المهندس محمود عبد العليم سيف الدين: مبتكر أول حديقة مكيفة في العالم في قطر
في إطار الجهود الرائدة في مجال الابتكار الهندسي المستدام في قطر، تم الكشف عن حديقة أم السنيم كأول حديقة مكيفة في العالم. هذا المشروع الطموح كان من تصميم وتنفيذ المهندس محمود عبد العليم سيف الدين بالتعاون مع هيئة الأشغال العامة، وقد لاقى إشادة واسعة نظراً لابتكاره حلولاً تكنولوجية قادرة على مواجهة تحديات المناخ القاسي في قطر.
فكرة المشروع: تكييف الهواء الخارجي في قطر
بدأت فكرة تكييف الهواء في الأماكن الخارجية في قطر منذ عام 2009، في إطار الجهود المبذولة لتكييف ملاعب كأس العالم 2022. هذه الفكرة الرائدة تطورت لتشمل مشروع شارع كتارا، ثم وصلت إلى إنشاء حديقة أم السنيم كأول حديقة مكيفة في الهواء الطلق. المهندس محمود عبد العليم سيف الدين كان له دور حيوي في تحويل هذه الفكرة إلى واقع ملموس.
حديقة أم السنيم: الابتكار والتفرد
حديقة أم السنيم، التي تمتد على مساحة 130 ألف متر مربع، تميزت بأنها أول مشروع في العالم يوفر مسارات مكيفة للهواء. هذه المسارات، التي تمتد على طول 1150 متر، مخصصة للمشي والجري وركوب الدراجات، ما يجعلها وجهة مثالية للعائلات والأفراد الباحثين عن نشاطات خارجية في أجواء مريحة، حتى في فصل الصيف الحار.
تقنية التكييف وبراءة الاختراع
النظام المستخدم لتكييف الحديقة لم يكن مجرد تقنية تقليدية؛ بل هو ابتكار حقيقي حصل على براءة اختراع. وقد تم تطوير النظام بالتعاون مع المهندس محمود عبد العليم سيف الدين، الذي نجح في إيجاد حلول فعالة لتبريد الهواء في المساحات الخارجية. يعمل النظام على تقليل درجات الحرارة بمقدار 10 درجات مئوية، ما يجعل الحديقة بيئة مناسبة للأنشطة الخارجية على مدار العام، حتى في ظل ارتفاع درجات الحرارة في الصيف.
التأثير البيئي والابتكار المستدام
أحد الأهداف الرئيسية لهذا المشروع كان تحسين جودة الحياة في قطر من خلال تقديم حلول مبتكرة ومستدامة. تعمل حديقة أم السنيم على تقليل الأثر البيئي من خلال استخدام الأعشاب والأشجار لتوفير الظل وتقليل درجة الحرارة في الحديقة. بالإضافة إلى ذلك، تسهم المساحات الخضراء في تقليل الانبعاثات الحرارية، مما يجعل الحديقة بيئة مثالية للمجتمع القطري.
الحدائق المكيفة الأخرى في قطر
لا يقتصر الابتكار على حديقة أم السنيم فقط، بل هناك حدائق أخرى تحت الإنشاء تشمل حديقة الغرافة بمساحة 51 ألف متر مربع وحديقة روضة الخيل (المنتزه) بمساحة 140 ألف متر مربع. كل هذه الحدائق تأتي ضمن خطة شاملة لهيئة الأشغال العامة لتحويل المساحات العامة في قطر إلى بيئات مستدامة ومريحة تلبي احتياجات السكان والزوار.
دور المهندس محمود عبد العليم في المشاريع العامة في قطر
لم يكن دور المهندس محمود عبد العليم سيف الدين مقتصرًا على حديقة أم السنيم فقط. بل كان جزءًا من العديد من المشاريع الأخرى التي تسعى إلى تطوير البنية التحتية المستدامة في قطر. أسهمت جهوده في تعزيز مكانة قطر كدولة رائدة في الابتكار الهندسي، لا سيما في مجال تكييف الهواء الخارجي وتطوير الحلول المستدامة لمواجهة التحديات المناخية.
المراجع:
صحيفة الشرق القطرية - PDF