حلقات ضبط الجودة ….. QCC

حلقات ضبط الجودة ….. QCC

هذا الموضوع يهم كل مهندس ولأهمية هذا الموضوع فضلت ان أعرضه لحضراتكم

حلقات ضبط الجودة Quality Control Circles هي إحدى أدوات نظام تويوتا الإنتاجي وهي من ضمن الأساليب اليابانية التي شاع استخدامها في العالم. حلقات ضبط الجودة هي وسيلة سهلة ورائعة فنتائجها كثيرة وتطبيقها لا يحتاج لاستثمارات ضخمة ولا يتطلب مجهودا كبيرا. وقد أتيحيت لي الفرصة للمشاركة في تطبيق حلقات ضبط الجودة في شركة عربية في التسعينيات وقد كانت التجربة مثمرة وممتعة. لذلك فإنني أحب أن أعرض في هذه المقالة وتاليتها تعريفا بهذه الحلقات وكيفية عملها وما تؤدي إليه من نتائج.

ما هي حلقات ضبط الجودة QCC؟

حلقة ضبط الجودة هي عبارة عن فريق من العمال يتم تشكيله بشكل تطوعي لحل مشكلة مرتبطة بالجودة. هذا هو المفهوم الأساسي وإن كان الأمر توسع فشمل مشاكل خاصة بالجودة وغيرها. ما معنى هذا؟ على سبيل المثال فإن عاملا أو مشرفا للعمال لاحظ وجود عيوب في المنتج متكررة وكثيرة فيفكر في حل المشكلة فيقترح على بعض الزملاء العمل معه على حل المشكلة فيتكون فريق من بضعة من العمال ويتولى أحدهم قيادة الفريق. ويعمل الفريق لأسابيع أو شهور -بجانب العمل الأساسي- على دراسة المشكلة واقتراح الحلول وتنفيذ الحلول ودراسة النتائج. وفي كل عام أو ستة أشهر او أقل يتم عقد اجتماعا أو مؤتمرا لعرض ما قامت به حلقات ضبط الجودة. هذه هي الفكرة وكما ترى فهي ليست أمرا معقدا بل قد تبدو بديهية ولكن في الواقع فإن هناك ندرة في تطبيقها في العالم العربي.

خلفية تاريخية:

نشأت حلقات ضبط الجودة في اليابان في عام 1962 م وتُعزى نشأتها إلى كاورو إيشيكاوا وقد أدت إلى نتائج عظيمة مما جعل شركات عالمية تحاول تطبيق نفس الأسلوب. فقد تم تسجيل أول حلقة لضبط الجودة في مايو 1962 وكانت تعمل في شركة تليفون وتلغراف اليابان. وقد عُقد المؤتمر الأول لحلقات ضبط الجودة في مايو 1963م في مدينة سنداي باليابان. وقد حضر ذلك المؤتمر 149 شخصا وتم عرض 22 حالة لحلقات ضبط الجودة. وقد كان ذلك تحت رعاية اتحاد العلماء والمهندسين اليابانيين والتي أصدرت في 1961م مجلة “ضبط الجودة لرؤساء العمال” والتي صممت بحيث تكون سهلة الفهم بالنسبة لمشرفي العمال وقد وجهت هذه المجلة في عددها الأول الدعوة لإنشاء حلقات ضبط الجودة.

وبدأت الفكرة في الانتشار في الشركات اليابانية فوصل العدد إلى 10,000 حلقة مسجلة في عام 1967 ثم إلى 30,000 حلقة في 1970م ثم 100,000 حلقة في 1979م. وأصبحت هناك حاجة لعقد مؤتمرات على فترات أقصر ثم أصبحت المؤتمرات تعقد في مقر العمل نظرا لكثرة الحلقات التي أنشأت. ففي عام 1979 كان قد وصل عدد المؤتمرات التي عقدت حتى ذلك الحين إلى 800 مؤتمر. هذا يعطينا تصور عن كيفية نمو هذه الحلقات في اليابان بشكل واسع.

