تناقض تعيش أبدا وتموت غدا

كلمة لا أصل له التالية تعنى أنه لا يجوز للصحابة رواية الحديث بالعنى وقد اتفق على جواز ذلك وهو واقع منهم
فمن السلسلة الضعيفة للألباني
8 - ( لا أصل له )
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا . ( لا أصل له ) وإن اشتهر على الألسنة . وقد روي مرفوعا عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره في تمام حديث أوله : إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولاتبغض إلى نفسك عبادة ربك فإن المنبت لاسفرا قطع ولاظهرا أبقى فأعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبدا واحذر حذر ( إمرئ ) يخشى أن يموت غدا . ( وهذا سند ضعيف ) وبه علتان . لكن يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم : إن هذا الدين يسر ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا … ؛ أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة مرفوعا . وفد روي الحديث بنحوه من طريق أخرى انظر الحديث رقم 874 . أصلحوا دنياكم … ؛


ومن الجامع الصغير وزيادته للسيوطي نورد حديث :
أصلحوا دنياكم و اعملوا لآخرتكم كأنكم تموتون غدا
تخريج السيوطي ( فر ) عن أنس . تحقيق الألباني : ( ضعيف جدا )

ومن مسند الشهاب للقضاعي نورد :
717 - أخبرنا الحسن بن محمد الأنباري ثنا أبو بكر محمد بن المسور ثنا مقدام بن داود ثنا علي بن معبد ثنا عيسى بن واقد الحنفي عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أصلحوا دنياكم واعملوا لآخرتكم كأنكم تموتون غدا

ومن مسند الحارث - زوائد الهيثمي
1093 - حدثنا أبو عبد الرحمن المقرىء ثنا أبو عمرو الصفار عن عبد الله بن العيزار قال لقيت شيخا بالرمل من الأعراب كبيرا فقلت له لقيت أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم فقلت من فقال عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت له فما سمعته يقول قال سمعته يقول : احرز لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا

ومن كنز العمال للهندي نورد:
14033 - عن ابن عباس قال : إن عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب وأمها سلمى بنت عميس كانت بمكة فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلم علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : علام تركت بنت عمنا يتيمة بين ظهور المشركين فلم ينهه النبي صلى الله عليه وسلم عن إخراجها فخرج بها وتكلم زيد بن حارثة وكان وصي حمزة وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بينهما حين آخى بين المهاجرين فقال : أنا أحق بها ابنة أخي فلما سمع ذلك جعفر قال : الخالة والدة وأنا أحق بها لمكان خالتها عندي أسماء بنت عميس فقال علي : ألا أخبركم في ابنة عمي وأنا أخرجتها من بين أظهر المشركين وليس لكم إليها نسب دوني وأنا أحق بها منكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أحكم بينكم أما انت يا زيد فمولى الله ورسوله وأما أنت يا علي فأخي وصاحبي وأما أنت يا جعفر فشبه خلقي وخلقي وأنت يا جعفر أولى تحتك خالتها ولا تنكح المرأة على خالتها ولا على عمتها فقضى بها لجعفر فقام فحجل حول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا يا جعفر ؟ فقال : يا رسول الله كان النجاشي إذا رضى أحدا قام فحجل ( فحجل : الحجل : أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح . النهاية ( 1 / 346 ) ب ) حوله فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم : تزوجها فقال : ابنة أخي من الرضاعة فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمة بن أبي سلمة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : هل حرثت ( حرثت : الحرث كسب المال وجمعه وفي الحديث " احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا " والحرث : الزرع . وقد حرث واحترث مثل زرع وازدرع . انتهى . الصحاح للجوهري ( 1 / 279 ) . ب ) سلمة
( كر ) ورجاله ثقات سوى الواقدي .


وهنا نقول:
1. العمل للدنيا عكس الآخرة مفهوم خاطئ بل هما مترافقين فلا تنسى أمر الآي القرآنية : ولا تنسى نصيبك من الدنيا …
ذكر الآخرة في نفس الحديث الذي لا أصل له ؟؟؟؟؟؟.يجعل العمل في الدنيا وفق الخير لا وفق الشر والخطايا والآثام والسيئات والذنوب بل وفق كل عمارة حلال للدنيا

2.جمع المال من حله غير محرم لكن لينفق ولو على هلكته في حله .

