في بيتنا هرة ( قصص وعجيب الحكايات )

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني وأخواتي روّاد مُنتدى المُهندس؛

:: في بيتنا هرة ::

المقال، وفيه طُرفٌ ولُمعٌ مِنْ أخبارِ هذا الحيوانِ الأليفِ الطوّاف علينا.

ويظهرُ في هذه الأخبار أثرُ السُّنة في الوصيةِ بها ورحمتِها، وعدمِ الإضرارِ بها.

:diamonds: :diamonds: :diamonds:

الهرة في السُّنة النبوية:

لقد كان للهرة في السُّنة النبوية ذكرٌ صالحٌ، في الحثِّ على الرحمةِ بها وعدمِ تعذيبها، ومن ذلك ما جاء عن عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ - رضيَ اللَّهُ عنهُما - أَنَّ رسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قالَ: "عُذِّبَتْ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حتَّى ماتَتْ، فدخَلتْ فيها النارَ، لا هيَ أَطْعَمَتْهَا، ولا سَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا، ولا هيَ تَرَكَتْهَا تأكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأرض ".


الصحابي الجليل أبو هُريرة:

قال الحافظُ ابنُ حجر في ترجمته:

"قال أبو علي بن السكن: اختُلِفَ في اسمه:

فقال أهلُ النسب: اسمُه عمير بن عامر.

وقال ابنُ إسحاق: قال لي بعضُ أصحابنا عن أبي هريرة: كان اسمي في الجاهلية عبدَ شمس بن صخر، فسمّاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عبدَالرحمن، وكُنيتُ أبا هُريرة لأني وجدتُ هرة فحملتُها في كمّي، فقيل لي: أبو هُريرة. وهكذا أخرجه أبو أحمد الحاكم في “الكنى” من طريق يونس بن بكير عن ابنِ إسحاق، وأخرجه ابنُ منده مِنْ هذا الوجه مطولًا.


الشبلي (ت: 334هـ) والهرة:

قال الدميري:

"روى ابنُ عساكر في “تاريخه” عن بعضِ أصحاب الشبلي أنه رآه في النوم بعد موته فقال له: ما فعل اللهُ بك؟

فقال: أوقفني بين يديه وقال: يا أبا بكر أتدري بماذا غفرتُ لك؟

فقلتُ: بصالح عملي. فقالَ: لا.

فقلتُ: بإخلاصي في عبوديتي. قالَ: لا.

فقلتُ: بحجّي وصومي وصلاتي. قالَ: لم أغفرْ لك بذلك

فقلتُ: بهجرتي إلى الصالحين، وإدامة أسفاري في طلب العلوم. فقال: لا.

فقلتُ: يا ربِّ هذه المُنجيات التي كنتُ أعقدُ عليها خنصري، و ظنّي أنك بها تعفو عني وترحمني. فقال: كل هذه لم أغفرْ لك بها.

فقلتُ: إلهي فبماذا؟

قال: أتذكرُ حين كنتَ تمشي في دروب بغداد، فوجدتَ هرةً صغيرةً قد أضعفَها البردُ، وهي تنزوي مِنْ جدارٍ إلى جدارٍ مِنْ شدة البردِ والثلجِ، فأخذتَها رحمةً لها فأدخلتَها في فروٍ كانَ عليك وقايةً لها مِنْ ألمِ البرد؟

فقلت: نعم.

قال: برحمتِك لتلك الهرةَ رحمتُك ".

سيف الدولة الأسدي والهرة:

قال الصفدي في ترجمة ملك العرب سيف الدولة صاحب الحلة صدقة بن منصور الأسدي (ت: 501هـ):

"يقال إنه استقبلته مرة هرةٌ وثبتْ إلى أعطافه، وطاشتْ إلى وجهه، وخدشتْ عرنينه، فأنشد:

أما إنه لو كان غيرك أرقلتْ * إليهِ القنا بالراعفات اللهاذم"


الرفاعي والهرة:

قال محدث واسط تقي الدين عبدالرحمن الواسطي في كتابه “ترياق المحبين” الذي أفرده لسيرة السيد أحمد بن علي الرفاعي (ت: 578هـ):

“كان سيدي أحمد قد نام يومَ الجمعة قبل الصلاة، فجاءتْ هرة فنامتْ على كمِّه، فاستيقظ فوجدها نائمة على كمه فلم يسهلْ عليه أنْ يزعجها من نومها، فطلب من زوجته الصالحة رابعة المقص، فأتتْ به، فقصَّ كمه وتركه تحت الهرة ومضى إلى الجامع، فصلى الجمعة، فلما رجعَ من الصلاة وجد الهرة قد قامتْ من النوم، فأخذ كمَّه وخاطه، فلامته زوجتُهُ على ذلك، فقال لها: أي بنتَ الشيخ ما كان إلا الخير، وهذا لا يعيبنا وحصلتْ الحسنة”.


الآمدي والقطة:

جاء في ترجمة الإمام سيف الدين علي بن أبي علي الآمدي الشافعي (ت: 631هـ):

"وكان فيه رقةُ قلب، وسرعةُ دمعة. ومِنْ عجيب ما يُحكى عنه أنه ماتتْ له قطة بـ “حماة” فدفنها، ولما جاء إلى “دمشق” نقلَ عظامَها في كيسٍ، ودفنها في تربة بقاسيون.


ابن طولون والهر:

للعلامة شمس الدين ابن طولون الحنفي الدمشقي (ت: 953هـ): “إظهار السر في فضل الهر”، ذكره لنفسه في كتاب سيرته


الجزيري والهر والهرة:

للشيخ عبدالقادر بن محمد الأنصاري الجزيري الحنبلي (توفي بعد سنة976): "رفع المَضرَّة عن الهر والهرة ".


القاري والهرة:

للعلامة الملا علي بن سلطان محمد القاري الهروي المكي الحنفي (ت: 1014هـ): “البَرَّة في الهرة”، رأيتها مخطوطة ضمن مجموع في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد، تناولَ فيها الحديثَ الموضوع: “حب الهرة من الإيمان”.

كتبه/ د.عبدالحكيم الأنيس.
المصدر: شبكة الألوكة. لتخريج الأحاديث والمصادر المذكورة هنـا.

إعجاب واحد (1)