تطورت حلقات ضبط الجودة ففي البداية كان مشرف العمال له الدور الأساسي في عمل هذه الحلقات ولكن مع مرور الوقت واكتساب العمال لمهارة تحليل المشاكل وقيادة مثل هذه الحلقات أصبحت هناك حلقات كثيرة وأصبح العمال لهم دور أكبر. ومع مرور الوقت بدأ تشكيل حلقات تجمع بين عمال في إداراتين مختلفتين وذلك لحل مشكلة مشتركة. وصارت مواضيع هذه الحلقات أكثر اتساعا لتشمل تحسين بيئة العمل وخفض التكاليف وحل مشاكل الإنتاج وتطوير التصميم وغيرها. نشأت حلقات ضبط الجودة في داخل المواقع الإنتاجية أي في داخل المصانع ولكن مع الوقت بدأت تنتشر في أماكن أخرى مثل المخازن والمبيعات والأقسام الإدارية. وقد انتشرت في دول كثيرة حتى أن اتحاد العملاء والمهندسين اليابانيين يذكر أن 70 دولة حتى الآن جربت تطبيق حلقات ضبط الجودة بعض مصانعها.

نتائج حلقات ضبط الجودة:

يذكر إيشيكاوا -في كتابه المبادئ العامة لحلقات ضبط الجودة- أن الفكرة الأساسية لحلقات ضبط الجودة تتمثل في: 1- المساهمة في تحسين وتطوير المنشأة 2- احترام الإنسان وإقامة مكان عمل تشيع فيه البهجة والسعادة 3- إبراز القدرات الإنسانية إلى أقصى حد بما يؤدي في النهاية إلى إطلاق قدرات هائلة وفي الحقيقة فإن الواقع أثبت تحقق أكثر من هذه الأهداف في الشركات اليابانية وتجربتي الشخصية في مصر تجعلني لا أستغرب النتائج التي ذكرها إيشيكاوا والكتاب والباحثون من بعده. فحلقات ضبط الجودة تساهم في حل الكثير من المشاكل وبدون تكلفة تقريبا فهي مجرد تفجير للطاقات الذهنية للعاملين. وهذه الطاقات هي طاقات هائلة تأتي بحلول غير متوقعة فالعمال وإن كان تعليمهم الأكاديمي متواضعا فهم يتمتعون بذكاء وخبرة ودراية بموقع العمل وهذا يؤهلهم للإتيان بحلول للمشاكل وتحسين الكفاءة والجودة.

حلقات ضبط الجودة تُشعِر العمال بانه إنسان فهو يشترك فيها تطوعا وهو يعمل فيها على دراسة وحل مشكلة فهو ليس مجرد متلقي للأوامر بل هو إنسان يستطيع ان يفكر. حلقات ضبط الجودة هي وسيلة تحفيز هائلة فعندما يستطيع الفريق حل مشكلة ويعرضها في مؤتمر الجودة فإن جميع أعضاء الفريق يشعرون بالتقدير والفخر بما فعلوه.

حلقات ضبط الجودة هي وسيلة قوية جدا لخلق روابط إنسانية بين العاملين فكل حلقة تخلق روابط بين أفراد الحلقة والحلقات التي تجمع أفراد من إدارات وقطاعات مختلفة تخلق روابط أخرى. والعمل في حلقات ضبط الجودة يجعل كل فرد يحاول توظيف مهاراته من أجل الهدف المحدد للحلقة ويسعد بمشاكة كل فرد بمهاراته لأن هذا سيعود على الحلقة بالنجاح. حلقات ضبط الجودة هي وسيلة لتفعيل روح الفريق.

حلقات ضبط الجودة هي وسيلة باهرة لخلق منظمة التعلم Learning Organization فهي تُحَفِز العمال على تعلم أساليب دراسة المشاكل وتجعلهم يشحذون ذهنهم ويتعلمون كيفية قراءة الرسومات وقراءة الكتالوجات. حلقات ضبط الجودة تجعل العمال يبحثون عن الأفكار الجديدة ويحاولون تطبيقها. حلقات ضبط الجودة تجعل العامل يتعلم مهارات تقديم عرض للنتائج بشكل منطقي ومنظم. وهي كذلك وسيلة لتنمية القدرات القيادية لدى العمال.

