الغواصة التي ستأخذنا لعالم لم تره عين بشر من قبل

//youtu.be/_Sk_XEHfqwk

فيرجين أوشانيك
الغواصة التي ستأخذنا لعالم لم تره عين بشر من قبل!!

صحيح أننا سرنا على سطح القمر واستكشفنا أعماق الفضاء السحيقة، لكن هل تعلموا أن الإنسان لم يستكشف سوى 3% فقط من أعماق المحيطات التي تشكل 70% من الكوكب الذي نعيش عليه؟!!

لهذا الغرض كشف الملياردير ريتشارد برانسون عن مشروع غواصة تحمل اسم Virgin Oceanic ستذهب لاستكشاف آخر القلاع الحصينة التي لم ترها عين بشر من قبل في أعماق المحيطات:

تم تصميم الغواصة بالتعاون مع المستكشف كريس ويلش ومصمم الغواصات جراهام هاوكيز، وستشارك جوجل في هذا المشروع للاستفادة من تكنولوجيا الخرائط لديها، ولتقوم جوجل كذلك بتوثيق ومشاركة رحلات Virgin Oceanic مع العالم من خلال صور وفيديوهات لهذه الرحلات الاستكشافية الغير مسبوقة!!

سيتم تصنيع Virgin Oceanic من 3.6 طن من ألياف الكربون والتيتانيوم لتتحمل ضغطاً يقارب 1,100 كيلوجرام على السنتيمتر المربع، وتخيلوا أن القبة الصغيرة التي ترونها في مقدمة الغواصة ستكون تحت ضغط يساوي 5.8 مليون كيلوجرام!!
لذا حرص المصممون على أقصى درجات الأمان في هذه الغواصة لأن أصغر تسرب من المياه على هذا العمق سيكون قادراً على شق الفولاذ إلى نصفين (فما بالكم بالشخص الموجود داخل الغواصة!!).

استفاد مصممو الغواصة من طريقة حركة الدلافين والحيتان فتم تزويد Virgin Oceanic بأجنحة لتستطيع “الطيران” في أعماق البحار بمرونة وسرعة!

وستساعد Virgin Oceanic الإنسان في اكتشاف وفهم عالم البحار الغامض، لنستطيع دراسة نظامنا البيئي والتحديات التي تواجه المحيطات، وستأخذنا Virgin Oceanic لأول مرة إلى أعمق 5 نقاط في 5 محيطات وهي:

[B]- أخدود مارينا[FONT=&quot] الذي يبلغ عمقه 11 كيلومتر ويقع في المحيط الهادي.

  • [/font]أخدود بورتو ريكو[FONT=&quot] الذي يبلغ عمقه 8.6 كيلومتر ويقع في المحيط الأطلسي.

  • [/font]أخدود ديامَنتينا[FONT=&quot] الذي يبلغ عمقه 8 كيلومتر ويقع في المحيط الهندي.

  • [/font]أخدود ساندويتش[FONT=&quot] الجنوبي الذي يبلغ عمقه 7.2 كيلومتر ويقع في المحيط الجنوبي.

  • [/font]نقطة مولوي العميقة التي يبلغ عمقها 5.6 كيلومتر وتقع في المحيط المتجمد الشمالي.[/b]

    وستقوم بهذه الرحلات الخمس على مدار عامين ستحطم فيهما 30 رقم قياسي وستفتح عيوننا على أماكن لم نرها عين من قبل!

    هذا ويظن الكثير من العلماء أن من المستحيل الوصول لهذه الأعماق لأسباب عديدة منها الضغط الهائل الذي يوجد تحت كل هذه الكمية من المياه (تخيلوا كمية المياه التي ستوجد فوق الغواصة وهي على هذه الأعماق)، فضلاً عن الرواسب البيولوجية التي تجمعت عبر ملايين السنين في هذه الأخاديد. لكن برانسون ألقى بهذه الظنون عرض الحائط وسيمضي في مشروعه لتكون التجربة خير برهان!!