3.خير الجهاد جهاد النفس عن المحرمات وفعل الخيرات من مساعدة محتاج وإعانة ملهوف ودعوة لخير وأمر بمعروف ونهي عن منكر وحمل السيف والنكاح والإنجاب والتربية الفضلى ورعاية الزوج وبر الصديق وصلة الرحم وبر الوالدين وتوحيد الله الأحد وكل هذا في الدنيا للآخرة فلا تقل تعارض بل أنوى سبيل الله في كل عمل يكن للدنيا والآخرة بلا تعارض بينهما فلا تنسى

4.لسنا رهبان ولا زهاد ومن زهد فليس منا بلا كثير تعليق .

5.لاتعلق قلبك بشهوات متاع الغرور مما زين للناس مما ذكر في آل عمران لكن تزوج وأنجب وامتلك وأركب وانحر وازرع بلا حرمة فهي مباحة أصلا بل هجرة لها دنيا أو امرأة
قال تعالى وبلا تعليق : زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ{14} قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ{15}

6.هنالك فارق الدنيا إلى زوال والآخرة لم تبدأ بعد وهي دار خلود

7.أبدأ بنفسك ومن تعول ولا تكلف نفسك كل أحد فلست الرب فما زاد هو الهجرة المنهي عنها للدنيا وأي شهواتها خاصة المرأة .

فلا تكلف نفسك إلا على قدرها عرفت فألزم طريق فعل الخير فأكثر منها بلا رهبنة ولا تراخي
فلا تقم الليل كله وخذ برخصة ربك ولا تصوم الأيام كلها وخذ برخصة ربك ولا تتبتل عن الزواج بل تزوج وخذ نصيبك من كل شهوات الدنيا بالحلال ولا تسأل الناس شئ وأسأل الله حقك تكن أغنى الناس

أخي الحبيب قبل أن ندخل في قراة الموضوع أريد بشئ من التفصيل شرح أول سطر من الوضوع الأصلي مع التنبيه على إلتزام الأسس العلمية ونسبة القول إلى مرجعه إن أمكن ولا تنس أننا في الأصل داخل منتداً هندسياً أي أعلى درجات الموضوعية في الحوار
وجزاكم الله خيراً

كلمة لا أصل له التالية تعنى أنه لا يجوز للصحابة رواية الحديث بالمعنى وقد اتفق على جواز ذلك وهو واقع منهم

هذا هو السطر الأول وصحح الألباني نفسه معناه وذكرت بعده أربعة نصوص أولهم للألباني نفسه عن ابن عمرو بن العاص وثانيهم عن أنس وثالثهم عن أبو هريرة ورابعهم عن ابن عمرو فانتفت صفة لا أصل له

وجاز للصحابة الرواية بالمعنى متى تواتروا على ذلك وهو شئ متفق عليه في أصول الحديث بين علماء الحديث متى تمكن وكل صحابي متمكن من ذلك أصلا وهو علة اختلاف نصوص الروايات على نفس الموضوع مع اختلاف لفظي ظاهري

فمن العلل الصغير للإمام الترمذي مثلا نورد تحت عنوان :

[SIZE=5][FONT=Tahoma]([B]الرواية بالمعنى)

[/b][/font][/size][CENTER]فأما من أقام الإسناد وحفظه وغير اللفظ فإن هذا واسع عند أهل العلم إذا لم يتغير المعنى حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال إذا حدثناكم على المعنى فحسبكم
حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن محمد بن سيرين قال كنت أسمع الحديث من عشرة اللفظ مختلف والمعنى واحد
حدثنا أحمد بن منيع حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن بن عون قال كان إبراهيم النخعي والحسن والشعبي يأتون بالحديث على المعاني
وكان القاسم بن محمد ومحمد بن سيرين ورجاء بن حيوة يعيدون الحديث على حروفه
حدثنا علي بن خشرم أخبرنا حفص بن غياث عن عاصم الأحول قال قلت لأبي عثمان النهدي إنك تحدثنا بالحديث ثم تحدثنا به على غير ما حدثتنا قال عليك بالسماع الأول
حدثنا الجارود حدثنا وكيع عن الربيع بن صبيح عن الحسن قال إذا أصبت المعنى أجزاء
حدثنا علي بن حجر أخبرنا عبد الله بن المبارك عن سيف هو بن سليمان قال سمعت مجاهدا يقول أنقص من الحديث إن شئت ولا تزد فيه
حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث أخبرنا زيد بن حباب عن رجل قال خرج إلينا سفيان الثوري فقال إن قلت لكم أنا أحدثكم كل ما سمعت فلا تصدقوني إنما هو المعنى
أخبرنا الحسن بن حريث قال سمعت وكيعا يقول إن لم يكون المعنى واسعا فقد هلك الناس
قال أبو عيسى وإنما تفاضل أهل العلم بالحفظ والإتقان والتثبت عند السماع مع أنه لم يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم

