التفكر في هذا الكون العظيم

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني وأخواتي روّاد مُنتدى المُهندس؛

:: مقال قيم ::

** التفكر في هذا الكون العظيم **

أ. أحمد خالد العتيبي.

/

تفكر في هذا الكون العظيم، وفي بديع خلقه، تفكر ليمتلئ قلبك بعظمة ربك، وقد دعانا ربنا إلى هذا التفكر فقال : (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ).[يونس : 101]، إنها عبر وعظات في هذا الكون فتملأ القلب إيماناً ويقيناً، انظر إلى السماوات من فوقك هل تراها رفعت بأعمدة، قال الله : (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ).[ق : 6]


هل تفكرت كيف لو أمسك الله هذا الهواء عن الخلق دقائق معدودات ؟
هل تفكرت كيف لو انقطع عنك الهواء خمس دقائق ؟
ذكر العلماء أن الإنسان يتنفس في اليوم الواحد حوالي (12 ألف لتر) من هواء، تفكر في هذه النعمة العظيمة واحمد الله عليها بكل قلبك، قال الله : (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ).[النحل: 18]


نعم تأمل في نفسك : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ).[الذاريات: 21]
من الذي سواك جنيناً وأنت في بطن أمك ؟ من الذي نمّى أعضاءك الداخلية في جسمك، وأعضاءك الخارجية وأنت في بطن الأم، حيث لا تراك العيون ولا تصل إليك الأيدي ؟
من الذي أخرجك من بطن أمك، مكتمل الأعضاء لكل عضو وظيفته المحددة ؟ من الذي سوّى هذه الأعضاء وهداها لوظائفها المختلفة ؟ سبحانك يا الله ما أعظمك، من الذي يرعى قلبك ليعمل ؟

من الذي يحفظ أعضاء الهضم والتنفس لتقوم بما خلقت له ؟ هذه الأعصاب والأوردة والشرايين من الذي خلقها، وجعل كل واحد منها في مكانه المخصص له ؟
وانظر إلى الجنين في بطن أمه كيف يتغذى ؟ وكيف يتنفس ؟ وكيف يقضي حاجته ؟ وكيف تفرز أجهزته ؟ وكيف أحكم تصميم الحبل السري له ؟ أنه مصمم بحكمة وتقدير. (ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).[الأنعام: 96].


وانظر إلى قلب الإنسان، فهو كتله تزن حوالي (312جراماً)، وحجمة في حجم قبضة اليد، ينبض حوالي (70) مرة في الدقيقة الواحدة، وفي العام (40) مليون مرة، وفي جسم الإنسان أكثر من (600) عضلة، وأكثر من (200) عظمة، وفي كل يوم يتنفس الإنسان (25) ألف مرة.


انظر إلى هؤلاء البشر ـ وأنت واحد منهم ـ ملايين الملايين لا يحصي عددهم إلا الله، كل منهم يحمل في رأسه أفراح وأحزان وأفكار وخواطر، من الذي يحيط علماً بعقل كل واحد منهم، من الذي يدبر أمورهم ويديم حياتهم ويدر عليهم أرزاقهم ؟ من الذي يشفي مريضهم ؟ ويعافي المبتلى منهم ؟ ويفرج كروبهم ؟ ويستجيب دعائهم إذا دعوه.


وتأمل في اختلاف ألوانهم ولغاتهم وأشكالهم، قال الله : (وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ). [الروم: 22].
فمن الذي أوجد كل إنسان بصفات تميزه عن غيره ؟ حتى البصمة لا يشتبه فيها اثنان أبداً، ويوم القيامة يُسئلُ كل شخص عن عمله كل إنسان بعينه، لا يلتبس فرد بفرد، قد أحاط بهم ربي علماً.


المصدر/ صيد الفوائد.
من كتاب: وما قدروا الله حق قدره – سيد عطوة.

اللّهمّ صلّ وسلّم على نبيّنا محمد.

إعجاب واحد (1)