    يقول ريتشارد برانسون: كيف سيكون شعورك إذا أخبرتك عن كوكب تعيش على سطحه “كائنات ذكية”، وفي القرن الواحد والعشرين من حضارتهم لم يستكشفوا سوى 0% من أعمق نقاط كوكبهم ولم يضعوا خرائط سوى لـ3% من المحيطات، في الوقت الذي تشكل فيه هذه المحيطات 70% من مساحة الكوكب الذي يعيشون عليه!!!
    ثم ماذا إذا أخبرتك أيضاً أن هذه الكائنات الذكية التي تعيش على السطح لا تعرف سوى 10% فقط من الكائنات الحية التي تعيش معها على نفس الكوكب!!
    لن تصدق ما أقول وستظن أنني غفوت للنوم وأنا أشاهد أحد أفلام الخيال العلمي، قبل أن تكتشف أن هذا الكوكب هو كوكب الأرض وأن هذه الكائنات الذكية هي نحن!!

    سيتم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع عدة مؤسسات علمية كبرى لجمع البيانات وتوثيق الكائنات التي سيتم اكتشافها للمرة الأولى في تاريخ البشرية. وهذا الفيديو يوضح فكرة المشروع:

    ستقوم Virgin Oceanic بالذهاب في رحلتها الأولى إلى أخدود ماريانا أواخر هذا العام وستقوم برحلاتها الأربعة الباقية خلال العامين التاليين.

    تُرى ماذا ستكشف لنا هذه الغواصة وما شكل هذا العالم الذي لم تره عين ولم يخطر على قلب بشر من قبل؟!
    أي كائنات حية يمكن أن تعيش في هكذا أعماق؟!!
    وما شكلها وكيف تتغذى ومن أين تستمد قدرتها على الحياة؟!!
    أسئلة كثيرة ستجيبنا عنها
    Virgin Oceanic في رحلة لا تقل أهمية في ظني عن رحلة هبوط الإنسان على القمر!!

    ولتتخيلوا مدى غرابة ما يمكن أن نكتشفه راجعوا موضوعنا السابق “عجائب الأعماق: صور مدهشة لكائنات الأعماق” وموضوع “نظرة قريبة على وحوش الأعماق” لتدركوا أي عالم مدهش يمكن أن ينتظرنا في الأسفل!!

    ولمزيد من المعلومات عن هذه الغواصة يمكنكم زيارة موقعها: virginoceanic.com

    وختاماً أود الإشارة إلى أن الملياردير ريتشارد برانسون صاحب هذا المشروع هو مؤسس سلسلة محلات Virgin الشهيرة:

    وهو ملياردير بريطاني يحتل المرتبة رقم 245 في قائمة مجلة فوربس لأثرياء العالم بثروة تبلغ حوالي 4 مليار دولار أمريكي، وهو أيضاً صاحب مشروع فيرجين جالاكتيك الذي تحدثنا عنه من قبل في موضوع: “أول سفينة فضاء تجارية في العالم“. والمثير في قصة برانسون هو أنه كان طالباً فاشلاً يتهمه مدرسوه بمستوى ذكاء منخفض وكان يعاني من عسر القراءة لذا كان يجد صعوبة كبيرة في فهم دروسه!!

    لكنه وجد طريقه للثراء الفاحش عندما كان عمره 16 عاماً بعد أن أسس مجلة للطلبة وجدت نجاحاً كبيراً ما دفعه لترك دراسته من أجلها، ثم أسس متجر فيرجين لبيع التسجيلات الموسيقية وفيه أضاف بعض الخدمات الغير مسبوقة مثل قدرة المشتري على سماع الشريط قبل شرائه من خلال أجهزة تسجيل في المتجر!!

    فكرة بسيطة جداً لكنها أدت لنجاح متجر فيرجين فافتتح له فروع أخرى كثيرة، ثم قام بتأسيس شركة طيران قدم فيها أيضاً خدمات غير مسبوقة، فحققت نجاحاً مماثلاً وظل برانسون ينتشر في مجالات مختلفة حتى أصبحت مجموعة شركات فيرجين اليوم تضم أكثر من 300 شركة مختلفة يعمل فيها أكثر من 50,000 شخص حول العالم!!

    تخيلوا كيف تحول طالب فاشل عامله مدرسوه وزملاؤه على أنه منخفض الذكاء إلى واحد من أثرى أثرياء العالم لدرجة أنه يمتلك جزراً كاملة باسمه؟!!