حلقات ضبط الجودة هي وسيلة لتقوية الروابط بين العمال وبين رؤسائهم من حملة الشهادات الجامعية من مهندسين وغيرهم. لماذا؟ لأن حلقة ضبط الجودة ستحتاج استشارة أو مساعدة من آن لآخر من المستويات الأعلى. ففي البداية ستكون هناك حاجة للتدريب على أدوات تحليل المشاكل وتجميع البيانات وفي أثناء العمل قد تحتاج الحلقة لاستشارة فنية عالية المستوى حول جدوى بعض الحلول ثم بعد ذلك قد تحتاج الحلقة لمساندة المستويات الأعلى لتنفيذ الحل وفي النهاية تحتاج الحلقة لمن يساعدها في عرض النتائج. كل هذا يساعد على خلق علاقة قوية بين المهندسين والعمال وبين الأطباء والممرضين وهكذا.

فعندما يقوم المهندس بمساعدة العمال في عملهم الذي يؤدي في النهاية إلى تحقيق نتائج وحصولهم على التقدير فإن العلاقة تكون علاقة تعاون وعرفان بالجميل. وفي نفس الوقت فإن المهندس أو المدير يسعد بما يقدمه العمال من أفكار وحلول فيشعر بقيمة هؤلاء العمال فيكون هناك احترام متبادل.

ولاشك أن حلقات ضبط الجودة تؤدي إلى حل الكثير من مشاكل العمل فيما يخص الجودة والمعدات والخدمات وتؤدي إلى تطوير أساليب العمل. فعن طريق استغلال القدرات الإبداعية للعمال نصل إلى حلول غير متوقعة. فالعامل الذي يعيش في موقع العمل نفسه لمدة ثمان ساعات يوميا يستطيع أن يأتي بأفكار لن يأتي بها المدير أو أستاذ الجامعة. وقد رأيت ذلك في أرض الواقع حين كان بعض هذه الحلقات تأتي بأفكار يكون لها تأثير كبير على مستوى الأداء. حلقات ضبط الجودة هي وسيلة سهلة وذات تأثير كبير ومتعدد

فلماذا نحرم أنفسنا من هذه الفوائد؟ لماذا لا تشجع العمال على التفكير والاشتراك في تطوير العمل وحل المشاكل؟ لماذا لا نساندهم في ذلك ونوفر لهم المساعدة التي يحتاجونها؟

مهندس صلاح يحيى

إعجاب واحد (1)

جزاك الله خيرا وتم اضافة الموضوع لمجلة المهندس

شكرا لك مهندس أحمد لأختيارك هذا الموضوع لمجلة المهندس … لعله يكون قيه أفادة للقراء

جزاك الله خيرا مهندس صلاح على مجهودك المتميز وكل مواضيعك مفيدة للجميع

والله ما أحوجنا نحن لحلقات ضبط الجودة في منتدى المهندس
تاخذ كام يا باشمهندس صلاح وتطبق التقنية دي عندنا :slight_smile:

مهندس ابو أنس أشكر سعدتك على تقديدك … وترشيحك للموضوع أنت والمهندس الديب

بارك الله فيك مهندس صلاح الله يعطيك ما تتمنى

بارك الله فيك دكتور خالد

بارك الله فيك مهندسنا العزيز

وبارك الله فيك مهندس عبد الظاهر

شكرا كتير الك انا كتير بحب هدي المواضيع شعرت انك عم تقرأصفحات من الكتب اللي عم بدرسها في تخصص ال ITويعطيك الف الف عافيه

الله يبارك فيك

بارك الله فيك
معلومات مهمه جدا

وبارك فيك با شمهندس

شكرا على الموضوع

العفو مهندس رشيد

طرح طيب ورائع

تسلم الأيادى العطره

ودى وتحياتى

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

أشكرك مهندس حمدى على رأيك