كن عظيما

بسم الله الرحمن الرحيم

من العجز أن يزدري المرء نفسه فلا يقيم لها وزنا , وأن ينظر الي من هو فوقه

من الناس نظر الحيوان الاعجم الي الحيوان الناطق وعندي أن من يخطيء في

تقدير قيمته مستعليا خير ممن يخطيء في تقدير ها متدليا

فأن الرجل أذا صغرت نفسه في عين نفسه يأبى لها من أعماله وأطواره الا

ما يشاكل منزلتها عنده فتراه صغيرا في علمه صغيرا في أدبه صغيرا

في مروء ته وهمته صغيرا في ميوله وأهوائه صغيرا في جميع شؤونه

وأعماله , فأن عظمت نفسه عظم بجانبها كل ما كان صغيرا في جانب النفس

الصغيره.

ولقد سأل أحد الائمة العظماء ولده وكان نجيبا :

اي غايه تطلب في حياتك يا بني وأي رجل من عظماء الرجال تحب ان تكون؟

فأجابه : أحب أن اكون مثلك فقال : ويحك يا بني لقد صغرت نفسك وسقطت

همتك فلتبك على عقلك البواكي لقد قدرت يا بني في مبداء نشأتي ان

أكون كعلي بن أبي طالب فما زلت أجد وأكدح حتى بلغت المنزلة التي تراها

وبيني وبين علي ما تعلم من الشأن البعيد والمدى الشاسع فهل يسرك وقد

طلبت منزلتي أن يكون بينك وبيني من المدى مثل ما بيني وبين على ؟

كثيرا ما يخطئ الناس في التفريق بين التواضع وصغر النفس وبين الكبر وعلو

الهمه فيحسبون المتذلل المتملق الدنيء متواضعا ويسمون الرجل ءاذا ترفع

بنفسه عن الدنايا وعرف حقيقة منزلته من المجتمع الانساني متكبرا وما التواضع

الا الادب ولا الكبر الا سوء الادب فالرجل الذي يلقاك متبسما متهلللا ويقبل

عليك بوجهه ويصغي اليك اذا حدثته ويزورك مهنئا ومعزيا ليس صغيرا النفس

كما يظنون بل هو عظيمها لانه وجد التواضع أليق بعظمة نفسه فتواضع والادب

أرفع لشأنه فتأدب.

فتى كان عذب الروح لا من غضاضه ولكن كبرا ان يقال به كبرا

فاءذا بلغ الذل بالرجل ذو الفضل أن ينكس رأسه للكبراء ويتهافت على

أيديهم وأقدامهم لثما وتقبيلا ويكثر من شتم نفسه وتحقيرها ورميها بالجهل

ولغباوة ويبصبص برأسه وهو سائر في طريقه بصبة الكلب بذنبه ويجلس في

مدارج الطرق وعلى أفواه الدروب جلسة البائس المسكين فاعلم انه صغير

النفس ساقط الهمة لا متواضع ولا متأدب

م ن ق ول

صدقتي يا مهندسة
ان الكثير منا يخطيء في ذلك
ولكن علينا أن نحاول التفريق بينهم وأن لا نتسرع في الحكم…فالتسرع في بعض الأحيان يسبب مثل هذه الأخطاء…

وشكـــرا …جزاكِ الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هلا المناهل …
أشكرك أختي على المرور…

تحياتي : مهندسة