حطم القيود.. ضع لك أهدافًا !

بقلم الشيخ/ عبد الحميد البلالي

لا أتصور أبدًا أن يكون الإنسان ناجحًا من غير أهداف، ومن يعش من غير أهداف فمثله تمامًا مثل قائد سيارة لا يعرف إلى أين يسير؛ ولأن الناجحين في هذه الحياة هم الأقل، وفئة الفاشلين أو المتفرجين هم الأكثر، فإن الذين يضعون الأهداف في حياتهم وينفذونها فئةٌ قليلة في هذه الحياة.

نسبةُ من لهم أهداف

يقول “بريان تريسيي”- أحد علماء الإدارة في الولايات المتحدة-: 3% فقط من الناس لديهم أهداف واضحة،، وأقل من 1% يكتبون أهدافهم… إن التركيز على الهدف والهوس به هو العامل الحاسم في النجاح.

وقد أجرت جامعة (ييل) في الولايات المتحدة دراسة حول عدد الطلاب الذين لديهم أهداف واضحة، قد كتبوها ورسموا خططًا لإنجاحها، ووجدت الدراسة أن 3% من طلاب السنة الأخيرة قد فعلوا ذلك، وبعد عشرين سنةً توبعت الدراسة بالاتصال بتلك الفئة من الطلبة للنظر في وضعهم المالي والاجتماعي، فوجدوا أنهم يحصلون ماليًا على ما يعادل دخل الـ97% الآخرين، الذين كانوا زملاءَهم في الدراسة.

شروط النجاح والتميز

يقول “هنت”- أحد كبار رجال الأعمال في الولايات المتحدة-: هناك عدة شروط للنجاح المتميز:

1- أن تحدد لنفسك ما تريده بالضبط.

2- أن تعلم الثمن الذي تدفعه للنجاح.

3- أن تكون مستعدًا لدفع ذلك الثمن.

بيعة العقبة

وإذا أردنا تطبيق ما ذكره “هنت” على ما جرى في بيعة العقبة، نجد أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- بعد أن عرض البيعة (وهذا يمثل التحديد الواضح لما يريد) قال “العباس بن عبادة الأنصاري” لقومه: "هل تدرون على ما تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم، قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس، فإن كنتم ترون أنكم إذا انتُهكت أموالكم مصيبةً، وأشرافكم قتلاً أسلمتموه، فمِن الآن…!! قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال، وقتل الأشراف، فما لنا يا رسول الله إن نحن وفَّينا بذلك؟ (وهذا يمثل معرفة الثمن) قال: “الجنة”، قالوا: ابسط يدك… فبايعوه (وهذا يمثل الاستعداد لدفع الثمن)؛ ولهذا وضع الأهداف والعمل على تنفيذها، ولا يمكن أن يكون قويًا من يعيش من غير أهداف، ولا يعرف ماذا يريد أن يحقق في هذا العام أو الذي يليه!!

التأثير على الآخرين

من التعاريف البارزة للقوة (التأثير على الآخرين) إيجابًا أو سلبًا، ولا يمكن أن يؤثر إنسان على آخر ما لم يكن قويًا؛ بما يملك من مقومات وصفات أو مكانة، ولا يمكن أن يكون مؤثِّرًا ما لم يكن واثِقًا من قدراته وملَكَاته ومواهبه.

مصادر التأثير

مصادر التأثير متعددة:

فمنها نبرة الصوت، ومنها قوة التعبير بالألفاظ والحركات، ومنها العلم، ومنها المكانة الاجتماعية (الشهادة- العائلة- القبيلة- المنصب)، ومنها الشهرة، ومنها الناحية الأخلاقية، ومنها الإعلام.

وكلما ملك الإنسان من هذه المصادر كانت محصلة التأثير أكبر، ومَن استطاع التأثير على الآخرين استطاع أن يأخذ منهم ما يريد، فيزداد بذلك قوةً إلى قوته، ولا يمكن أن تحدث عملية التأثير حتى يشعر المتأثِّرُ بتفوُّقِ المؤثِّر عليه في ناحية من النواحي.

تساؤلات

كيف استطاع “ابن عباس”- رضي الله عنه- إرجاع أعداد كبيرة من الخوارج إلى دائرة الصواب والاعتدال؟! وكيف استطاع بعض تجار المسلمين تحويل دول كاملة في شرق آسيا إلى الإسلام؟ وكيف استطاع الداعية د.“عبد الرحمن السميط” في العصر الحديث تحويل قبائل كاملة وقساوسة من النصرانية إلى الإسلام؟!

إجابة التساؤلات

إن الاجابة عن هذه التساؤلات وغيرها إنما تكمُن في قوة الحجَّة العلمية التي تملكها الصحابي الجليل “عبد الله بن عباس”، مع فن الحوار الذي أدار به تلك المناقشات، ويكمُن في أخلاق المسلمين والتجَّار، التي بهرت شعوب شرق آسيا فدخلوا في الإسلام أفواجًا، وتكمُن في عصرنا الحديث بالأسلوب العاطفي، الذي يتحدث به الدكتور “السميط”، وتحكمه بنبرة الصوت الحزينة ارتفاعًا وانخفاضًا، وكمِّ القصص المؤثرة الواقعية التي يوردها في حديثه؛ ليؤكد حقيقةً تؤصل واقعًا يحكي عنه، وحركات اليد، وتعبيرات الوجه، واللغة السهلة غير المتكلَّفة، التي يفهمها رجل الشارع، بالإضافة إلى تبحُرِه في علم الطبِّ، واللغة الإنجليزية، كل هذه وسائل بمجموعها تؤثر على السامعين، وتعتبر من أهم مقومات القوة.

