أما كون الشخصية موضوع بحثنا عاملة وبما أننا نتكلم عنها كونها “مهندسة –كما بينا من قبل- عاملة” فإننا يجب علينا أن نتعرف أكثر على مجالات العمل الهندسي والتي ستخوض إحداها شخصيتنا محل الدراسة.
بداية لابد أن نميز بين مجال العمل الهندسي وبين التخصص الهندسي، فمجال العمل الواحد يكون موجوداً في كل التخصصات ولكن قد تختلف طبيعته من تخصص لتخصص آخر كما سنبين فيما يلي إن شاء الله تعالى.
التخطيط والمتابعة والإدارة
وهذه المجالات تختلف طبيعة متطلباتها بين تخصص وآخر اختلافاً يتراوح بين الطفيف والكثيف، فمثلاً صيانة البرامج الهندسية تختلف عن صيانة المعدات الطبية، وكذلك التنفيذ في الأعمال المعمارية يختلف عن التنفيذ في الإلكترونيات وهكذا ولكن الهدف واحد على أية حال، وأهل مكة أدرى بشعابها.
التدريس: وهو مهنة المهندسين العالمين في الكليات والمعاهد الفنية من خلال تدريس الهندسة وعلومها للطلبة في الكلية أو المعهد، وطبيعة العمل تكون مستقرة وروتينية إلى حد كبير. المجهود العضلي المطلوب قليل جداً. ولكنها تحتاج إلى مهارة في التعامل مع الآخرين ولا سيما المراهقين. وتحتاج مهارة في الخطابة ومواجهة الجمهور والقدرة على السيطرة على التجمعات وفي ظل الوضع الراهن في مصر ستتعامل مع الجنسين الشباب والفتيات. أقل درجة وظيفية معيدة وأعلى درجة وظيفية رئيسة جامعة أو عميدة كلية وهو ما سيتطلب مسؤوليات ضخمة جداً وأمانة كبيرة جداً تحدد مصير جيل كامل من المهندسين خلال فترة توليها المنصب.
البحث العلمي: وهو العمل في الأبحاث العلمية سواءً عن طريق المعاهد أو المؤسسات البحثية أو بالموازاة للعمل السابق وهو التدريس والذي يكون شريطة البقاء فيه تقديم أبحاث بصفة شبه مستمرة. طبيعة هذا العمل في الحقيقة لست على دراية كبيرة فيها ولكن لعل أختنا منار تعرفنا أكثر بمتطلباتها فهي أدرى بها مني و"لا يفتى ومالك في المدينة".
[RIGHT][FONT="]البحث والتطوير: وهي إدارة تتواجد بصفة شبه متكررة في مصانع الإنتاج الكمي، وهي إدارة تهتم بما قد نسميه “الهندسة القيمية” ومحاولة المحافظة على أن يكون منتج الشركة في تطور مستمر ويحقق أعلى جودة ممكنة بأقل تكلفة ممكنة عن طريق البحث عن بدائل أو تحسين ما هو متاح. وهذه الإدارة تتطلب من ممارسيها أن يكونوا على دراية جدية بالعلوم الهندسية وبالاختبارات الهندسية وأن يتمتعوا ببعض السمات الشخصية منها الصبر وسرعة البديهة ووسع الفكر وقبول العمل في فريق والقدرة عن التعبير عن الرأي بقوة والقدرة على الدخول في مناقشات والقدرة على تقديم العروض ومواجهة الآخرين ولا سيما المديرين. أن يكونوا على دراية كبيرة بالعملية الإنتاحية الموجودة داخل المؤسسة العالمين بها بجانب الخلفية العلمية وراء هذه العملية. أن يكونوا باستمرار على تواصل مع الخارج وكل ما هو حديث أن يكونوا مستعدين للسفر للخارج. المجهود العضلي ليس بالكبير ولكن الذهني والبدني أحياناً قد يكون كبيراً ولكن لفترات ليست بالطويلة. ويجب عليه أن يقبل العمل تحت ضغط وزيادة ساعات العمل اليومي ولكن ليس لفترة طويلة.
[/font][/right]
[RIGHT][FONT="]التصميم: يشبه في متطلباته الهندسية إلى حد كبير متكلبات شخصية البحث والتطوير إلا أنه وحسب طبيعة المؤسسة التي يعمل بها ستختلف طبيعة ما هو يصممه، فمثلاً قد يكون المنتج واحد ولكن بمقاسات غير قياسية ويتطلب منه لتصميم منتجه أن يقوم بعمليات متكررة في شكلها ولكنها مختلفة من منتج لآخر في تفاصيلها، وقد يكون المنتوجات تختلف اختلافاً بيناً وتحتاج لتفكير مختلف عن سابقتها. ولكنه لابد أن يكون قابلاللعمل تحت ضغط لفترة أكبر من قرينة في البحث والتطوير ولكن المجهود العضلي أقل من المطلوب في مهندس البحث والتطوير.
[/font][/right]
التنفيذ أو الإنتاج: وهذا هو المجال الأوسع انتشاراً في مصر ويعمل فيه نسبة لا تقل –في تقديري- عن 75% من مهندسي مصر باستثناء تحصصات الهندسة الطبية والبرمجيات.
وهذا المجال من أكثر المجالات الهندسية طلباً لمهارات التواصل مع الآخرين لأنه ستعامل مع كل طبقات البشر، لكنه أقل هذه المجالات احتياجاً للتدريس وتكفي فيه الخلفية الهندسية البسيطة إذ أنه يعتمد على المهنية أكثر من العلمية، ولذلك تنتشر بين ممارسي هذه المهنة عبارة “أن ما ندرسه شئ والعمل شئ مختلف تماماً” وتختلف طبيعة المؤسسات عن بعضها اختلافاً بيناً بحيث مثلاً قد يصعب على مهندس تنفيذ أو إنتاج أن يغير طبيعة المؤسسة والعلمية الإنتاجية التي عمل فيها على مدار 15 عام مثلاً. على عكس المهنات السابقة والتي يكون ارتباطها بالخفية الهندسية أكبر ومن ثم يمكنه التغيير بين المؤسسات ولا يحتاج ذلك منه إلا بعض المذاكرة والدورات الهندسية.
[RIGHT]أيضاً هذا المجال هو أمثر المجالات اعتماداً على القوى البدنية والتركيز العقلي واتباع التعليمات الفنية والمهنية بدون حيود، مع ذلك فإنها تحتاج لمهارة السرعة في اتخاذ القرارات الحكيمة وأن يكون لدى مزاوليها قدرة على تقدير الوقت والعمل من خلال مخطط زمني. وأصحاب هذا المجال لابد أن يكون لديهم القدرة على التنقل –ولربما العائلي- من مكان لمكان إذا كان العمل خلال مواقع التنفيذ ذاتها وتقل الحاجة للانتقال إذا كان العمل داخل مصنع أو شركة وليس لهم أفرع متفرقة.
اعذروني أنني لم أتسطع إنها هذه النقطة في مشاركة واحدة نظراً لأنها تطلب حكمة في عرضاها ولا سيما أنها مجالات تخصصية وأنا لم أمارسها لكها ويجب علي وضع صورة حقيقية عن هذه المجالات لأننا في متدى هندسي ولا يجوز أن اتلكم عن الهندسة بطريقة السفسطة والسولفة -بالسعودي- ولكني إن شاء الله سأتمها الليلىة فانتظروني
[/right]