الطرق السريعة

في بداية القرن العشرين كانت معظم شوارع الولايات المتحدة الامريكية مصنوعة من الحجارة القرميدية الوسخة فقد كانت مصممة للاحصنة و العربات و المشاة .

لقد كان الاهتمام بها ضعيفا و كان من الصعب تسويق السيارات. مع زيادة انتاج السيارات قامت السلطات في عام 1921 بتعبيد 387 الف ميل من الطرق . العديد من هذه التطبيقات تم تصميمها طبقا للمواصفات التي وضعها مهندسا القرن التاسع عشر الاسكتلنديان توماس تلفورد و جون ماك ادام و اللذان ركزا على اهمية الصرف الصحي .

لكن بعد ذلك لم يكن هناك مقاييس وطنية للحجم و الوزن و الصرف.

خلال الحرب العالمية الاولى كان قد تم تدميركل الطرق في كافة أرجاء امريكا بسبب الوزن الزائد للشاحنات .

و عندما عاد الجنرال ايزنهاور من المانيا في عام 1919 بعد خدمته في القسم القاري للجيش الامريكي قال:“الموكب القديم جعلني أفكر في استخدام الطرق ذات المسارين و لكن المانيا جعلتني أرى حكمة استخدام الطرق الواسعة السريعة”.

استمر هذا الحال الى ان اندلعت الحرب العالمية الثانية عندما قامت الحكومة الحكومة الفدرالية بالعمل على تفعيل نظام طرق وطني جديد.

خلال الحرب كان من الضروري زيادة عدد الشاحنات و الطرق . لقد أظهرت الحرب كم كانت الطرق ضعيفة في عملية في عملية المجهود الحربي لان 13 % من معامل الدفاع حصلت على احتياجاتها عن طريق الشاحنات و باقي المصانع قامت بشحن اكثر من نصف احتياجاتها بواسطة المركبات.

أظهرت الحرب أن السيطرة المحلية على الطرق السريعة قادت الى ترتيب محير من معايير التصميم .

حتى الطرق السريعة الفدرالية و المحلية لم تتبع المعايير الاساسية .

بعض الولايات سمحت للشاحنات بأن تحمل 36 ألف باوند بينما التزمت الولايات الاخرى بحاجز ال7 الاف باوند.

أظهرت دراسة حكومية بأن نظام الطرق الوطنية بحاجة الى 33920 ميل و قام الكونجرس بتفعيل برنامج العمل الطوعي الفدرالي في عام 1944 و الذي طالب بتفعيل معايير تصميمية صارمة و مسيطر عليها مركزيا .

ان نظام الطرق السريعة انطلق أخيرا في عام 1956 و أصبح واحد من أعظم مشاريع العمل الهندسي العامة في القرن العشرين لبناء شبكة طرق سريعة يصل طولها الى اكثر من 44 الف ميل اضفة الى الجسور و الانفاق و مئات من التصاميم الهندسية الفريدة و الحلول التي بات من اللازم تطبيقها.

كان من الضروري أخذ الميزات الجغرافية ضمن الحسبان ( الجبال , المنحدرات , الاهوار , الأنهار , الصحاري , السهول).

و قد ضمت القائمة انحدار الأرض و امكانية استخدام الرصف للمساعدة في تحمل الاوزان , كثافة استخدام الطرق و طبيعة التربة التحتية لكن المشكلة الكبرى كانت في المناطق المأهولة.

التصميمات الابداعية للطرق و الطرق و الانفاق و الجسور و الاختصارات و التحويلات نسجت طرق امريكا كما أنها غيرت شكلها الى الابد.

كما تم مواجهة العديد من التحديات الطبيعية خلال عملية انشاء الخرسانات المقسمة و المدى الطويل و الجسور المزودة بخطوط الكايبل مثل هول بوغز في لويزيانا و طريق سن شاين في فلوريدا , و الانفاق المميزة في مثل ام تي بايكر في واشنطن و فورت ماكهنري في ميريلاند .
اليوم , ان نظام الطرق السريعة يصل بين كل المدن الكبرى في الولايات المتحدة الامريكية , كما يصلها بالمكسيك وكندا.

أن الطرق, اخذة السلامة بعين الاعتبار, تمتلك مجموعة من الطرق و الدعامات و منخفضات متوسطة و حواجز و مداخل طويلة و مخارج واسعة علاوة على اقواس صممت للانعطافات و المداخل المحدودة.

أن نسب وقوع حوادث مميتة تقدرب 0.86 ضمن كل 100 مليون يقوم بها المسافر في الطرق السريعة أو نصف السريعة في كافة أرجاء الولايات المتحدة الامريكية مقارنة مع 1.99 في كل 100 مليون في الطرق الاخرى .

بافتتاح طرق امريكا الشمالية القارية اصبح بامكان المستهلك الحصول على البضائع و الخدمات و أصبح من الممكن ايصالها الى المناطق الريفية في البلاد وقد ساهم ذلك في اتساع الضواحي و زود الناس بفرص اكبر للعمل و الحصول على البرامج الثقافية و العناية الصحية و الكثير من المنافع الاخرى بشكل أفضل.

و فوق كل هذا فان نظام الطرق السريعة أصبح عاملا مهما في تأمين الحرية الشخصية في الانتقال .

75% من عمليات ايصال الشحن الان في امريكا يصل عبر الشاحنات و معظم المنتجات التي تصل عن طريق سكك القطار والنقل الجوي تستخدم الطرق السريعة في المرحلة الاخيرة للشحن عبر الشاحنات الكبيرة.

لم يؤثر نظام الطرق السريعة في الاقتصاد الامريكي بزيادة طرق الشحن فحسب بل ياهم في انشاء مراكز الربح المفاجئ مثل محطات الخدمات , الموتيلات , المطاعم , و مراكز التسويق . لقد سمح بانتقال مصانع المواد النباتية و المصانع الاخرى من المناطق المدنية الى المناطق الريفية .

في نهاية القرن العشرين , أصبح هناك شبكة ضخمة من الطرق المعبدة و الطرق السكنية و السريعة المبنية لاستخدامات الشاحنات الكبيرة .

تم وضع اسم ايزنهاور على شبكة الطرق السريعة تقديرا لرؤيته و قيادته .

في السنة التي بدأ فيها انشاء هذا النظام قال ايزنهاور " معا , فان القوة المتحدة لانظمة اتصالنا و مواصلاتنا اصبحت عنصرا أساسيا في الاسم الذي نحمله في قلوبنا - الولايات المتحدة . و بدون هذه القوة سنكون مجرد اتحاد مؤلف من أجزاء منفصلة عن بعضها البعض "