هدر الطاقة في المنازل

مطالب بإيجاد خطة وطنية لوقف هدر الطاقة في المنازل
محمد التويم من الرياض - 10/06/1427هـ
صحيفة الاقتصادية الالكترونية

نستمر في استعراض العناصر المختلفة للبناء في مساكننا ففي تقريرنا لهذا الأسبوع سنتعرض إلى قضية ترشيد الكهرباء في المساكن وهي من القضايا التي سبق التعرض لها في كثير من الندوات والمؤتمرات والاجتماعات. ويعتبر ترشيد الطاقة من القضايا الحيوية التي تهم كثيرا من دول العالم والتي وضعت لها الكثير من الاعتبارات والأنظمة وسنت لها القوانين التي تحفز تطبيق ترشيد الطاقة ومع هذا نجد أن الأنظمة والقوانين التي تحفز ترشيد الطاقة في بدايتها.

“الاقتصادية” قامت بأخذ آراء بعض المختصين وكذلك المواطنين والمهتمين بمجال ترشيد الكهرباء حيث يرى المهندس سعد السبيعي أن قضية ترشيد الكهرباء من الأفكار والأمور التي يجب الاهتمام بها، ويشدد على أن عملية ترشيد الكهرباء لا تكفي في حدود التوعية بالمنشورات أو اللوحات أو حتى الدعايات البسيطة. إذ إن هناك حاجة ماسة إلى وجود خطة وطنية للترشيد، كما يرى السبيعي أن هذه الخطة الاستراتيجية للترشيد من الأمور التي يجب التركيز عليها وإعطائها العناية والاهتمام وأنه بدون وجود مخطط استراتيجي لقضية ترشيد الطاقة ستكون الجهود مبعثرة ولا تفي بالغرض. ويذكر السبيعي أن الأفكار التي تخص الترشيد كانت وما زالت كما هي عليه منذ بداية طرح هذه الأفكار ويرى أن هذا المشروع يجب أن يحظى بدعم كبير من الشركات المختلفة وعلى رأسها شركة الكهرباء وكذلك وزارة الصناعة والكهرباء وكذلك القطاعات الأخرى كـ “أرامكو”، “سابك”، وغيرها، ويستغرب السبيعي من أن تلك الحملات أو تلك المحاولات للتوعية لم تحقق أي هدف يذكر حيث تبلغ فواتير الكهرباء أرقاما فلكية. والتقت “الاقتصادية” المواطن فلاح البقمي وهو رجل أعمال ومستثمر في المجالات العقارية فذكر أن فواتير الكهرباء ما زالت عالية جدا وأن فاتورة منزله لا تقل عن ثلاثة آلاف وتصل أحيانا إلى أربعة آلاف في الصيف، علما أن مصروفه في الكهرباء يكاد يكون عاديا ولا يوجد ما يستدعي تلك التكلفة، وعندما سألنا السيد فلاح عن قضية الترشيد ـ ترشيد الكهرباء - أجاب أن هذا الأمر يبدو أمرا غير قابل للتطبيق فكيف يقوم بالترشيد إذا كان البيت بحاجة مستمرة إلى أجهزة التكييف والإنارة وأن إطفاء بعض اللمبات لا يمكن أن يؤدي إلى خفض يذكر. وشدد السيد فلاح أن التعرفة للكهرباء ما زالت عالية جدا وأن هناك الكثير من المواطنين المتضررين من ارتفاع أسعار الكهرباء وعندما سألنا السيد فلاح حول الكيفية المناسبة لترشيد الكهرباء، أجاب أن قضية الترشيد من القضايا الجيدة والمناسبة لكنه يعجز عن تطبيقها ولا يوجد لديه أي فكرة عن ترشيد الكهرباء. أما المهندس يوسف التويم فقد ذكر أن قضية ترشيد التيار الكهربائي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتصميم المعماري وأن التصاميم ذات المساحات القليلة تحتاج إلى كميات قليلة من الكهرباء كما أن تطبيقات التهوية الطبيعية وكذالك استخدام الإنارة الطبيعية واستخدام العزل الحراري بشكل كبير سوف تحقق ترشيدا جيدا للكهرباء، وذكر المهندس التويم أن الحاجة أصبحت ماسة لضرورة وجود مركز متخصص في ترشيد الطاقة يقدم المعلومات النافعة والمهمة لخدمة المواطن، الذي هو بحاجة إلى