احذر اللحن!

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلامُ عليكمُ ورحمة الله وبركاته

إخوتي وأخواتي؛ روّأد مُنتدى المُهندس؛
موضع نافع؛ عسى أن نستفيد منه جميعًأ.

/

احذر اللحن!

قال الشَّيخ بكر أبو زيد -رحمه الله - في " حِلْية طالبِ العِلم ":

احْذَرِ اللَّحْنَ:

ابْتَعِدْ عَنِ اللَّحْنِ في اللَّفْظِ والكَتْبِ؛ فإنَّ عَدَمَ اللَّحْنِ جَلالةٌ، وصفاءُ ذوقٍ،
ووقوفٌ علَى مِلاحِ المعاني لِسلامةِ المباني:

فعَنْ عُمرَ -رضِي الله عنه- أنَّه قال:
“تعلَّموا العربيَّةَ؛ فإنَّها تزيدُ في المروءةِ”(1).
وقد وَرَدَ عن جماعةٍ من السَّلَفِ أنَّهم كانوا يَضْرِبون أولادَهُم علَى اللَّحْنِ (2).


وأسند الخطيب (3) عن الرَّحْبيِّ قال:
“سمعتُ بَعْضَ أصحابِنا يقولُ: إذا كَتَبَ لَحَّانٌ،
فكَتَبَ عن اللَّحَّانِ لَحَّانٌ آخَر؛ صارَ الحديثُ بالفارسيَّةِ” (3)!


وأنشد المبرِّد (4):
النَّحوُ يَبْسُطُ مِن لِّسَانِ الأَلْكَنِ * والمَرْءُ تُكْرِمُهُ إذَا لَمْ يَلْحَنِ
فَإذَا أرَدتَّ مِنَ العُلومِ أجَلَّهَا * فأجَلُّهَا مِنْهَا مُقِيمُ الأَلْسُنِ (5)
وعليه؛ فلا تَحْفَلْ بقولِ القاسمِ بنِ مُخَيْمِرة -رحمه الله تعالَى-:
“تعلُّمُ النَّحْوِ: أوَّلُه شُغلٌ، وآخرُهُ بَغْيٌ”.


ولا بقولِ بِشْرٍ الحافي -رحمه الله تعالَى-:
“لَمَّا قيلَ له: تَعَلَّمِ النَّحْوَ، قال: أَضِلُّ. قال: قُلْ ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا.
قال بِشْرٌ: يا أخي! لِمَ ضَرَبَهُ؟ قال: يا أبا نَصْرٍ! ما ضَرَبَهُ، وإنَّما هذا أصلٌ وُضِعَ.
فقال بِشْرٌ: هذا أوَّلُه كَذِبٌ، لا حاجةَ لِي فيه”.
رواهما الخطيب في “اقتضاء العلم العمل”.


ـــــــ الهامش ـــــــــــــــ
(1) “الجامع” للخطيب: (2/25).
(2) “الجامع” للخطيب: (2/28، 29).
(3) “الجامع” للخطيب: (2/28).
(4) “الجامع” للخطيب: (2/28).
(5) لبعض العُلماء تعقيبٌ علَى ما أنشده المبرِّد من أنَّ أجلَّ العلوم علمُ التَّوحيد،
لكنَّ الجلالةَ هنا نسبةٌ إلَى علُومِ الآلةِ، والله أعلم.

الناقلة :عائشة - وفقها الله -.

إن شاء الله تعالى؛ يجمعنا جديدُ لقاء.
وفّقكم اللهُ.

إعجاب واحد (1)