ومن التقريرات السنية لحسن محمد المشاط نورد :

وأما الحسن لغيره فهو ما في اسناده مستور لم تتحق أهليته غير أنه لم يكن مغفلا ولا كثير الخطأ فيما يرويه ولا متهما بالكذب ولا ينسب إلى مفسق آخر وتقوى بمتابع أو شاهد والمتابع ما روي باللفظ والشاهد ما روي بالمعنى نقصا

مثاله ما رواه الترمذي عن هشيم عن يزيد عن عبد الرحمن عن البراء مرفوعا إنه حقا على المسلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة الحديث
فهشيم ضعيف لتدليسه لكن لما تابعه أبو يحي التيمي كان حسنا
وحكم الحسن أنه يحتج به كالصحيح وإن كان لا يلحق به رتبة

ومن الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي نورد التفصيل التالي :[/center]
[CENTER]باب ذكر الرواية عمن كان لا يرى تغيير اللحن في الحديث)[/center]

أخبرنا الحسن بن على التميمي قال انا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن احمد قال ثنا أبى قال ثنا معمر بن سليمان الرقى أبو عبد الله قال ثنا زياد بن خيثمة عن على بن النعمان بن قراد عن رجل عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خيرت بين الشفاعة أو نصف امتى في الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى أترونها للمتقين لا ولكنها للمتلوثين الخطاؤن قال زياد أم أنها لحن ولكن هكذا حدثنا الذي حدثنا
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو سعيد الأصمعي قال سمعت بن عون يقول أدركت ستة ثلاثة منهم يشددون في الحروف وثلاثة يرخصون في المعاني
وكان أصحاب الحروف القاسم بن محمد ورجاء بن حيوة ومحمد بن سيرين وكان أصحاب المعاني الحسن والشعبي والنخعي أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على على بن الحسين الكراعى حدثكم محمد بن عمر بن بسطام قال ثنا بن قهزاد وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله قال ثنا العلاء هو بن عمرو بن أيوب بن مدرك قال ثنا حفص بن غياث عن أشعث قال كنت احفظ عن الحسن وابن سيرين والشعبي فأما الحسن والشعبي فكانا يأتيان بالمعنى واما بن سيرين فكان يحكى صاحبه حتى يلحن كما يلحن أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري قال انا يحيى بن وصيف الخواص قال ثنا احمد بن على الخزاز قال ثنا يحيى الحماني قال حدثني أبى عن الأعمش عن عمارة بن عمير قال كان أبو معمر يحدث الحديث فيه اللحن فيلحن اقتداء بما سمع أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني قال انا شاكر بن جعفر المعدل قال ثنا عمير بن مرداس قال ثنا محمد بن بكير قال ثنا عثام قال ثنا الأعمش عن عمارة عن أبى معمر قال انى لأسمع الحديث لحنا فألحن اتباعا لما سمعت أخبرنا على بن احمد بن عمر المقرى قال ثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبى هاشم قال ثنا محمد بن على بن إسماعيل التوزي قال قال أبو زيد عمر بن شبة قال لي عفان وأبو الوليد كان يزيد بن أبى عمر إذا حدث عن الحسن اعرب وإذا حدث عن بن سيرين يلحن
أخبرنا أبو بكر البرقاني قرئ على عبد الله بن إبراهيم بن أيوب وانا اسمع حدثكم احمد بن عبد الرحمن بن مرزوق قال ثنا عمرو بن محمد قال ثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية قال كنا نريد نافعا على ان لا يلحن فيأبى الا الذي سمع حدثني محمد بن على بن عبد الله يعنى الصوري قال انا احمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق المعدل قال انا الحسن بن رشيق قال ثنا أبو عبد الرحمن احمد بن شعيب النسائي قال لا يعاب اللحن على المحدثين وقد كان إسماعيل بن أبى خالد يلحن وسفيان ومالك بن أنس وغيرهم من المحدثين أخبرنا الحسن بن أبى بكر قال انا عبد الله بن إسحاق البغوي قال انا على بن عبد العزيز قال ثنا أبو عبيد قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس بن عبيد عن الحسن قال قال رجل لعثمان بن أبى العاص يا أبا عبد الله بنتمونا بونا بعيدا قال وما ذلك قال تصدقون وتفعلون وتفعلون قال وانكم لتغبطونا بكثرتنا هذه قال اى والله فقال عثمان والذي نفسي بيده لدرهم ينفقه أحدكم يخرجه من جهده ويضعه في حقه أفضل في نفسي من عشرة آلاف