[size=4][B]ابنتي المتمردة , بسبب علي مبارك .
************************[/b]
في يوم الجمعة الماضي , استيقظنا أنا و زوجتي , و عندما اقترب وقت صلاة الجمعة أيقظنا بناتنا الثلاثة ,
فإذا بإحداهن , وعمرها أحد عشر عاما , ترفض القيام لكي نذهب معا لصلاة الجمعة كعادتنا كل أسبوع .
و سألتها زوجتي عن السبب فقالت ابنتي ( أنا لا أريد أن أصلي ) , و سألتها لماذا فقالت ( أنا متمردة ).!!!
و تعجبنا من ردها العجيب جدا و الغير متوقع .
و سألناها : متمردة على أي شيء ؟
فأجابت على الفور : متمردة على الصلاة و الشيوخ وبابا و الأوامر .
B أنا والدها – ملتحي منذ سنوات– لحية كبيرة كاملة بحسب السنة ( اعفوا اللحى و حفوا الشوارب)[/b]
و زاد عجبنا , فسألناها : من أين أتت بهذا الكلام ؟. فأطلقت في وجهنا قذائف صاروخية أرعبتنا .!!!
فقالت : إن ( علي مبارك ) لم ينجح في حياته إلا بعد أن تمرد على الشيخ القاسي الذي كان يضرب الأطفال بعصا غليظة , بقسوة شديدة ليعلمهم القراّن , و تمرد على أبيه ,وتمرد على رئيسه في العمل و سرقه, و تمرد على ناظر المدرسة,و نسي القران الذي كان يحفظه ليتجنب العقاب من الشيخ القاسي , فكانت النتيجة أنه أصبح رجلا ناجحا , ومشهورا و غنيا , وترقى في المناصب .
و أصابني الذهول . ولم أناقشها . وأخذت أسأل زوجتي و أفكر بهدوء ,و أنا ألتقط أنفاسي بصعوبة .
و لكنها استغلت الفرصة في معاودة الهجوم علينا و ضربت الحديد و هو ساخن :
فأصرت ابنتي على خلع الحجاب البسيط الذي تضعه على رأسها منذ عام .
و أصرت على عدم الذهاب إلى المسجد لصلاة الجمعه, التي لم تنقطع عنها منذ طفولتها المبكرة .
ولم أعارضها بسبب مرضها بأزمة صدرية ربوية منذ مولدها إلى الآن .
اسألوا الله لها و لكل المسلمين العافية والشفاء من كل داء . آمين .
و لم تهدأ ثورتها , فدخلت في مواضيع أخرى , منها الاستهتار بالوضوء و الصلاة , وهذه بالذات لم أتنازل أنا عنها , عملا بحديث النبي صلى الله عليها و سلم ( علموهم الصلاة لسبع و اضربوهم عليها لعشر و فرقوا بينهم في المضاجع ), فاتبعت معها اسلوب الترغيب , فان كانت تريد اللعب على الكمبيوتر و الخروج للنزهة و مثل ذلك فعليها الالتزام بالصلوات الخمسة يوميا . والحمد لله نجحت معها بالإصرار وعدم التساهل .
و ما زالت تدخل بنا في متاهات أخرى من التمرد , لا داعي لذكرها هنا .
وقالت لي زوجتي : إنها القصة المقررة عليها في المدرسة .
وزال جزء من ذهولي .
و سألت زوجتي : وهل كل هذا في القصة ؟ ( لأن زوجتي وضعت البكالوريوس في الدرج من زمان و تفرغت للبيت والأسرة , عملا بقول الحق سبحانه و تعالى ( وقرن في بيوتكن ) فأكرمنا الله جدا ).
فقالت زوجتي : نعم كل ذلك في القصة و أكثر منه , فلا تشغل بالك .
فتحول ذهولي من طفلتي إلى مؤلف القصة و مراجعها و ناشرها ومن رسم صورها , إذ وجدت أنهم كلهم مسلمين . !!!
