذا وقته) . ويقال ان عضو بمجلس الشعب تقدم باستجواب وتراجع في آخر لحظة نتيجة الضغط عليه. وتولت جهة أمنية ملف الاختفاء وأُخرست الألسنة. ومازلنا ننتظر مهارات رجال الأمن في استعادة المصادر المشعة إلى الهيئة، مع الاحتفاظ بحق السؤال عن مدى شرعية إغلاق الملف، وعن سر قوة المسئول (مهندس بالمعاش) عن مخزن المصادر المشعة الذي يتحدى أن يستجوبه أحد عن مسئوليته في اختفاء المصادر المشعة.
للتعرف على خطورة مصدر مشع في حجم حبة الذرة الشامية، تذكرون قصة ميت حلفا منذ عامين التى راح ضحيتها موتا أسرة من أب وأم وبعض الأبناء وتورم البعض الآخر إضافة إلى بعض الخراف، وفي النهاية اكتشف الطبيب أن السبب في المصدر المشع، الذي دفنه عامل بعد أن استخدمه في لحام مواسير البترول الضخمة، ومعروف أنه عند انتهاء المهمة يعاد المصدر المشع إلى هيئة الطاقة الذرية، ولا يقبل كمرتجع للهيئة إلا بعد دفع بعض الأموال، ولكن العامل استسهل، وتوفيرا للنفقات دفن المصدر في مزرعة الضحايا بميت حلفا. باختصار كيف تم شراء العناصر المشعة، ومن الذي اشتراها، وما الغرض من شرائها، وكيف تم تخزينها، وما سبب اختفائها، ومن المستفيد؟
أسئلة تحتاج إلى إجابة واضحة، والمستفيدون أعداء البلاد، وهذه المصادر المشعة لما تتميز به من صغر الحجم وسهولة الدفن في تجمعات سكانية كثيفة، تقتل كل من يقترب منها وتصيب بالسرطان كل بعيد عنها، ويمكن استخدامها في تصفية حسابات بين قوى مختلفة، والعدو لا يهمه القتل بقدر ما يهمه إضعاف الأمة وإهلاك صحتها.
*صحيفة الدستور (المصرية)