ينفقها أحدنا غيضا من فيض قال إسماعيل بنتمونا بالكسر وانما هو بنتمونا وأخبرنا احمد بن محمد بن غالب قال قرأت على محمد بن على بن النضر حدثكم على بن عبد الله بن مبشر قال ثنا أبو حاتم الرازي قال ثنا عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران قال سألت احمد بن حنبل عن اللحن في الحديث قال لا بأس به حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال انا احمد بن محمد بن هارون الخلال قال انا عبد الله بن احمد قال كان إذا مر بأبي لحن فاحش غيره وإذا كان لحنا سهلا تركه وقال كذا قال الشيخ قرأت على بشرى بن عبد الله الرومي عن أبى بكر بن مالك القطيعي قال سمعت عبد الله بن احمد بن حنبل يقول ما زال القلم في يد أبى حتى مات ويقول لم ينصرف الشيء في معنى فلا بأس ان يصلح أو كما قال قلت إذا كان اللحن يحيل المعنى فلا بد من تغييره وكثير من الرواة يحرفون الكلام عن وجهه ويزيلون الخطاب عن موضعه وليس يلزم من اخذ عمن هذه سبيله ان يحكى لفظه إذا عرف وجه الصواب بخلافه إذا كان الحديث معروفا ولفظ العرب به ظاهرا معلوما ألا ترى ان المحدث لو قال لا يؤم المسافر المقيم فنصب المسافر ورفع المقيم كان قد أحال المعنى فلا يلزم اتباع لفظه وقد حدثني على بن احمد المؤدب قال ثنا احمد بن إسحاق النهاوندى قال انا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال كنا عند عبد الله بن احمد بن موسى عبدان يوما وهو يحدثنا وأبو العباس بن سريج حاضر فقال عبدان من دعى فلم يجب فقد عصى الله ورسوله ففتح الياء من قوله يجب فقال له بن سريج ان رأيت ان تقول يجب بضم الياء فأبى عبدان ان يقول وعجب من صواب بن سريج كما عجب بن سريج من خطائه
( باب ذكر الحكاية عمن قال يجب أداء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على لفظه ويجوز رواية غيره على المعنى )
أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني قال ثنا صالح بن احمد الحافظ قال ثنا القاسم بن أبى صالح قال سمعت أبا حاتم يعنى الرازي يقول سمعت سعيد بن عفير يقول قال مالك بن أنس كل حديث للنبي صلى الله عليه وسلم يؤدى على لفظه وعلى ما روى وما كان عن غيره فلا بأس إذا أصاب المعنى أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبيد الله بن محمد العكبري قال ثنا حمزة بن القاسم الخطيب قال ثنا عمر بن مدرك قال ثنا عبد العزيز بن يحيى المديني مولى بنى هاشم قال سمعت مالك بن أنس يقول ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعد اللفظ وما كان عن غيره فأصبت المعنى فلا بأس أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل الأنباري قال انا محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري قال ثنا عبيد الله بن الحسن الصابوني قال ثنا مالك بن عبد الله بن سيف التجيبي بمصر قال ثنا عبد الله بن عبد الحكم قال قال أشهب سألت مالكا عن الأحاديث يقدم فيها ويؤخر والمعنى واحد فقال أما ما كان منها من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فانى أكره ذلك واكره ان يزاد فيها وينقص منها وما كان من قول غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أرى بذلك بأسا إذا كان المعنى واحدا أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال انا الحسين بن إدريس قال ثنا بن عمار عن معن قال سألت مالكا عن معنى الحديث فقال أما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأده كما سمعته واما غير ذلك فلا بأس بالمعنى
( باب ذكر الرواية عمن أجاز النقصان من الحديث ولم يجز الزيادة )
أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا عثمان بن احمد قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا محمد بن سعيد يعنى بن الأصبهاني قال ثنا عبد الله بن المبارك عن سيف عن مجاهد قال انقص من الحديث ولا تزد فيه أخبرنا القاضى أبو العلاء محمد بن على الواسطي قال انا محمد بن احمد بن محمد المفيد ح وأخبرنا محمد بن على الحربي قال ثنا على بن عمر الحضرمي قال قال ثنا خالد بن محمد الصفار قال سمعت يحيى بن معين يقول إذا خفت ان تخطىء في الحديث فانقص منه ولا تزد