هل يريدون هدم الإسلام في قلوب أبنائنا , وهدم كل القيم في البيت و المدرسة و العمل مرة واحدة ؟؟؟ .
إن ابنتي تنظر إلي على أني الشيخ المذكور في القصة لأني ملتحي و أرسلتها مع أختها التوأم في الصيف إلى المسجد القريب لتحفظ القراّن من أخت ملتزمة , وفازت ابنتي هذه بالمركز الأول في حفظ سورة البقرة .
ما شاء الله . لا قوة إلا بالله .
و أخذت الكتاب المقرر على الصف السادس الابتدائي , فوجدت فيه صورة معبرة جدا , فيها رجل ملتحي و يرتدي ملابس شيوخ الأزهر , و على وجهه تكشيرة شديدة وملامح القسوة و الصرامة , و يرفع عصا غليظة و هو واقف , و أمامه أطفال جالسين على الأرض مرعوبين , ويرفعون أيديهم ليتقوا شر الشيخ الأزهري ذو اللحية الكبيرة .
و كتب تحت الصورة : الأطفال مرعوبين من الشيخ القاسي و عصاه الغليظة .
و وجدت أن من رسم الصورة مسلم , و كذلك المؤلف و المراجعين و المشرفين!!!
و على الكتاب تصريح من الأزهر بأنه لا يخالف الدين و العقيدة … الخ.
ألا ترون معي أن كل هؤلاء سيكونون مسؤولين في يوم القيامة عما يسببوه للأطفال من كراهية للشيوخ و القراّن ؟ و دفعوهم إلى حب التمرد على الآباء و الدين و المعلم و المجتمع , بزعم أن التمرد هو الطريق إلى النجاح في العمل و الوصول إلى المناصب العليا ؟
إن هذا التمرد هو من صفات المعذبين في جهنم في الآخرة .
نعود إلى بقية القصة :
وجدت أن ابنتي قد توترت أعصابها و أصبحت حساسة جدا تجاه كل ما يختص بالدين و الطاعة في البيت و المدرسة , و أصبحت تحب العصيان و تحرض أختها التوأم على التشبه بها , ونحن لا نؤاخذها إلا نادرا , نظرا لكثرة تناولها للأدوية , حتى أصبحت لا تستغنى عن البخاخة الخاصة بتوسيع الشعب الرئوية .
و أصبحت تعض ابنتي الصغرى التي تصغرها بخمسة أعوام , بالرغم من شدة تعلقهما ببعضهما في اللعب؟
و هذا الموقف ذكرني بنكتة كنا نقولها في الشمامسة , إذ كنا نحفظ ( تسبيحه ) باللغة القبطية , تمدح مريم العذراء , و تشبهها بشجرة ( موسى ) عليه السلام , واسمها بالقبطية ( بي فاتوس ) , ومن صعوبتها سماها الشمامسة ( العضاضة ) و ألفوا لها نشيدا يقول باللهجة الصعيدية :
بي فاتوس العضاضة – عضتني و أنا في الطاجة – و جابت لي بصلة حراجة – و جالت لي كل – جلت لها لع لع لع ما اّكلشي .
