الأسد النائم للأديب : محمود بخيت حسين

الأسد النائم للأديب : محمود بخيت حسين

الأسد النائم

بقلم الأديب المصري : محمود بخيت حسين

بسم الله الرحمن الرحيم

الأسد النائم

عجبت لأسدٍ ينام بين الأشجار تطوقه الفئران

إذ رأيتُ فأراً يهزأ بشاربه دون حياءٍ أو إستئذان

وقلتُ ما لهذا الأسد أنائمٌ هو أم أن الروح فارق الجثمان

وذات يومٍ رأيتُُ فأراً يرقص على جسده دون خوفٍ أو حسبان

يتوعد ويهدد ويقول لأجعلن من خوفك مرتعاً ومن صمتك عنوان

ضحكت ثم قلتُُ ملك الغابة يسجن وحقير هو السجان

ماذا كان مسعاك أيها الأسد حتى تصير هكذا مسلوب الفكر والعنان

من أبقاك أيها الأسد فى المذلة كسلان

قم وانهض والله لأخاف أن لن يكن فيك من أسدٍ غير الأبدان

والله وكآنها أمارات الساعة من يوقظ هذا الغفلان ؟

فرد هاتفٌ لا تجهد نفسك إنه ميتٌ بطئاً منذ زمان

_إن كان ميتاً لأحسسنا جيفته بل هو نائمٌ مغمط العينان

_ انظر إلى قلبه سكت إلى قدميه شُلت أليس هذا للموت إعلان

_ والله هو نائمٌ وسوف يستيقظ يوماً ويهز زائيره كل مكان

ونظرتُ هنالك فرأيتُ هراًعليلاً تهزأ أيضاً به الفئران

فتحرى لها صغيرها وقال لأحضرن لكِ الدواء فتحلي بالصبر والإيمان

لأحتطبن وأبتاعن ولأحضرنه لك أياً كان

فذهب واحتطب وجاء يبيع ما رزق فأتاه أحد الفئران

فسلبه ما احتطب وركله دون حياءٍ أو إستئذان

فقال الصغير ما جدوى الحياه وأمثال هذا يرتعون فى كل مكان

لأزهقن روحي بنفسي قبل أن يزهقها فأرٌ ملعونٌ فأنا حرٌ وموتي برهان

فجاءت الأنباء مهرولةً إلى الأم العليلة لتوقد فيها ثورة البركان

فنهضت من فراشها ونسيت مرضها تثأر لصغيرها محطمةً كل الجدران

ففر الفأر المذعور هارباً يحمل من ما سلب أطناناً وأطنان

وقالت الأم : والله لن أدع فاسداً يرتع ما حييت فى تلك البلدان

فرأى الأسد ما حدث فقام من نومه وهو فى أشد العنفوان

وما هذا الذي أرى ؟ تغوص الفئران فى الأرض تختبأ فى ثوان

من الذى أيقظك أيها الأسد هول ما رأيت أم أن القدور باءت بالغليان

محمود بخيت حسين

أحد أبناء مصر ( 25 يناير /2011 )