الآيتين الكريمتين... ومبنى التجارة

السلام عليكم جميعا…

كل واحد منا تقريبا يعرف أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام2001 وأعتقد أن كل واحد سمع عن آيتي سورة التوبة (109-110) وأن بعض الناس يعتقدوا أن هاتين الآيتين نزلت خصيصا لهذه الحادثة فحبيت أذكر الآيتين وتفسيرهن لنقطع الشك باليقين بسبب نزولهن. صح أن الموضوع متأخر، و أن أغلبيتكم يعرف سبب النزول لكن هناك بعض الناس مازال يعتقد أن هذي الآيتين لأحداث الحادي عشر من سبتمبر فحبيت أضيف هذا الموضوع.

الآية الكريمة الأولى:-

قال تعالى:

)أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(التوبة109

تفسير (الجلالين):

109 - (أفمن أسس بنيانه على تقوى) مخافة (من الله و) رجاء (رضوان) منه (خير أم من أسس بنيانه على شفا) طرف (جُرُف) بضم الراء وسكونها جانب (هار) مشرف على السقوط (فانهار به) سقط مع بانيه (في نار جهنم) خير تمثيل للبناء على ضد التقوى بما يؤول إليه والاستفهام للتقرير ، أي الأول خير وهو مثال مسجد قباء والثاني مثال مسجد الضرار (والله لا يهدي القوم الظالمين)

تفسير (الميسر):

لا يستوي مَن أسَّس بنيانه على تقوى الله وطاعته ومرضاته, ومن أسَّس بنيانه على طرف حفرة متداعية للسقوط, فبنى مسجدًا ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المسلمين, فأدَّى به ذلك إلى السقوط في نار جهنم. والله لا يهدي القوم الظالمين المتجاوزين حدوده.

تفسير (الموسوعة القرآنية الميسرة):

لا يستوي من أسس بنيانه على قاعدة متينة، وهي تقوى الله ورضوانه، ومن بنى مسجدا ضرارا وكفرا، معرضا للانهيار، على جانب الوادي الذي ينحفر بالماء، المشرف على السقوط،، فإذا انهار أو سقط فإنما ينهار ببانيه في قعر جهنم، والله لا يوفق الكافرين المفسدين إلى طريق الحق والسعادة.

الآية الثانية:-

قال تعالى:

)لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ( التوبة110

التفسير (الجلالين):

(لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة) شكَّا (في قلوبهم إلا أن تقطع) تنفصل (قلوبهم) بأن يموتوا (والله عليم) بخلقه (حكيم) في صنعه بهم.

تفسير (الميسر):

لا يزال بنيان المنافقين الذي بنوه مضارَّة لمسجد (قباء) شكًا ونفاقًا ماكثًا في قلوبهم, إلى أن تتقطع قلوبهم بقتلهم أو موتهم, أو بندمهم غاية الندم, وتوبتهم إلى ربهم, وخوفهم منه غاية الخوف. والله عليم بما عليه هؤلاء المنافقون من الشك وما قصدوا في بنائهم, حكيم في تدبير أمور خلقه.

تفسير (الموسوعة القرآنية الميسرة):

لا يزال بناء المنافقين مسجد الضرار وهدمه سببا للشك والحيرة وتزايد النفاق، فإن البناء يجسد طبيعة النفاق والكفر، والهدم يؤدي للتصميم على الكفر ومقت الإسلام وحسرة صدورهم على الدوام، إلى أن يموتوا أو يقتلوا غما وحزنا، والله عليم بأفعال عباده، حكيم في تدبير خلقه وجزائهم على أعمالهم خيرا أو شرا.

(مسجد الضرار):-

بنوه بني غُنم بن عوف من الخزرج بأمر من أبي عامر الراهب، حسدا لما فعله بنو عمرو بن عوف من الأوس من بناء مسجد قباء، وطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيه كما صلى في مسجد قباء، فاعتذر حتى يعود من تبوك، فنزل القرآن بخبر مسجد الضرار، فأمر بهدمه وإحراقه.