قصة طموح :- تاكيو أوساهيرا 1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
في البداية أحب أقول لكم أن هذي هي أول مشاركة شخصية لي في هذا المنتدى ،، والتي تتضمن قصة فتى ياباني غبر محدود الطموح والذي عرف كيف ينقل بلاده إلى مراتب الدول المتقدمة عن طريق تحديد الهدف والعمل بجد وبذل الجهد ونبذ الكسل ،، ليحصل في النهاية على ما تمناه وهو صنع محرك ياباني خالص من صنع أبناء اليابان… وهي قصة طموح لا تقتصر فقط على المهندسين أو الميكانيكيين فقط ،بل هي قصة أسردها لكل الطموحين في بلادنا الحبيبة…

والقصة ستكون في جزأين متتابعين يفصل بينهما فاصل قصير، وأتمنى من الجميع الاستفادة، لن أطيل عليكم في الكلام، وهذه هي القصة:-

يقول الياباني تاكيو أوساهيرا :
ابتعثتني حكومتي للدراسة في جامعة هامبورغ بألمانيا لأدرس أصول الميكانيكا العلمية ، ذهبت إلى عناك وأنا أحمل حلمي الخاص الذي لا ينفك عني أبدا ، والذي خالج روحي وعقلي وسمعي وبصري وحسي، كنت أحلم بأن أتعام كيف أصنع محركا صغيرا.

كنت أعرف أن لكل صناعة وحدة أساسية أو ما يسمى موديلا ، وهو أساس الصناعة كلها ، فإذا عرفت كيف تصنعه ، فإنك وضعت يدك على سر هذه الصناعة كلها .
وبدلا من أن يأخذني الأساتذة إلى المعمل ، أخذوا يعطونني كتبا لأقرأها ، وقرأت حتى عرفت نظريات الميكانيكا كلها ،ولكنني ظللت أمام المحرك أيا كانت قوته وكأنني أقف أمام لعبة جميلة لكنها شديدة التعقيد، لا أجرؤ على العبث بها.

كم تمنيت أن أداعب هذا المحرك بيدي ، كم أشتاق إلى لمسه والتعرف على مفرداته وأجزاءه ، كم تمنيت لمه وضمه و قربه وشمه ، كم تمنيت أن أعطر يدي بزيته وأصبغ ثيابي بمخاليطه ، كم تمنيت محاورته والتقرب إليه ، لكنها كانت أمنيات …أمنيات حية تلازمني وتراودني أياما وأياما.

وفي ذات يوم قرأت عن معرض محركات إيطالية الصنع ،كان ذلك أول الشهر ،وكان معي راتبي ،وجدت في المعرض محركا بقوة حصانين ، ثمنه يعادل مرتبي كله ، فأخرجت الراتب ودفعته للبائع ، وحملت المحرك إلى حجرتي ووضعته على المنضدة ، وجعلت أنظر إليه وكأنني أنظر إلى تاج من الجواهر، وقلت لنفسي: هذا هو سر قوة أوروبا!!لو استعطت أن أصنع محركا كهذا لغيرت اتجاه تاريخ اليابان .

وطاف بذهني خاطر … إن هذا المحرك يتألف من قطع ذات أشكال وطبائع شتى ، مغناطيس كحدوة الحصان وأسلاك وأذرع دافعة وعجلات وتروس وما إلى ذلك ، لو أنني استطعت أن أفكك قطع هذا المحرك وأعيد تركيبها بالطريقة نفسها التي ركبوها بها ثم شغلته فاشتغل … أكون قد خطوت خطوة نحو سر موديل الصناعة الأوروبية .

بحثت في رفوف كتبي، حتى عثرت على الرسوم الخاصة بالمحركات، وأخذت ورقا كثيرا، وأتيت بصندوق أدوات العمل، ومضيت أعمل… رسمت منظر المحركات بعد أن رفعت الغطاء الذي يحمي أجزاءه،ثم جعلت أفكك أجزاءه قطعة قطعة ، وكلما فككت قطعة رسمتها على الورق بغاية الدقة وأعطيتها رقما ،وشيئا فشيئا حتى فككته كله ، ثم أعددت تركيبه من جديد .

و في هذه اللحظة وقفت صامتا قليلا أنه وقوف وصمت المتشكك… هل سأنجح في تشغيله ؟ وبسرعة قطعت شكي وأدرت المحرك…فأشتغل …!! وما أن غرد صوت المحرك حتى كاد قلبي يقف من الفرح …
استغرقت العملية ثلاثة أيام، وكنت آكل في اليوم وجبة واحدة، ولا أصيب من النوم إلا ما يمكنني من مواصلة العمل.

للموضوع بقية…

يا سلام عليكم قصة ولا أروع ما كذاك اليابانيين والصناعه اليابانية ضاربه تووووووب ناس متحركة يا ليت نحنا العرب والمسلمين عندنا نفس تفكيرهم …

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله سرد جميل لوقائع القصة التي تحمل في طياتها معاني كثيرة
الموضوع متميز كل التميز وننتظر تكملة القصة بفارغ الصبر

تحياتي لك يا صديقي العزيز:)

ننتظر الجزء الثاني بفارغ الصبر

نحن لدينا الامكانية والدافع وبمشيئة الله سنحقق احلامنا

شكرا لكل من :- السبع والمهندس و m&m على المرور وعلى الإطراء الجميل و الجزء الثاني راح يكون أجمل وفيه تحدي أكثر … وفيه أيضا عزيمة أكبر للياباني أوساهيرا…

شكراً جزيلاً على هذا المجهود الرائع.

تحياتي.

الديناميكي
شكرا على المرور…