ومن الحجة لمن ذهب الى هذا المذهب قول النبي صلى الله عليه وسلم نضر الله من سمع مقالتي فلم يزد فيها قالوا وهذا يدل على ان النقصان منها جائز إذ لو لم يكن كذلك لذكره كما ذكر الزيادة أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي بأصبهان قال انا سليمان بن احمد بن أيوب الطبراني قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ومحمد بن الليث الجوهري قالا ثنا سويد بن سعيد قال ثنا الوليد بن محمد الموقري قال ثنا ثور بن يزيد عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع نضر الله من سمع مقالتي فلم يزد فيها فرب حامل كلمة الى من هو اوعى لها منه وقد قال كثير ممن منع نقل الحديث على المعنى ان رواية الحديث على النقصان والحذف لبعض متنه غير جائزة لأنها تقطع الخبر وتغيره فيؤدى ذلك الى ابطال معناه وإحالته وكان بعضهم لا يستجيز أن يحذف منه حرفا واحدا أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا إسماعيل بن على الخطبي وأبو على بن الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا ثنا عبد الله بن احمد قال ثنا أبى قال ثنا سفيان قال سمعت عبد الملك بن عمير يقول والله انى لأحدث بالحديث فما ادع منه حرفا وقال بعض من أجاز الرواية على المعنى ان النقصان من الحديث جائز إذا كان الراوي قد رواه مرة أخرى بتمامه أو علم ان غيره قد رواه على التمام ولا يجوز له ان لا يعلم ذلك ولم يفعله وقال كثير من الناس يجوز ذلك للراوى على كل حال ولم يفصلوا والذي نختاره في ذلك انه ان كان فيما حذف من الخبر معرفة حكم شرط وامر لا يتم التعبد والمراد بالخبر الا بروايته على وجهه فإنه يجب نقله على تمامه ويحرم حذفه لأن القصد بالخبر لا يتم الا به فلا فرق بين ان يكون ذلك تركا لنقل العبادة كنقل بعض افعال الصلاة أو تركا لنقل فرض آخر هو الشرط في صحة العبادة كترك نقل الكفاية في علم الرواية [ جزء 1 - صفحة 191 ]
وجوب الطهارة ونحوها وعلى هذا الوجه يحمل قول من قال لا يحل اختصار الحديث أخبرنا أبو مسلم جعفر بن باى الجيلي الفقيه قال ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن على المقرى بأصبهان قال ثنا عبد الله بن محمد الهمذاني قال ثنا زكريا بن يحيى خياط السنة قال ثنا إسحاق بن راهويه قال سمعت النضر بن شميل يقول سمعت الخليل بن احمد يقول لا يحل اختصار حديث النبي صلى الله عليه وسلم لقوله رحم الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه وأخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن احمد الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يعقوب قال ثنا زكريا بن يحيى السجزى قال سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال سمعت النضر بن شميل يقول سمعت الخليل بن احمد يقول لا يحل اختصار الحديث لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال رحم الله امرأ سمع مقالتي فأداها كما سمعها فمتى اختصر لم يفهم المبلغ معنى الحديث أخبرني أبو الفضل عبيد الله بن احمد بن على الصيرفي قال انا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا محمد بن احمد بن يعقوب بن شيبة قال قال جدي كان مالك لا يرى ان يختصر الحديث إذا كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأت على احمد بن محمد بن غالب عن أبى الحسن الدارقطني قال ثنا بن مخلد قال سمعت عباسا الدوري يقول سئل أبو عاصم النبيل يكره الاختصار في الحديث قال نعم لأنهم يخطئون المعنى حدثني محمد بن بن الحسين قال انا الخصيب بن عبد الله القاضى بمصر قال انا احمد الكفاية في علم الرواية [ جزء 1 - صفحة 192 ]
بن جعفر بن حمدان الطرسوسى قال ثنا عبد الله بن جابر البزاز قال ثنا جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح قال ثنا محمد بن عيسى بن الطباع قال قال لي عنبسة قلت لابن المبارك علمت ان حماد بن سلمة كان يريد أن يختصر الحديث فيقلب معناه قال فقال لي أو فطنت له فان كان المتروك من الخبر متضمنا لعبارة أخرى وأمرا لا تعلق له بمتضمن البعض الذي رواه ولا شرطا فيه جاز للمحدث رواية الحديث على النقصان وحذف بعضه وقام ذلك مقام خبرين متضمنين عبارتين منفصلتين وسيرتين وقضيتين لا تعلق لاحداهما بالأخرى فكما يجوز لسامع الخبر الواحد القائم فيما تضمنه مقام الخبرين اللذين هذه حالهما رواية أحدهما دون الآخر فكذلك يجوز لسامع الخبر الواحد القائم فيما تضمنه مقام الخبرين المنفصلين رواية بعضه دون بعض فلا فرق بين ان يكون قد رواه هو بتمامه أو رواه غيره بتمامه أولم يروه غيره ولا هو بتمامه لأنه بمثابة خبرين منفصلين في امرين لا تعلق لأحدهما بالآخر وكذلك لا يجوز لسامع الخبر الذي يتضمن حكما متعلقا بغيره وأمرا يلزم في حكم الدين لا يتبين المقصد منه الا باستماع الخبر على تمامه وكماله ان يروى بعضه دون بعض لأنه يدخله فساد وإحالة لمعناه وسد لطريق العلم بالمراد منه فلا فصل في تحريم ذلك عليه بين ان يكون قد رواه غيره مبينا أو هو مرة قبلها أو لم يكن ذلك لأنه قد يسمعه ثانيا منه إذا رواه ناقصا غير الذي سمعه تاما فلا يصل بنصه الى معناه وقد يسمع روايته له ناقصا من لم يسمع رواية غيره له تاما فلا يجوز رواية ما حل هذا المحل من الاخبار الا على التمام والاستقصاء اللهم الا ان يروى الخبر بتمامه غيره ويغلب على ظن راويه على النقصان ان من يرويه له قد سمعه من الغير تاما وانه يحفظه بعينه ويتذكر بروايته له البعض باقي الخبر فيجوز له ذلك فان شاركه في السماع غيره لم يجز وكذلك فإنه يجوز أن يرويه ناقصا لمن كان قد رواه له من قبل تاما إذا غلب على ظنه انه حافظ له بتمامه وذاكر له فاما ان خاف نسيانه والتباس الأمر عليه لم يجز أن يرويه له الا كاملا

