جسر سيغير ديناميكية المدينة ككل

[COLOR=#000000][FONT=Segoe UI][COLOR=#444444][FONT=arial][FONT=Georgia]

جسر سيغير ديناميكية المدينة ككل
زها حديد تجمع بين الهندسة والمعمار وبين اليابسة والنهر في زاراغوفا

[B]

لندن: «الشرق الأوسط»
المدن مثل الناس، بعضها يعيش ويتغذى على لفت الأنظار، وبعضها هادئ وخجول يريد ان يعيش من دون ضجة أو إثارة. مدينة زاراغوفا الإسبانية من النوع الثاني، فهي بحكم موقعها بين مدريد وبرشلونة من جهة، وفالينسيا وبيلباو من جهة ثانية، كانت دائما مدينة خجولة وشبه غائبة عن الذكر، وربما هذا ما جعل معرضها السنوي «إكسبو» إلى حد الآن يمر مرور الكرام، من دون ان يثير أي حماس إعلامي، خصوصا في ظل المنافسة التي تلقاها هذه الفعالية من قبل مدن عالمية أخرى، تحضر لها طويلا وتتزين لها بكل الوسائل. لكن كل هذا تغير هذه السنة، والفضل يعود إلى المعمارية العراقية الأصل، زها حديد، التي انتهت أخيرا من تصميم معرض بها عبارة عن جسر فوق نهر «إيبرو». وغني عن القول إن التصميم جاء انسيابيا يبدو من بعيد وكأنه منحوتة ضخمة تسمح أخيرا للمدينة أن تواجه العالم الخارجي بكل زهو، وأيضا أن تواجه النهر الذي كانت تدير له ظهرها سابقا. لأن زها هي التي صممته، فإن الجسر يختلف عن أي جسر في العالم، ويحمل كل بصمات هذه المعمارية الفذة، فقد استغلت فيه مساحة المعرض على أحسن وجه، باستعمال خطوط عصرية وتركيبات متماوجة لتوجد مساحة رائعة ومعقدة في الوقت ذاته، حتما ستلفت النظر إلى المدينة التي أصبح لزاما عليها الآن أن تتخلى عن الهدوء الذي قبلت به طويلا. المدخل يبدو واسعا ومرحبا بالزوار لينساب بشكل عضوي إلى الداخل ليحتضنهم بدفء، رغم ان المنظر الخارجي لا يوحي بهذا الدفء، كونه يبدو أكثر قوة إلى حد الصلابة. كما أن زها حرصت فيه ان تمزج عنصرين أساسيين: البنية التحتية التي يمثلها الجسر، والهندسة التي يمثلها فضاء المعرض الذي يغطي الجسر، وهذا بحد ذاته يمثل تحديا للمفهوم التقليدي بأن الجسور مجرد إنجاز هندسي محض. ليست هذه المرة الأولى التي تصمم فيها زها حديد مشروعا من هذا النوع، فقد صممت شيئا مماثلا في لندن عندما كانت لا تزال طالبة، أي انه نتاج بحوث حوالي 30 عاما. ويبدو أنها مسحورة بمثل هذه المشاريع التي تجمع بين المتناقضات: البحر واليابسة، أو المجتمع الحضري بالمجتمع المدني وغيرها، وليس أدل على ذلك من مركز فانو للعلوم بوولفسبورغ، الذي حاولت فيه ربط الجانب الصناعي المنتج للمدينة بالجانب الاستهلاكي من خلال سكك حديدية، إلى جانب مشاريع أخرى عديدة. جسر زاراغوفا محاولة أخرى منها لربط المدينة بالنهر الذي كانت تدير له المدينة ظهرها ولم تستفد منه في السابق. تجدر الإشارة أيضا إلى أن زاراغوفا تتميز بمعمار متميز يصبغ عليها هويتها، وهو معمار ورثته من حضارات عدة مرت عليها، منها الحضارة الإسلامية التي أثرت في مصمميها المعاصرين الذين حاولوا التقاط روحها وهندستها.

جسر زها حديد، بتعقيداته وانسيابيته على حد سواء، أعطى لزاراغوفا بلا شك هوية جديدة، ستعتز بها المدينة طويلا، وستصبغ عليها ديناميكية كانت في أمس الحاجة إليها في ظل المنافسة الشديدة التي كانت تواجهها من جاراتها.
[/b][/font]
.,._[/font][/color][/font][/color]

يبدو الجسر رائع ومدهش
شكرا"