التخطيط الاقليمي والتنمية الشاملة للبلاد
المهندس نصير عبد الرزاق حسج البصري
يمثل التخطيط الاقليمي احد الاساليب التخطيطية التي تهدف لخلق توازن بين الاقاليم (الاقليم هنا هو المكان اوالحيزويتمثل بالمحافظات الموجودة بالعراق حيث ان كل محافظة تمثل اقليم) وبالتالي الهدف الاساسي هو التقليل من الفجوات الموجودة بين كثير من الوحدات المكانية اضافة الى زيادة مستوى الاستقرار السياسي في الدولة ويتطلب ذلك اتخاذ مجموعة من القرارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ترتكز على دراسة الموارد الطبيعية والبشرية وعلاقتها ضمن النظام الاقليمي وذلك لمعرفة معوقات وامكانيات الموارد المتاحة وايجاد افضل السبل لإستثمارها خلال فترة زمنية محدودة تحقيقا لأهداف معينة تقود الى النهوض بألاقليم (المحافظة او مجموعة محافظات).ان اعتماد ذلك الاسلوب من الاساليب العلمية الا وهو التخطيط الاقليمي يعني الحصول على الكثير من الانجازات المهمة والتي نتطلع كثيرا للحصول عليها في جميع مناطق العراق من خلال تحسين الانتاج لمختلف القطاعات اضافة الى رفع مستوى الخدمات من حيث الكم والنوع وبالتالي رفع المستوى المعيشي للسكان وكذلك ايجاد نوع من التوازن كما ذكرنا بين مستويات التقدم الاقتصادي والاجتماعية بين اقاليم وجهات الدولة المختلفة وخاصة بين المناطق الحضرية والريفية وبين القطاعات الزراعية والاقاليم الصناعية بكل مستوياتها وبمعنى اخر بين النطاقات المتخلفة والمتطورة وتوزيع المشاريع المختلفة على اقاليم الدولة المتعدده او القطاعات الانتاجية المختلفة بما ينسجم وظروف كل اقليم او قطاع وامكاناتة وحاجاته وكذلك يعمل التخطيط الاقليمي الى هدف سامي وهو العمل على سن التشريعات والانظمة المساعدة على تحقيق التنمية بجميع انواعها الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية والبيئية والصحية وغيره . كما يتضمن التخطيط الاقليمي ايضا تخطيط استعمالات الارض وكذلك البنى التحتية والارتكازية ونمو المستقرات البشرية عبر مساحة اكبر من مساحة المدينة او القرية .ان هذا الاسلوب هو الحل الامثل لجميع المشاكل التي تعاني منها مدننا اليوم حيث ان التحول الذي حصل في العراق عام 2003 والتغيرات الجذرية في القوانين والاساليب المختلفة ونها التغير من الحكم المركزي الشمولي الى بوادر اللامركزية التخطيطية وهي احدى السبل التي تعطي دورا فاعلا الى التخطيط الاقليمي وامكانية تطبيقة في العراق بهدف وضع حلول لمشاكل عالقة الى غاية اليوم بعد اكثر من ست اعوام على التغيير في 2003 ومن تلك المشاكل والتي باتت معرفة ومتداولة في افواه الناس يوميا الا وهي مشكلة السكن والاسكان والهجرة الداخلية والخارجية وعدم استغلال الموارد بصورة علمية تضمن عدم الاهدار فيها وكذلك المشاكل التي تتعلق بحاجات الناس الحقيقية مثل مشكلة التلوث البيئي وحاجة الناس للعيش في بيئة سعيده وهنية وآمنة اضافة الى المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبطالة وغيره.ان التخطيط الاقليمي هو جسر تنتقل من خلاله طموحات وتوجهات الخطه التموية الشاملة للبلاد وهو حلقة وصل بين التخطيط المحلي والتخطيط الستراتيجي الشامل وبالتالي اشراك المجتمع في اتخاذ القرار ومعالجة المشاكل الذي يعاني منها ذلك المجمع وصياغة التشريع المناسب لتحقيق التنمية الشاملة وبالتالي تحقيق الهدف الاساسي للتخطيط وهو خلق بيئة سعيدة وهنية وامنة للمجتمع.
Naseer_albasri@yahoo.com