وقد كان سفيان الثوري يروى الأحاديث على الاختصار لمن قد رواها له على التمام لأنه كان يعلم منهم الحفظ لها والمعرفة بها أخبرنا القاضى أبو نصر احمد بن الحسين الدينوري بها قال انا أبو بكر احمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ قال انا الحسين بن محمد مأمون قال ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم قال سمعت عبد العزيز بن أبان يقول علمنا سفيان الثوري اختصار الحديث وان خان من روى حديثا على التمام إذا أراد روايته مرة أخرى على النقصان لمن رواه له قبل تاما ان يتهمه بأنه زاد في أول مرة ما لم يكن سمعه أو أنه نسي في الثاني باقي الحديث لقلة ضبطه وكثرة غلطه وجب عليه ان ينفي هذه الظنة عن نفسه لأن في الناس من يعتقد في راوي الحديث كذلك انه ربما زاد في الحديث ما ليس منه وانه يغفل ويسهو عن ذكر ما هو منه وانه لا يؤمن ان يكون أكثر حديثه ناقصا مبتورا فمتى ظن الراوي اتهام السامع منه بذلك وجب عليه نفيه عن نفسه وان كان النقصان من الحديث شيئا لا يتغير به المعنى كحذف بعض الحروف والالفاظ والراوي عالم واع محصل لما يغير المعنى وما لا يغيره من الزيادة والنقصان فان ذلك سائغ له على قول من أجاز الرواية على المعنى دون من لم يجز ذلك