و قابلت صديقي, الدكتور/ خالد – أبو جهاد – و أخذت أحكي له , فضحك و قال لي :
ألا تتذكر حين صوروا مسلسل تليفزيوني و فيلم لقصة حياة( طه حسين ) عن قصته ( الأيام ),
وصوروا مجموعة من شيوخ الأزهر , من أصحاب اللحية الكبيرة, بنفس الصورة المرسومة في قصة ( علي مبارك ) , وهم يحيطون بالشاب الأعمى , و يصرخون فيه بنفس القسوة و الفظاظة و الغلظة , يقولون له
( انطق يا أعمى ). وهو يقول في نفسه ( أنتم العميان ) , بصورة تجعل المسلم يكره كل شيوخ الإسلام و كل أصحاب اللحية . فما بالك بالكفار ؟
إنها الحرب على الإسلام , المستمرة منذ زمن بعيد , وكان من دعاتها ( طه حسين ) , وهي تتجه الآن إلى تنشئة الصغار على كراهية كل ما ينتمي إلى الإسلام , وحتى القران , في صورة القصة و التمثيلية و الفيلم , فهي أقوى تأثيرا من منابر المساجد , إلا من رحم ربي . فهل يصمد أبناؤنا - بعد ذلك - أمام المنصرين ؟
و أمسكت بقصة ( علي مبارك ) أتصفحها لأعرف كمية السموم التي وضعوها للأجيال القادمة , والتي سوف تحتل المناصب القيادية في الأسرة المسلمة بعد حوالي عشر سنوات , و تحتل مناصب المسؤولية في الدولة بعد ذلك بقليل , لأن القصة مقررة منذ عدة أعوام , ولم أشعر بها إلا بعد ما دخلت بيتي, و دمرت عقل ابنتي إسلاميا و أدبيا و معنويا و…و…
و إنا لله و انا إليه راجعون . اللهم أجرنا في مصيبتنا هذه – نحن وكل المسلمين – واخلف لنا خيرا منها .
عنوان الكتاب :
********* علي مبارك
رائد النهضة الحديثة
****************
انه تحفيذ للطفل لكي يتمثل به ليكون من الرواد .
= صورة المجتمع المسلم كله ( في زمن حكم محمد علي = مؤسس نهضة دولة مصر الحديثة) بما فيه الحاكم , على أنهم قساة و نصابين واستغلاليين و مخادعين … الخ .
= علي مبارك يخضع لقسوة الشيخ و يهرب من العقاب بحفظ القران , فإذا ترك الكتاب , وتمرد على حضوره , نسي القران كله تماما ,وابتدأ يسلك طريق النجاح .
= الأب – الشيخ و الأمام – ينشغل تماما عن أبنائه, بلا شيء ؟, و يرسل ابنه على مبارك في كل مكان ليتخلص من مسؤليته , ولا شخصية له على الإطلاق .!!!
= أسرة الأب , كبيرة العدد , قليلة التعليم , و مع ذلك فهم أئمة المساجد و قضاة الإسلام , ولا يتولى أحدهم تعليم الجوهرة المصونه ( على مبارك ) , و كل همهم أن يجتمعوا كلما أخطأ الطفل المبارك ليصدروا عليه أحكاما قاسية جدا . و المصور يرسمهم بوجوه قاسية غليظة تنطق بالشر في وجه الطفل المبارك الصغير.
= و صورة الطفل وهو ينتهر ناظر المدرسة الذي يقفز مرعوبا من الطفل المتمرد – صورة معبرة جدا , وفيها تعليم وتربية للنشء الصغير , تعلمه كيف يتعامل مع المعلم و الناظر في المدرسة .
= = والكتاب الخارجي أيضا يضيف رسومات أشد تعبيرا عن مواقف ظلم علي مبارك , و مواقف تمرده على الكبار و انتصاره .
= لم ينجح علي مبارك إلا بالتعليم الخارجي الأوروبي الفرنسي ( مثل معاول هدم الإسلام والعروبة, أمثال طه حسين و جمال الدين الأفغاني و الشيخ محمد عبده , ووزراء الجنسيتين ,ووزراء الخصخصة )
و أتساءل :
****** هل للقصة مغزى سياسي ؟
هل لها علاقة بالسياسة ؟
مطلوب من المشاركين في المنتدى :
********************** تقديم الاقتراحات لحماية أبناءنا و بناتنا من هذا التلوث .
فهو بداية التنصير .
سبحانك اللهم و بحمدك . لا اله إلا أنت .نستغفرك و نتوب إليك .
وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد و على اّله و صحابته أجمعين .
و الحمد لله رب العالمين[/size]