خدمات «الحوسبة السحابية».. بين خفض التكاليف ومخاوف اختراق البيانات

يشكل مفهوم الحوسبة السحابية (cloud computing) بعدا كبيرا لدى مديري الشركات والمنشآت، إذ أصبح يمثل نموذجا عمليا جديدا لخزن المعلومات وتقديم الخدمات. ورغم عدم حداثة فكرته، فإن حلول الحوسبة السحابية اتخذت مكانة واسعة لمرونتها وتوفيرها لتكاليف ضخمة رغم التخوف الكبير من مخاطر أمن المعلومات المخزنة على السحابة.
وتعتمد قدرة تخزين البيانات على حجم الأقراص الصلبة المستخدمة داخل الخوادم الكومبيوترية أو التي يمكن للجهاز الخادم الوصول إليها، ولا يوجد فرق بين استخدام جهاز خادم للحوسبة السحابية موجود في بلد قريب أو بعيد عن المستخدم، إذ أن العامل المهم في عالم الحوسبة السحابية هو سرعة الاتصال بالإنترنت.
كما لا يؤثر عامل المسافة على ذلك لدى استخدام الإنترنت لنقل البيانات بين المستخدم والجهاز الخادم، لأن فكرة الحوسبة السحابية ترتكز على التخلي عن حواجز المكان والموقع، ليستطيع المستخدم الوصول إلى بياناته من أي مكان في العالم، وبأقصى سرعة ممكنة.

  • فوائد ومخاوف
  • ويتوقع المهندس عبد العزيز الهليل مدير عام IDC في السعودية أن التخوف من مشاركة البيانات على السحابة في السعودية، سيزول حالما يثبت نجاحه على مستوى كبير، ويرى أنه سيتكون تصور آخر عن فوائد خدمات الحوسبة السحابية التي تدرأ أخطار أمن المعلومات كونه أصبح الهاجس الأول في استخدام الحوسبة السحابية، حيث يرى أن البعض تعمد المبالغة في تهويل المشكلة، كون استخدم بيانات الشخص على مواقع الإنترنت قد يعرضه أساسا للخطر؛ وأردف بالقول: «الشركات الكبيرة وبعض البنوك أنشأت مراكز في السعودية خاصة بها، وأيضا يزودونها كخدمة للناس، ويعتمد حجم الخوادم على الخدمات نفسها، بل إنه توجد حاليا شركات محلية بالسعودية أطلقت خدمات معتمدة بشكل كامل على الحوسبة السحابية». ويؤكد الهليل من خلال دراسات أجرتها مؤسسة IDC أن زيادة الإنفاق على الحوسبة السحابية سيكون لها تأثير كبير على الدخل القومي بالسعودية خلال السنوات القادمة، فقط إذا اتجهت الشركات السعودية نحو فرص الاستثمار الذهبية في هذا المجال في ظل الظروف السياسية الراهنة في الدول العربية.
    وقال: إن بحثا أجرته شركة «إتش بي» للكومبيوتر كشف عن وجود تغيرات جذرية تطرأ على كيفية تقديم الشركات لخدماتها، كما أشار إلى وجود توجه متنام لتوريد خدمات الحوسبة السحابية دون العودة لأقسام تقنية المعلومات داخل الشركة أو المنشأة، إذ أكد الاستبيان أن واحدة من بين كل شركتين تقريبا تتضمن أقساما تستخدم حلول الحوسبة السحابية دون موافقة قسم تقنية المعلومات، في حين ذكرت 18% من الشركات المشمولة بالبحث أنها غير واثقة من سير العمل بهذه الطريقة.
  • تكاليف منخفضة
  • ونظرا للنمو المتوقع في استخدام النماذج السحابية الخاصة والعامة بمعدل الضعف بحلول عام 2020. سيكون على الشركات الناجحة إيجاد طرق جديدة للاستفادة من هذه الحلول دون إضافة مزيد من التعقيدات أو المخاطر إلى بيئتها.
    وذكر المهندس فهد السلامة المتخصص في تطوير تقنية المعلومات بشركة «الاتصالات السعودية» أن من أهم مميزات الخدمات السحابية، هي إمكانية التحكم بالتكاليف، بحيث لو زاد عملاؤه سيزيد حجم السحابة وبالتالي تزيد التكاليف، ويخفضها بتقليل حجم السحابة التي تحمل المعلومات بسهولة بمكالمة لمركز خدمات المقدم لخدمة السحابة، فكل شركة أو منشأة بالتأكيد تحتاج خدمات تقنية المعلومات لتشغيل تطبيقاتها، وهذا يحتاج بنية تحتية لتقنية المعلومات وهي مكلفة جدا لأن الخوادم أساسا غالية جدا تبدأ من مئات الآلاف الريالات، فهو يحتاج مركز معلومات وبرامج معدة للاستخدام تدفع رسوم إعادة تجديدها سنويا، ويحتاج لتوظيف موظفين في تقنية المعلومات ذوي خبرة لحساسية برامج السحابة، ويحتاجون للتدريب وكل ذلك يعد عملية مكلفة، ولكن بالحوسبة السحابية لن يحتاج لذلك إذا استأجر خادما لسحابته من مقدم خدمة، ولن يحتاج لموظفي تقنية معلومات أكثر.
  • أمن المعلومات
  • وأكد أحمد خليل مدير عام «لينوفو» في السعودية والخليج، أن مستويات أمان الحاسبات الشخصية أقل بكثير من الموجودة في السحابة، حيث تعد مليئة بالثغرات الأمنية وبرامج الحماية المبسطة، ما يجعلها عرضة لهجمات القرصنة الإلكترونية بشكل كبير. وأوضح أن خصوصية معلومات وملفات المستخدمين هو أمر مهم جدا في الحوسبة السحابية، إذ يقوم المستخدم بوضع ملفاته في أجهزة موجودة في الإنترنت، ولكن هذا الأمر لا يعني أن الملفات والمعلومات غير محمية، إذ توجد مستويات حماية كثيرة لمنع الأطراف غير المعنية من الوصول إليها، ولا يمكن لموظفي إدارة مراكز البيانات الوصول إلى تلك الملفات بأنفسهم، إذ أن غالبية شركات خدمات الحوسبة السحابية تقوم بترميز وتشفير البيانات ولا يمكن إزالة الترميز إلا باستخدام كلمة السر الخاصة بالمستخدم، والتي لا يعرفها أحد سواه ويفترض منه عدم إفشائها.
    وذكر أنه توجد مستويات ترميز مختلفة متطورة جدا ومعقدة، يتطلب بعضها سنوات طويلة من محاولة فك الترميز وإزالته، الأمر الذي تقوم شركات خدمات الحوسبة السحابية بتطويره بشكل دوري. وبالطبع، فإن لم يرغب المستخدم مشاركة ملفاته مع أي أحد، فبإمكانه ببساطة عدم تحميلها إلى السحابة.

شكرا للمجهود الطيب
تحياتى