فهم أفكار المستقبِل

وحتى تتم عملية التأثير لابد من فهم أفكار المستقبِل- بكسر الباء- وأهم ما يمكن معرفته عن المستقبِل.

1- الخلْفية الثقافية

فلابد من الحديث معه بما يتناسب مع ثقافته، فلا أحدِّثُه حديثًا لا تفهمُه مداركُه، ولا أخاطبُه بأقل من ثقفاته فأضيِّعُ الأوقات.

2- دراسة ردَّات الفعل

فمن الأمور التي تُعين على تفوق المتحدث وتأثيره وضع جميع الاحتمالات وردَّات الفعل من المقابل، وتجهيز ردود مقنعة لها؛ حتى لا يُفاجَأ بشيءٍ أثناء الحديث.

3- بيئة المخاطب

ومن الأهمية بمكان معرفة بيئة المخاطب، فالبيئة الحضرية غير البيئة البدوية، وغير البيئة الصناعية، والبيئة الفقيرة غبر البيئة الغنية، وهكذا، ولكل بيئةٍ لغة، ولا تصلُح لغةٌ واحدةٌ للجميع.

4- البحث عن نقاط الالتقاء

البحث في بداية الحديث عن المنطقة المشتركة بينك وبين الطرف الآخر؛ فإن في ذلك عونًا على تقبُّل رأيك.

5- لا تهاجم رأيَ المخالِف

إياك ومهاجمة رأي المخالف؛ فإن ذلك يستفزُّه، ويجعله لا يفكر بقيمة ما تقول أو البحث عن الحقيقة، بل يفكر في إيجاد حُججٍ ينتصر بها؛ لأنك في نظره جرحتَ تقديرَه الذاتي.

6- تخيل النجاح

من الأمور المؤثرة جدًا أن يتخيَّل الإنسان الحوار والحديث قبل بدايته، وكيف سيتحدث ويتصوَّر النجاح والتفوق، ويذهب بهذه النفسية؛ فيكون ذلك عونًا- بإذن الله- على الإقناع والتأثير.

أخي الكريم… جميل جدا ما سردت أعلاه و آجر الله الكاتب.

الأحاسيس و العاطفة أيضا لها دور كبير في تحقيق التأثير على الطرف الآخر، في حالة توفر الصدق و الإخلاص، إن ذلك يشكل دعم معنوي للانسان حين يرى انسان آخر يشاركه العاطفة و صادق معه و يحب له مصلحته، و يجب أن لا تستغل هذه النقطة من قبل ضعاف النفوس، وأيضا يجب أن يحذر منها الطيبين.

كثير من العوامل التي تحق التغيير و النجاح و القيادة و غيرها، و أولها و آخرها طاعة الله بإخلاص.

رعاك الرحمن.

بسم الله الرحمن الرحيم
رائع جدا ما وضعته في موضوعك من نقاط واستنتاجات رائعة

فمنها نبرة الصوت، ومنها قوة التعبير بالألفاظ والحركات، ومنها العلم، ومنها المكانة الاجتماعية (الشهادة- العائلة- القبيلة- المنصب)، ومنها الشهرة، ومنها الناحية الأخلاقية، ومنها الإعلام.

وكلما ملك الإنسان من هذه المصادر كانت محصلة التأثير أكبر، ومَن استطاع التأثير على الآخرين استطاع أن يأخذ منهم ما يريد، فيزداد بذلك قوةً إلى قوته، ولا يمكن أن تحدث عملية التأثير حتى يشعر المتأثِّرُ بتفوُّقِ المؤثِّر عليه في ناحية من النواحي.

انا ارى ايضا ان شخصية الشخص نفسه واسلوبه في الحديث وأحساسيه وعاطفته كما ذكر اخي خالد وأخلاقه كلها عوامل هامة في هذا المجال
كل الشكر لك على موضوعك ,

بارك الله فيك أخي المعمر…
لا فض فوك…عوامل كثيرة …تنتظر من يعمل بها فقط…!
:slight_smile:

أهلا بك أيها المهندس…واتفق معكما…:slight_smile:
:slight_smile:

اخى او اختىArC بارك الله فيك وفى مشاركاتك
ورزقك النجاح دائما
والتوفيق فى القول والعمل
جزيت خيرا

الحياة بلا هدف
هى حياة بلا طعم و لا أهمية
و اذا لم يكن للإنسان هدف يشغلة فليتوقع الفشل الدائم
و أحلى هدف سمعتة و أرجو أن يقرأة كل مسلم و مسلمة
هو تحضير Cv للقاء اللة بة
فكم بذلنا لكى نحسن Cv الدنيا فانبذل جهدا لنجعل Cv الآخرة على الأقل = Cv الدنيا
من منا سيحل هذة المعادلة الصعبة
ربنا آتنا فى الدنيا حسنة و فى الآخرة حسنة و قنا عذاب النار
وفقك اللة