روبوتات جديدة تتفاعل مع الإنسان

روبوتات جديدة تتفاعل مع الإنسانعصر جديد لأنواع تفتش عن الأغاني والموسيقى وتقرأ لك البريد الإلكتروني وترسله بالأوامر الصوتية .

شرع ذلك البرج ذو المقاطع المختلفة، المركب على قاعدة معدنية وبلاستيكية، بالحركة والدوران مع صدور وهج من مقطعين منه كما لو أنهما يشكلان الرأس، قبل أن يميل الى الامام قائلا «هالو… اسمي سكوتي… دعوني أعرف بنفسي، شارحا القليل عنها».

كان يتحدث بصوت نسائي مركب لكنه دائما بلغة انجليزية واضحة… انه آخر الروبوتات الذي أنتجته صانعة الالعاب الروبوتية «واو وي» والذي كان يعرض قدراته ومهماته أمام أحد الزوار أخيرا. وأهم هذه الروبوتات، هي تلك التي تدير الاتصالات الشبيهة بالكومبيوترات الشخصية «بي سي»، وأعمال التسلية، والتفتيش عن الاغاني وعرضها عن طريق الطلبات الصوتية، وتسجيل البرامج التلفزيونية، وابلاغ المستخدمين بتلقيهم للبريد الالكتروني وقراءته بعد الطلب الصوتي ايضا وبالصوت العالي، مع القدرة على تسلم وإرسال البريد الالكتروني عن طريق الاملاء الصوتي أيضا، فضلا عن التقاط الصور وإفساح كل ما تحتاجه من الوقت لدى إمطاره بالأسئلة.

ويقول مصمموه أن «سكوتي» لا يملك أي لوحة مفاتيح، ولا يتطلب أي خبرة بلغات الكومبيوتر المتخصصة لكي يجري حثه على العمل والتصرف بطريقة شبيهة بالبشر. وفي الوقت الذي يعني اسم «سكوتي» الرفيق الذكي الذي يعمل بالتقنيات «إلا إنه رفيق فعلا أكثر بكثير من كونه مجرد تقنيات تشغيل» كما يقول ريتشارد يانوفسكي رئيس شركة «واو وي» التي مقرها هونغ كونغ، لكونهم لم يجدوا تعبيرا أفضل يدل على اسمه، ولأن طوله لا يتعدى الـ24 بوصة (البوصة 2.5 سم تقريبا) فهو عبارة عن «خادم (شغال) رقمي».

  • روبوتات مبتكرة ولكون الروبوتات شرعت تهاجر وتبتعد رويدا رويدا عن الأعمال الصناعية الثقيلة، مثل لحام هياكل السيارات في خطوط التجميع الصناعية الى الأعمال المنزلية، كألعاب لا تهدأ عن الحركة، أو تتعب مثل كنس الأرض، بات من المهم جدا ان تتحلى بشخصية جميلة ومظهر أنيق. من هنا يجري تنظيم عرض مثير يدعى «الروبوتات: المعرض المتفاعل» لزيارة المتاحف والمراكز العلمية في الولايات المتحدة في عام 2012 بهدف تلميع صورتها لاسيما السمات الخشنة منها.

ويقول إيدي نيوكويست، رئيس قسم الابتكارات في مجموعة «بيكر غروب» التي تنظم العروض في المتاجر الكبرى والمتاحف وحدائق الألعاب والتسلية الكبرى، والتي نظمت المعرض التفاعلي المعتمد على فيلم الرسوم المتحركة بواسطة الكومبيوتر بعنوان «الروبوتات»، «إن الروبوتات تظل خضراء وفتية طوال الوقت، والأطفال مسحورون بها دائما».

ويقول صانعو الروبوتات وخبراؤها إن العلوم الميكانيكية والذكاء الالكتروني ليست كافية لإغراء المستهلكين، إذ شرعت الابتكارات الجديدة في الروبوتات التي تسوق بأسعار عالية بإفساح المجال أمام المنتجات المنخفضة السعر (وإن ظلت أسعارها عالية نسبيا مقارنة بالألعاب العادية) التي تتحلى بالشخصية الجذابة والمنفعية العالية، أو كلاهما.

وتبين في معرض «أميركان إنترناشنال توي فاير» (المعرض الأميركي الدولي للألعاب) الذي اقيم في نيويورك في الشهر الماضي أن الحصول على روبوت لمجرد أنه روبوت هي صفقة خاسرة. وتقول شركة سوني أنها شرعت تنهي انتاجها من الكلاب الروبوتية التي دعتها «إيبو» التي يبلغ سعر الواحدة منها 2000 دولار التي هي عبارة عن قطع فنية براقة ذات تقنيات عالية.