ترشيده وتوعيته بخصوص الكهرباء ذلك أن هذه المعلومات يجب أن توضح للمواطن، كما يرى المهندس التويم أن يتم إشعار المواطن بمقدار فاتورة الكهرباء المحتملة لمنزله من وقت مبكر قبل أن يبدأ بناء منزله بناء على ما يحتويه هذا المنزل من أجهزة وإنارة وغيرها وأن ذلك يمكن حسابه وتقديره بشكل واضح وذلك حتى يتسنى للمواطن التعرف على المصروفات المتوقعة للتيار الكهربائي حتى لا تحصل له مفاجآت غير سارة، وشدد المهندس التويم على أن قضية الترشيد للتيار الكهربائي تبدأ من بداية التصميم، فالذين لديهم مساحات كبيرة أو مساحات ضائعة سيدفعون تكاليف أخرى من أجل إنارتها وكذلك تكييفها ومن ثم ترتفع التكلفة وأن قضية التصميم مرتبطة ارتباطا وثيقا بقضية ترشيد الطاقة. وتحدث المهندس إسلام وهو مندوب في شركة متخصصة لتدفئة المياه بواسطة الطاقة الشمسية حيث ذكر أن استخدام الطاقة الشمسية في تدفئة المياه أصبح شائعا ومنتشرا بشكل كبير وأنها تؤدي إلى خفض تكلفة تدفئة المياه إلى 90 في المائة وذكر السيد إسلام أن الحرارة الموجودة في أشعة الشمس يمكن الاستفادة منها بدل تسخين المياه بواسطة الكهرباء التي ترفع فاتورة الكهرباء ومن ثم ارتفاع المصروفات بينما الطاقة التي تحصل عليها السخانات الشمسية هي طاقة لا تنفد وطاقة رخيصة وطاقة متوافرة، كما أنها سهلة وعملية ولا يوجد فيها أي مشاكل، وشدد المهندس إسلام على ضرورة توعية المواطن بكيفية خفض تكاليف ومصروفات الكهرباء باستخدام مثل هذه الأنظمة التي يتم تطبيقها في جميع أنحاء العالم وهي متوافرة في السوق السعودية منذ أكثر من عشرة أعوام. وسألت “الاقتصادية” عمر الوسيدي وهو رجل أعمال وعقاري عن مدى أهمية الترشيد في الوحدات السكنية فذكر أن المساكن المعزولة لها قيمة أكبر من المساكن التي لا تحتوي على عوازل وقال الوسيدي إن المباني التي تحتوي على عوازل تكون قيمتها أفضل وأن أغلب المباني والوحدات السكنية توضع فيها عوازل، أما المباني القديمة فلا يوجد فيها أي اهتمام لهذا الأمر، وذكر أن المواطنين قد أخذوا في الاهتمام بقضية العزل الحراري في المباني لما له من أهمية في قضية توفير الكهرباء. أما المهندس فيصل الدلبحي وهو مهندس تخطيط فقد ذكر أن قضية ترشيد الطاقة تبدأ قبل التصميم للوحدات السكنية نفسها ويجب أن تبدأ حتى أثناء تخطيط الحي السكني وقال الدلبحي إن توجيه المساكن إلى الاتجاهات الشمال والجنوب مثلا يقلل فرصة تعرض الوحدات السكنية إلى أشعة الشمس القوية إذا كان التقسيم يكون بالاتجاه الغربي للوحدات السكنية فكلما كان عدد الوحدات السكنية الغربية أقل أدى ذلك إلى الترشيد، كما أن الاهتمام بعملية التشجير والحدائق والإكثار منها سوف يؤدي إلى خفض الحرارة في الحي السكني ومن ثم يؤديان إلى ترشيد الطاقة, ونبه الدلبحي إلى أن قضية الاهتمام بالزراعة وتنسيق الحدائق تكاد تكون معدومة في أغلب المخططات التي لا تهتم إلا بتقسيم الأرض فقط دون عناية بالبيئة المحيطة لتلك الوحدات السكنية. “الاقتصادية” بدورها تطالب بضرورة الاهتمام بقضية الترشيد، إذ إن هناك ضرورة لإيجاد مركز وطني للترشيد يعتمد على استراتيجية وطنية لهذه القضية المهمة.
منقول

شكرا على هذا الموضوع

افادك الله موضوع مهم واتمنى ان يدخل التنفيذ فى جميع البلاد العربية ومش بس فى الكهرباء فى حاجات كثير فى حياتنا
soz