والخلاصة الحديث معناه واضح وهو

" احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا "

أو
"احرز لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"

أو
[U]“أصلحوا دنياكم واعملوا لآخرتكم كأنكم تموتون غدا”

[/u]
أو
"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا . "

يقول تعالى على لسان قوم قارون لقارون :
وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين (77
)

ومن تفسير الطبري
[COLOR=#ff0000]:
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل قوم قارون له : لا تبغ يا قارون على قومك بكثرة مالك والتمس فيما آتاك الله من الأموال خيرات الآخرة بالعمل فيها بطاعة الله في الدنيا وقوله { ولا تنس نصيبك من الدنيا } يقول : ولا تترك نصيبك وحظك من الدنيا أن تأخذ فيها بنصيبك من الآخرة فتعمل فيه بما ينجيك غدا من عقاب الله
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
[SIZE=5]ذكر من قال ذلك :

[/size]
حدثني علي قال : ثنا عبد الله قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك } يقول : لا تترك أن تعمل لله في الدنيا
حدثنا ابن وكيع قال : ثنا يحيى بن آدم عن سفيان عن الأعمش عن ابن عباس { ولا تنس نصيبك من الدنيا } قال : أن تعمل فيها لآخرتك
حدثنا ابن بشار قال ثنا عبد الرحمن قال : ثنا قرة بن خالد عن عون بن عبد الله { ولا تنس نصيبك من الدنيا } قال : إن قوما يضعونها على غيثر موضعها ولا تنس نصيبك من الدنيا تعمل فيها بطاعة الله
حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { ولا تنس نصيبك من الدنيا } قال : العمل بطاعته
حدثنا ابن وكيع قال : ثنا يحيى بن يمان عن ابن جريج عن مجاهد قال : تعمل في دنياك لآخرتك
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله { ولا تنس نصيبك من الدنيا } قال : العمل فيها بطاعة الله
حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد مثله
حدثنا ابن وكيع قال : ثنا أبي عن سفيان عن عيسى الجرشي عن مجاهد { ولا تنس نصيبك من الدنيا } قال : أن تعمل في دنياك لآخرتك
[SIZE=5]حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثنا سفيان عن معمر عن مجاهد قال : العمل بطاعة الله : نصيبه من الدنيا الذي يثاب عليه في الآخرة :

[/size]
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله { ولا تنس نصيبك من الدنيا } قال : لا تنس أن تقدم من دنياك لآخرتك فإنما تجد في آخرتك ما قدمت في الدنيا فيما رزقك الله
وقال آخرون : بل معنى ذلك : لا تترك أن تطلب فيها حظك من الرزق
[SIZE=5]ذكر من قال ذلك :

[/size]
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة { ولا تنس نصيبك من الدنيا } : قال الحسن : ما أحل الله لك منها فإن لك فيه غنى وكفاية
حدثنا ابن وكيع قال : ثنا محمد بن حميد المعمري عن معمر عن قتادة : { ولا تنس نصيبك من الدنيا } قال : طلب الحلال
حدثنا ابن وكيع قال : ثنا حفص عن أشعث عن الحسن { ولا تنس نصيبك من الدنيا } : قال : قدم الفضل وأمسك ما يبلغك
حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج قال : الحلال فيها

وهنا أعلق باختصار لن يباح الحرام في طلب الدنيا بأمر عام بالعمل فيها دون نسيان النصيب منها إلا من أحمق ولكن العمل فيها بالحلال لا حرج فيه .

[/color]