الرشح الناتج عن تھريب التمديدات الصحية والھطولات المطرية

استخلاص-اوراق-شركة-تقنية-فحص-و-إصلاح-شبكات-المياه-و-الصرف-الصحي-في-المملكة-العربية-السعودية-960x540

يمكن أن تأتي الرطوبة نتيجة لتھريب التمديدات الواقعة داخل أو خارج المبنى والتي يمكن أن تكون:

  1. شبكات المياه المضغوطة (مياه الشرب).
  2. شبكات مياه الصرف الصحي.
  3. شبكات تصريف مياه الأمطار (أو النوازل المطرية).

ويكفي قليل من المنطق على العموم، للحكم إن كان الرشح ناتجاً عن احدى ھذه الأنواع، ذلك عندما تظھر آثار االرطوبة بجوار الأنابيب، بشكل لا ترتبط معه مباشرة بالأحوال الجوية السائدة، وللتأكد من مصدر الرشح يمكن اغلاق طرفي الأنبوب الملتبس به إذا كانت الشبكة ظاھرة فإذا انقطعت الآثار فھي قطعاًمن ھذا الأنبوب أما إذا كانت الشبكة ضمن الجدار فننصح بتعليم مسار الأنابيب والمراقبة لفترة للحكم فيما إذا كان التھريب ناتجاً عنھا . غير أن الوضع قد يتعقد أحياناً، فقد يحدث أن ترى آثار الرطوبة على جدار لا توجد فيه أية تمديدات، أي يختفي مصدر التھريب الحقيقي بحيث تمتص الجدران الرشوحات وتنتقل ضمنھا إلى مواقع أخرى على بعد عدة أمتار ،عندھا ننصح بمراقبة الآثار الظاھرة بعناية فإن صدر عنھا روائح كريھة فھذا يعني أن التھريب ناتج عن شبكات الصرف الصحي، وإذا انقطعت الآثار في فترة اغلاق عداد مياه الشرب فيجب ايلاء الاھتمام للشبكات المضغوطة، وإذا زاد تركيز الآثار عند تساقط الأمطار فالرشح ناتج عن النوازل المطرية أو سقف البناء.

على كل حال ،في الأغلب يأتي التھريب من الشبكات إما من واقع عدم التنفيذ الصحيح للوصلات وھنا يظھر الرشح حديثاً في المبنى ويوصى عندھا الاھتمام بالأكواع ومناطق التصال الأنابيب ،وأما نتيجة لتآكل الأنابيب عند استخدامھا لأعمار طويلة جداً .وذلك نتيجة للأكسدة المباشرة أو للفعل الحيوي للبكتيريا أو لإرتفاع درجة الحرارة التي تزيد من معدلات التفاعلات الكيميائية أو لحادثة التكھف لذا ينصح باستبدال شبكات المياه من كل عشرين إلى خمسة وعشرين عاماً من عمر المبنى . وننوه ھنا أن علاج ھذا النوع من الرشح الناتج عن الأمطار لا يحل المشكلة نھائياً في يوم أو يومين ،فحسب سماكة الجدار ودرجة رطوبة الجو يمكن أن تخف آثار الرطوبة بعد سد مصدر التھريب منشھين إلى سنة أو أكثر على كل حال يجب أن نضع في البال أن آثار الرطوبة السطحية لا تختفي إلا في اللحظة الأخيرة،وللحكم على نجاعة العلاج يمكننا الاعتماد على أمرين:

  1. إذا لم تتزايد المشكلة في فصل الأمطار.
  2. إذا خفت الآثارولو بشكل مؤقت إثر تدفئة مركزة في المكان.

الرشح الناتج عن الھطولات المطرية تظھر حادثة التفتت بسبب تساقط مياه الأمطار المستمر على أسطح وجدران البناء غير المحمية حيداً. كما تتعرض الجدران الخارجية للبناء إلى أحمال إضافية لم تصمم أصلاً لمقاومتھا فيؤدي امتصاص الأمطار واختلاف عوامل التمدد لمواد البناء إلى مما (Non-Load Bearing) إنكماش الھيكل الخرساني وانتفاخ جدار الإكساء الخارجي (طوب-بلوك-خزف)غير الحامل إنشائياًً يعرضه لخطر التصدع والانھيار. وتزيدھذه الشقوق (لإتساعھا أحياناًً) من مقادير مياه الأمطار المتسربة إلى داخل البناء وترطيب منطقة الجدار المتشققة من الداخل.

وبذا يزداد ضعف الھيكل وتفقد تلك المنطقة كفائتھا في العزل الحراري ويتشكل وترفع من نسبة العلوية الداخلية وماإلى ذلك. Cold Bridges ما يدعى بمناطق الجسور الباردة لذا فتتخذ عادة اجراءات وقائية منذ التصميم الأولي للمنشآت ،فيراعى وضع فواصل تمدد عند المناطق القابلة للتشقق بفعل انكماش الجدران ويتم أحياناً وضع جائز (جسر) مسلح تحت منسوب برطاش النوافذ بالنسبة للأبنية الخرسانية المكسوة بالحجر وذلك للتخفيف من حدة التشققات والتقليل من أخطارھا. ويراعى بشكل خاص في الأبنية العالية المعرضة للرياح الشديدة أن تكون مواد بناء الجدران منخفضة القابلية لإمتصاص الماء ،وأن يتم ترك فراغ بين الجدارين الحامل الإنشائي وجدار البلوك (الطوب) الداخلي. ويراعى تضييق الحلول بين مداميك الحجر ومراقبة خلطة المونة بينھا بحيث تكون الشقوق أقل ما يمكن.

بينما يراعى في المنشآت الخرسانية مسبقة الصنع ،أن تصمم شفاه لمناطق الوصل بين مختلف العناصر المشكلة للواجھات ،بھدف منع نفوذ المياه بشكل تكون معه تجويفاً يدعى بحجرة خفض الضغط وھذا التجويف يجب أن يكون مستمراً بالكامل من أسفل إلىأعلى البناء وعمل ھذه الحجرة في منع نفوذ المياه من الخارج باتجاه داخل البناء بتأثير فرق ضغط الھواء كما تمنع نفوذ الماء بالخاصة الشعرية وتؤمن تصريف المياه التي تمكنت من الدخول بالارتشاح نحو أسفل المبنى ،بحيث تشكل ضمن الفواصل الأفقية والشاقولية شبكة من الأقنية تقوم بصرف المياه التي تمكنت من النفوذ إلى واجھة البناء.

وتظھر آثار ھذا النوع من الرطوبة بشكل عام في القسم الأعلى من الجدران ونادراً ما تصل إلى مستوى الأرض ،غير أن بالنسبة للأبنية غيرالمجھزة بميول وشبكات لتصريف الأمطار فقد يحدث أن تمتص الجدران المياه وتنقلھا لتظھر في منتصفھا أو على القاعدة ،بشكل قد يجعلنا نخلط بينھا وبين الرطوبة الناتجة عن الصعودات الشعرية والتي ستشرح فيما بعد ،على كل حال ننصح بشكل عام عندعلاج مبنى مصاب بالرطوبة في منطقة كثيرة الأمطار البدء بتحقيق ميول مطرية سليمة بالشكل المناسب حسب المنطقة التي يتواجد فيھا المبنى . ولا ننصح البدء بعملية العلاج إذا كان الجو ما زال مطرياً ويفضل الإنتظار ريثما يتعدل امتصاص الرطوبة من الجدار بالتبخر من على سطحه والعلاج يعتمد على تكسية الجدران بمواد عزل مختلفة حسب طبيعة الحالة.

إعجابَين (2)