الجنود المجهولون
[FONT=Tahoma][SIZE=5][/size][/font][CENTER][FONT=Tahoma][SIZE=5][B][COLOR=#008000]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/b][/size][/font][/center]
إن الدعوات تنتشر على أكف أناس يتصفون بالإخلاص والتضحية وتشترك في ذلك الدعوات الباطلة ودعوات الحق… ومن أعلى أمثلة الإخلاص والتضحية هي التي يقوم بها الجنود المجهولون
لو سألتك سؤال… أذكر لي أسماء الصحابة الذين تعرفهم ؟ فكم سيصل العدد ؟ 100 أو 200 أو اكثر من ذلك… حسنا… تذكر معي… كم صحابيا كان مع الرسول الكريم في غزوة حنين… لقد كان عددهم 10 آلاف إذا لماذا لا نعرف أسمائهم؟ لماذا لم تصلنا أخبارهم؟ الإجابة ببساطة… لأنهم كانوا جنودا مجهولين… لقد انتشر الإسلام انتشارا واسعا في وقت قصير… وذلك لكثرة المخلصين المضحين
لقد أردت أن أخص هذه المساهمة بالجنود المجهولين الذين يخلصون في أعمالهم ابتغاء رضى الله ويضحون بكل شي لنيل جنته
كثيرا ما سمعنا أمثلة عظيمة في الإخلاص والتضحية… منها قصة صاحب النقب
وهي باختصار
حاصر المسلمون حصنا في إحدى غزواتهم إلا أن هذا الحصن لم يفتح… فقام قائد جيش المسلمين مناديا… من منكم سيدخل النقب (وهي فتحة إلقاء الفضلات والقاذورات إلى الخارج) فإن كتبت له الشهادة فاز بالجنة وإن كتبت له النجاة ذهب لباب الحصن فيفتحه ويكبر فيدخل جند الإسلام منتصرين بإذن الله
فخرج رجل ملثم وقال أنا من سيدخل النقب
تقدم الرجل من الحصن ودخل النقب وسمع المسلمون صوت التكبير ورأوا الباب يفتح فدخلوا وافتحوا الحصن
يقف قائد المسلمين وينادي صاحب النقب ليخرج له… إلا أنه لم يخرج أحد… فيقف في اليوم التالي وينادي… ولكن أحدا لم يخرج… فيقف في اليوم التالي ويقسم على صاحب النقب بأن يأتيه في أي وقت يشاء من ليل أو نهار
وبينما القائد جالسا في خيمته إذ يدخل عليه رجل ملثم… فيقول القائد: هل أنت صاحب النقب… فيرد الرجل: أنا رسول منه وهو يشترط ثلاثة شروط حتى تراه… فقال القائد: ما هي… فقال الرجل: أن لا تكافؤه على فعله، وأن لا تميزه عن غيره من الجند، وأن لا ترفع اسمه للخليفة… فقال القائد: له ما طلب… فأماط الرجل اللثام وقال أنا صاحب النقب
فكان القائد يدعوا بعدها: ربي احشرني مع صاحب النقب
هذا مثال واحد من أمثلة التضحية والإخلاص… سواء في الجهاد أو في الدعوة… أو في إنكار المنكر وإظهار الحق… أو في غيرها من المجالات
فهل نحن من الجنود المجهولين؟
أسأل الله ذلك
اللهم إنا نسألك الإخلاص في السر والعلن