خاطرة: (أهل الفرح)

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني وأخواتي روّاد مُنتدى المُهندس؛
خاطرةٌ؛ تحوي العظة والعبرةِ.

:: خاطرةٌ؛

خاطرة: (أهل الفرح)

د. خالد بن سعود البليهد..

أهل الفرح في الدنيا ضربان قوم فرحوا بالدنيا واستكثروا من متاعها ولازموا الغفلة وأمنوا مكر الله وفرحوا بطرا وأشغلوا أوقاتهم بالحسرة والندامة وذهلوا عن سر وجودهم وغاية خلقهم وهذا فرح مذموم قال تعالى: (‏لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ).

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

فهم في غيهم يترددون وفي سكرتهم يترنحون وسيبدل فرحهم حزنا يوم القيامة فما أعظم خسارتهم وما أشد غبنهم. وقوم فرحوا بفضل الله ورحمته وعمروا أوقاتهم بطاعته وسكنت نفوسهم بذكره ومناجاته ذاقوا جنة الدنيا ودخلوا في نعيمها ولازموا التقوى وهذا فرح محمود قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).


فقلوبهم مطمئنة وأرواحهم في سعادة لا يذوقها إلا من سلك جادتهم واقتدى بهم فلله درهم ما أحسن عاقبتهم وأطيب مآلهم وأحسن جزاؤهم. والفرح الفطري بتجدد النعم في الدنيا شعور عابر لا يجري فيه ثواب ولا عقاب ولا يؤاخذ المؤمن به ولا ملامة عليه ما لم يكن بريدا إلى المعصية. والفرح بالفجور وظهور الفواحش في بلاد المسلمين شعبة من النفاق. وفرح المؤمن بانتصار المسلمين وانكفاء الفتنة عنهم وموت رؤوس أهل البدع دليل على كمال إيمانه ومحبته لله ورسوله.


والمؤمن يفرح بالطاعة ويحزن بالمعصية والفاجر يفرح بالمعصية ويحزن بالطاعة. والكافر يفرح بالدنيا ويطمئن بها والمؤمن يفرح بالآخرة ويطمئن بها. وما أعظم فرح المؤمن حين يجد ثواب صومه وأعماله الصالحة في الآخرة.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وما أعظم فرح المؤمنين في الآخرة حين تستقبلهم الملائكة عند دخولهم الجنة وتنعمهم بنعيمها وفرحهم حين يتلذذون برؤية ربهم جل جلاله ورضاه عنهم كما نعتهم الله في كتابه: (فرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ). والجنة دار الأفراح والنار دار الأحزان فاختر لنفسك الدار التي ستنزل بها وتكون من أهلها.

اللّهمّ أعنّا على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادتك.

إعجاب واحد (1)