الأدب قبل طلب العلم

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني وأخواتي روّاد مُنتدى المُهندس؛
في رحاب تطوير الذّات.
مادّة قيمة. أسأله تعالى أن ننتفع بها جميعًا.

/

:star2: الأدب قبل طلب العلم :star2:

/

/

[color=maganta]:bookmark:

الحمد لله الكريم المنان، ذي الفضل والإحسان، الذي هدانا للإيمان، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، الذي أرسله ربه شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، أما بعد:

فيجب على طلاب العلم أن يتعلموا الأدب قبل أن يطلبوا العلم، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

معنى الأدب:

الأدب: الأخذُ بمكارم الأخلاق؛ (فتح الباري - لابن حجر العسقلاني - جـ 10 - صـ 400).[/color]

[color=brown]:bulb:

نبينا صلى الله عليه وسلم ميزان الأدب:

لقد مدح الله تعالى نبينا محمدًا قائلًا له: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

:bulb:روى أحمدُ عن سعد بن هشامٍ، قال: سألت عائشة فقلت: أخبريني عن خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقالت: (كان خُلقه القرآن)؛ (حديث صحيح) (مسند أحمد - جـ 42 - صـ 183).[/color]

قال سفيان بن عيينة: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر؛ فعليه تُعرَض الأشياء، على خُلقه وسيرته وهَديه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل)؛ (الجامع لأخلاق الراوي - للخطيب البغدادي - جـ 1 - صـ 79)…

[color=blue]الأدب وصيَّة ربِّ العالَمين:

:bulb:حثنا الله تعالى على التحلي بالأدب في كثير من آيات القرآن الكريم، وسوف نذكر بعضًا منها:

:bulb: قال جل شأنه: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ﴾ [النساء: 86].

[color=brown]نبينا صلى الله عليه وسلم القدوة في الأدب:

:bulb: قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
:bulb: قال عطيَّة العوفي؛ أي: إنك لعلى أدبٍ عظيمٍ؛ (تفسير ابن كثير - جـ 4 - صـ 188). [/color]

:bulb: قال سبحانه: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].

:bulb:قوله: ﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ﴾ [التوبة: 128]؛ أي: يشق عليه الأمرُ الذي يشق عليكم؛ (تفسير السعدي - صـ 356).

:bulb: قوله: ﴿ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ﴾ [التوبة: 128]؛ أي: على هدايتكم ووصولِ النفع الدُّنيوي والأخروي إليكم؛ (تفسير ابن كثير - جـ 4 - صـ 241).

:bulb: قوله: ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]؛ أي: شديد الرأفة والرحمة بهم، أرحمُ بهم مِن والديهم؛ (تفسير السعدي - صـ 356).
قال الحُسين بن الفضل: لم يجمعِ اللهُ لأحدٍ من الأنبياء اسمينِ من أسمائه إلا للنبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم؛ (تفسير القرطبي - جـ 8 - صـ 302).[/color]

[color=maganta]:bulb: روى مسلم عن سعد بن هشامٍ، قال: قلت: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: فإن خُلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن؛ (مسلم حديث: 747).

:bulb: روى الشيخانِ عن أبي سعيدٍ الخدري، قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياءً مِن العذراء في خِدرها، فإذا رأى شيئًا يكرهه عرَفْناه في وجهه)؛ (البخاري حديث: 6102 / مسلم حديث: 2320)[/color]

[color=dark pink]:bulb: قال محمد بن رافعٍ: كنتُ مع أحمد وإسحاق عند عبدالرزاق، فجاءنا يوم الفطر، فخرجنا مع عبدالرزاق إلى المصلَّى، ومعنا ناس كثير، فلما رجعنا دعانا عبدالرزاق إلى الغداء، ثم قال لأحمدَ وإسحاق: رأيتُ اليوم منكما عجبًا، لم تكبِّرَا! فقال أحمد وإسحاق: يا أبا بكرٍ، كنا ننتظر هل تكبِّر، فنكبِّر، فلما رأيناك لم تكبِّر، أمسكنا، قال: وأنا كنت أنظر إليكما، هل تكبِّران، فأكبِّر؛ (سير أعلام النبلاء - للذهبي - جـ 9 - صـ 566).

:bulb: قال الثوري: عن أبيه، سمع أبا وائلٍ سُئل: أنت أكبرُ أو الربيع بن خثيمٍ؟ قال: أنا أكبر منه سنًّا، وهو أكبر مني عقلًا؛ (سير أعلام النبلاء - للذهبي - جـ 4 - صـ: 163).[/color]


انتهى بحمد الله تعالى.

كتبه/ أ. الشيخ صلاح نجيب الدق.
المصدر/ شبكة الألوكة.