ماتَ فنان العرب !!
صاحب الصوت الذهبي …
صاحب الحنجرة المتميزة …
بعد مسيرة عطاء …
تجاوزت الأربعين عام …
مات فنان الخليج …
فنان الأمة العربية …
بعد أن أحيا الأرض غناءاً وحب …
كاليفورنيا …تكساس …
لندن …استوكهوولم …
دبي … القاهرة …
الكويت … جدة … والرياض …
وألفَ ألفَ مسرحٍ وطأتهُ قدماه …
ماتَ …
وكلّ العالم يتحدث …
وكالات الأنباء …
والراديو …والقنوات الفضائية …
ووسائل الإعلام كافة تتحدث
تحزن تبكي …
ومظاهرات …
بعد كوكبِ الشرق …
والعندليب الأسمر …
مُحِبّوهُ تجاوزوا الـ 100 مليون مستمع …
ولكن مات …
وضجة وهالة من كوكبة الإعلاميين …
مقالاتٌ تتناثر …
وأمراء يدلونَ بتصاريحهم وتعازيهم …
وجمعٌ حشودٌ من الناس تتبعُ جنازته …
وبعدَ طلال مداح …
وبعد الكثيرين …
ماتَ أيضاً …
ولكن …
هل ماتَ فعلاً ؟؟
فقطْ أقولها لضعافِ النفوس …
أين أبا بكر …
أينَ عمر …
أينَ عثمان …
أينَ علي …
أين عمر بن عبد العزيز …
أين صلاح الدين …
رضوانُ الله عليهم …
أينَ مفتي المملكة …
ومفتي الأزهر …
والأحنفُ بن قيس …
والحسنُ البصري …
كلهم إن سألتَ عنهم …
قالوا لا نعلم …
ماتوا …
واكتفوا بكلمة ( لن نجدَ مثلهم ) …
لماذا …
كلهم ماتوا …
ومحمد عبده سيموت …
وأنا وأنتم جميعاً ميتون …
ماذا بعد …
نغضب ونحزنُ بموتِ مغني أو ممثل …
أو داعرة أو عاهرةٍ …
نثرت حشمتها هباءاً على الشاشة …
وننسى ذكرَ الله …
ننسى أننا سنموت …
نسينا أنفسنا …
فنسينا اللهُ والعياذُ به …
إن ماتَ شيخٌ أو عالم …
وجدنا مقالاً صغيراً بطرفِ صفحة …
وإن ماتَ مغني …
وجدنا كل الجرائد تمتلئ بالصورِ له …
وإن قلنا متى موعد الصلاة …
قال ( أظن ) بعد ساعة وما زال ( ظناً ) …
ومتى موعد حفلة إليسا …
يجيبكَ مباشرةً بعد شهر …
هل ستحضر ؟؟
أم تشاهدها ( بالقهوة ) ؟؟
أم نجتمع ببيتِ فلان ؟؟
هل تجمعتم على خيرٍ يا أولئك ؟؟
هل تجمعتم على ذكر الله …
هل قلتم سنذهب للمسجدِ سوية ؟؟
أم سنقرأ القرآن معاً …
أم سنحفظ أحاديثَ نبيّ الله عليه الصلاة والسلام …
كم أغنية تحفظ ؟؟
كم شعراً قرأت ؟؟
كم بيتاَ تترنم به بينك وبين نفسك ؟؟
أكمل الآية يا هذا …
( قل إن موعدكم الصبح … ) صدق الله العظيم …
هل قرأتها ؟؟
هل تمعنتَ فيها …
لن أطيلَ أكثر …
ولكن أقول …
راجع نفسكَ لو لمرةٍ قبل أن تنام …
واجعل خيركَ بكفة …
وسيئاتكَ بكفة أخرى …
وانظر كم الفرق بينهما بيومٍ واحدٍ فقط …
أظنّ والله يغفر لنا …
أن الكفة الثانية سترجح عند الكثير !!
منقول،،
تحياتي للجميع