خاطرة في إعجاز القرآن الكريم

أخواني في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,
فقد لفت نظري موضوع صلب المسيح عيسى عليه السلام وكيف أنه أثار حفيظة النصارى وأغضبهم مما أدى إلى معارضتهم ومقاومتهم للدخول في الإسلام الذي اعتبروه يستهزىء بعقيدتهم.
أرجو ممن يقرأ كلامي التالي أن يتمعن فيه جيدا خاصة إذا كان نصرانيا, فنحن كمسلمين لا يزيدنا هذا إلا ثقة ويقينا بأن القرآن الكريم منزل من الله سبحانه وليس بقول بشر أو جن, وهذا نراه في كل آية نقرأها من آيات القرآن الكريم.
إذا كنت تريد أن تسوق سلعة مهما كانت طبيعتها فإن أول شيىء يجب أن تقوم به هو كسب ود ومحبة الذي ستقنعه بهذه السلعة لاحقا, فإذا ارتاح إليك الزبون واستقطبته إلى جانبك كان سهلا عليك بعد ذلك أن قتنعه وتبيعه ما تريد. وكذلك إذا كنت صاحب فكرة جديدة وتريد أن يسمعك الناس وينصتوا إليك ثم بعد ذلك أن يقتنعوا بما تقول ويتبعوك أو يتبنوا فكرتك فعليك أولا أن تكسب ودهم وتضحك بوجههم وتلين لهم كي يحبوك ولا ينفروا منك.
والآن دعونا نطبق هذا على موضوع صلب سيدنا المسيح عيسى عليه السلام حيث كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الإسلام ويخاطبهم بالمنطق اللين المقنع والبراهين كي يكسب محبتهم وثقتهم ومن ثم دخولهم في الإسلام, وأولى الناس في إتباع الإسلام يفترض أن يكونوا أهل الكتاب لأنهم يعبدون نفس الإله ويتبعون نفس التعاليم, لذلك فإن كسب ثقتهم ودعمهم وتصديقهم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان من الأمور التي يهتم بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, ولكن فجأة وبدل أن يجاملهم يقول لهم أن الله يقول أن المسيح عليه السلام لم يصلب ولم يقتل بل شبه لهم ورفعه الله إليه !!! هل هكذا سيكسب ودهم وتعاطفهم معه؟؟؟ هل إذا قام بتحطيم أساس عقيدتهم وكسر الصليب سيحبونه ويتبعونه؟؟!!! هل إذا قال لهم أن ما تقولونه من أن المسيح ضحى بنفسه كي يغسل خطاياهم و…الخ كل هذا ليس له أساس من الصحة لأن المسيح لم يصلب أصلا ولم يقتل, هل هذه هي طريقة الدعوة؟! طبعا الجواب كما سيوافقني عليه الجميع…طبعا لا!!! إذا ما معنى أن يذكر الله سبحانه هذه الحادثة في القرآن ويقول أن اليهود تآمروا عليه ليقتلوه ولكن الله طهره من رجسهم ومنع أيديهم من أن تصل إليه وتوفاه وفاة طبيعية بدون قتل ثم رفع جسده إلى السماء؟ لماذا وبعد حوالي سبعمائة سنة من وفاة المسيح عليه السلام يأتي هذا الخبر؟
الإجابات كثيرة ولكني سأذكر هنا ما يهمنا وهو الإعجاز في القرآن الكريم. لاشك أن هذه معجزة أخرى من معجزات القرآن الكريم والتي تزيد مصداقية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأن القرآن لو كان من عند محمد لما ذكر هذه الحادثة قطعيا وذلك حتى يكسب ودهم, وكيف لمحمد أن يعرف هكذا معلومات؟ أما وقد ذكر القرآن هذا فهو دليل قاطع منطقي بأن الذي يتكلم هو الله سبحانه عالم الغيب القوي الجبار الذي لا يجامل ولا يداهن سبحانه وتعالى ولا يخاف أو يخشى أحدا.
إن الله هو الذي رد مكر يهود في نحورهم لأن عيسى عليه السلام كان فرصتهم الأخيرة كي يتوبوا ويعبدوا الله مخلصين له الدين, وقد اعتادوا كلما جاءهم نبي ولم يطاوعهم في ضلالاتهم أن يتآمروا عليه ويقتلوه, ولم يسلم من محاولاتهم أي نبي أو رسول حتى محمد صلى الله عليه وسلم, ولكن الله ولسبب يعلمه هو سبحانه أراد أن يميز عيسى إبن مريم في وفاته كما ميزه في خلقه وولادته وأن ينجبه من مكرهم ورجسهم وأن يضلهم من بعده عقوبة لهم بأن زين لهم وخدعهم بأنهم صلبوه وقتلوه ختى يستمروا في ضلالهم وطغيانهم كي يستدرجهم إلى النار وبئس المصير, إلا من تاب وآمن بمحمد وعمل صالحا.
ولا يفوتني هتا أن أنوه لما ذكر في القرآن الكريم بهذا الخصوص:
“وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم, وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه, ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا”
“إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة”. صدق الله العظيم.
في الآيات السابقة الذكر يقول بعض الجهلة في اللغة العربية أن الآية الأولى تقول “ما قتلوه” وفي الثانية “متوفيك” فكيف ذلك؟ والجواب واضح من الآيات أن عيسى توفي وفاة طبيعية ولم يمت مقتولا وقد رفع الله سبحانه جسد عيسى حتى ىتقن الخدعة على اليهود لأن جسده إذا ظهر في مكان فهذا سيرشدهم ويعلمهم أنهم لم يقتلوه ولم يصلبوه بل قتلوا شخصا غيره.

هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم/ المهندس وضاح الحسيني

السلام عليكم:
أولا حبذا لو نقل الموضوع الى المنتدى الديني… ولكني أود أن اوضح لك نقطة "أن عيسى ابن مريم لم يصلب ولم يمت وانما رفعه الله اليه ليبعثه آخر الزمان ليقضي أمرا كان مفعولا في قتله للدجال والروايات المعروفة. رأي جمهور العلماء والمفسرين أن المسيح عليه السلام لم يمت وانما رفع الى السماء وهو موجود الان في السماء ولا أدري من أين أتيت بقضية وفاته. المسيح لم يمت لم يمت لم يمت وانما رفعه الله الى السماء.

[quote=hani_hunney;93840;]السلام عليكم:
أولا حبذا لو نقل الموضوع الى المنتدى الديني… ولكني أود أن اوضح لك نقطة "أن عيسى ابن مريم لم يصلب ولم يمت وانما رفعه الله اليه ليبعثه آخر الزمان ليقضي أمرا كان مفعولا في قتله للدجال والروايات المعروفة. رأي جمهور العلماء والمفسرين أن المسيح عليه السلام لم يمت وانما رفع الى السماء وهو موجود الان في السماء ولا أدري من أين أتيت بقضية وفاته. المسيح لم يمت لم يمت لم يمت وانما رفعه الله الى السماء.[/quote]

وفاته بنص القرآن الكريم “إني متوفيك” ولم يقل سبحانه “مستوفيك” فمعنى متوفيك أي مميتك
في كل اللغة العربية الفصحى والعامية, وأنا لا أختلف معك بأنه رفع وقد ذكرت ذلك في الخاطرة أما عودته فليست بنص القرآن بل بنص الأحاديث وأنا أيضا لا أعارض أنه سيعود في آخر الزمان والله أعلم.
وضاح