حساس غازات المطبخ

هذا المقال مشاركة من : عمّار أبو صهيون

كان قديما يتم طهي الطعام عن طريق إحراق الخشب أو الفحم النباتي , ولم تكن هذه الطريقة مناسبة نظرا للوقت والجهد الذي تحتاجه وما تعود به من سلبيات على البيئة بسبب قطع الأشجار, ومع مرور الوقت وتطور العلوم والصناعة تم إكتشاف وقود جديد للنار بدلا من إستخدام الخشب أو الفحم كوقود, وهو غاز الميثان.

يتكون غاز الطبخ بشكل رئيسي من غاز الميثان (Methane) وصيغته الكيميائية CH4 , وهذا الغاز ليس له رائحة , ولكن عند استخدامه في تعبئة إسطوانات الغاز , يتم خلطة مع مركبات الكبريت مثل غاز الإيثانثيول (Ethanethiol) وصيغته الكيميائية (C2H5SH) وسبب خلطة مع هذا الغاز هو رائحته القوية والكريهة والتي تعمل على تنبيه الشخص القريب منه بأنه في مكان يحتوي على غاز الميثان القابل للإشتعال , لكن إضافة غاز الإيثانثيول الى غاز الميثان لا يحمي المستخدم له من معرفة التسرب , لعدة أسباب منها أن الشخص الذي يستخدم غاز الطبخ من المحتمل أن يكون فاقد لحاسة الشم , او أن يكون قد ذهب الى النوم بعد إستخدامه دون إغلاق محبس الغاز بسبب نسيانه , وعند النوم لا يصبح هنالك فائدة لحاسة الشم.
إن غاز الميثان غاز سام وخانق وسريع الإشتعال , لذلك نحن بحاجة الى مستشعر كهروكيميائي (ELECTROCHEMICAL SENSOR) لمعرفة التسرب لحظة حدوثة , ويتم بناء المستشعر عن طريق إختيار محلول الكهرل (Electrolyte) المناسب ليتفاعل مع غاز الميثان CH4 أو ليتفاعل مع غاز الإثانثيول C2H5SH , حيث يقوم المستقبل بتحويل المعلومات الكيميائية الى شكل طاقة حيث ان هذه الطاقة تتناسب طرديا مع كمية المعلومات (غاز الطبخ) ونتيجة للتفاعل الكيميائي ينشأ تيار كهربائي خفيف للخلية الجلفانية , ليتم بعد ذلك حدوث التوصيل الكهربائي , ومن ثم توصيله مع دائرة جهاز الإنذار الكهربائي الحساسة للتيار الخفيف أو توصيل ردة فعل المستشعر مع الدفاع المدني المحيط بتلك المنطقة .

التيار الناتج من المستشعر صغير جدا قيمته بالمايكرو امبير , وهذا التيار لا يعمل على تشغيل أجهزة الإنذار , لذلك نحتاج ايضا الى مضخم عملياتي (Operational Amplifier) حيث يقوم برفع قيمة الإشارة الكهربائية الناتجة من المستشعر ومن ثم إدخالها الى دوائر الإنذار التي تتطلب تيار كهربائي قيمته تتراوح بالميلي أمبير كحد أدنى , يتم وضع المستشعر في المطابخ أو أي مكان مغلق يستعمل فيه غاز الطبخ ويفضل وضعه بالبعد عن فتحة التهوية حتى يتم إدخال الكمية المناسبة من الغاز الى المستشعر إن وجد , ويجب وضعة على سقف الغرفة لأن غاز الميثان كثافته أقل من كثافة الهواء مما يعني أنه سيرتفع للأعلى ويتكاثف على سقف الغرفة مما يتسنى للمستشعر استقبال المعلومات بكمية وافية .

من مميزات المستشعر الكيميائي أنه يدوم من سنة الى ثلاث سنوات .