في هذا الوقت أعلنت شركة «هاسبرو» انها بدأت تضيف حيوانات الكترونية جديدة جديرة بالعناق والمداعبة الى مجموعتها الناجحة من الالعاب ذات الاسعار المتهاودة «فير ريل»، بما في ذلك شامبانزي صغير اسمه «باترسكوتش» بسعر 30 دولارا.

«وكان القصد من «فير ريل» هو إنتاج أكثر الحيوانات واقعية حتى ذلك الوقت» كما تقول شارون جون المديرة العامة في شركة «هاسبرو» الي يقع مقرها في باوتاكيت في ولاية «رود آيلند» في الولايات المتحدة التي أضافت قائلة «إن الروبوتات هي وسيلة لنهاية وليست النهاية ذاتها».

وكخطوة للابتعاد عن الالعاب الصغيرة تقوم «هاسبرو» بادخال ما تسميه الحصان الصغير الحجم، أو القزم (بوني) بالحجم الحقيقي الذي سيكون حساسا للضوء واللمس والذي سيتضمن العديد من مميزات وتقنيات الروبوتات بحيث يمكنه من بين اشياء كثيرة اخرى إدارة رأسه ليرى من يدغدغ أذنيه كما أنه يهز برأسه بعد تناوله قطعة من الجزر.

وسيكون باستطاعة الـ«بوني» هذا أن يشم الروائح ويصهل ويستجيب الى الاصوات المهدئة عندما يخشى حلول الظلام، أو بسبب الاضطراب، أو الهيجان الذي قد يحصل حوله. وتقول مصادر الشركة الصانعة له انه قادر على تحمل وزن الاطفال الصغار الذين يعتلون صهوته، وبالتالي تقليد عدو الخيل السريع. وسيطرح في الاسواق الخريف المقبل بكلفة 300 دولار.

ومثل الروبوت الشامبانزي «باترسكوتش» جرت هندسة العديد من الالعاب الروبوتية التي ظهرت في المعرض لكي تخفي وصلاتها وأجزائها المعدنية تحت طبقة من الفراء ووجوه الالعاب السمحة الجميلة. وحتى الروبوتات التقليدية من مجموعات «روبوسباين» التابعة لطرازات «واو وي» قد غلفت بالكثير من الاشياء التي تضفي عليها مزيدا من الشخصية مقارنة بالطرازات السابقة.

  • نظم رفيقة وتحاول بعض هذه الروبوتات ان تكون صديقة لصاحبها مثل “آي ـ كات” القطة الرفيقة التي تتفاعل موسيقيا معه والتي ترجع الى موديلات «تايغر إلكترونكس» من شركة «هاسبرو». ثم تبعها في العام الماضي "آي ـ دوغ» الكلب الروبوتي الذي يذيع ويلعب الموسيقى الرقمية.

ورغم أن كلا القطة «آي ـ كات» والكلب "أي ـ دوغ» لا يغطيهما الفرو، ولكنهما ذوا شكلين جميلين، فان شارون جون لاحظت أن الاثنين يستخدمان الاضواء الملونة التي مصدرها الصمامات الثنائية المبعثة للضوء (إل. ئي. دي.) التي تنتشر داخل فوهيهما وداخل جسميهما الشفافين الخاليين من أي عيوب أو أخطاء. أما «سكوتي» الذي طورت تقنياته الأساسية شركة «فيليبس هوم دايالوغ سيستمس» في المانيا فيستخدم الأسلوب ذاته، إذ يتوهج جسمه الملس بألوان مختلفة مستخدما الاسلوب ذاته مما يعني أنه يصغي الى الطلبات التي تتوالى عليه من صاحبه ويتفهمها.

«والهدف الاجمالي هو العثور على اساليب لكي تتفاعل الروبوتات مع الاشخاص» على حد قول كولن إنجيل المدير التنفيذي لشركة «آي روبوت» الصانعة للروبوتات الحكومية والصناعية والاستهلاكية بما في ذلك مجموعات «رومبا» من مكانس الشفط ومنظفات الارضيات «سكوبا». «ونحن نحاول أن نتفهم كيف سنفعل ذلك، فالتحديات هي في رؤية التقنيات العالية مخيفة وبعيدة عن الواقع»، كما يقول.

الى جانب ذلك يقول إنجيل أن شركته الواقعة في بيرلنغتون في ولاية ماساتشوسيتس قرب بوسطن هي أكثر اهتماما في تسويق وبيع الروبوتات الى الاميركيين العاديين الذين ينشدون حياة أفضل لهم، مع قليل من المساعدة، من بيعها الى الاشخاص المحبين للأجهزة المعقدة.

ويشبه شكل الروبوتات الاستهلاكية الشعبية «آي روبوت» أقراص القذف «فريزبيز»، اللعبة التي تمارس في الحدائق وشواطئ البحر، ولكن بحجم أكبر تتدحرج على عجلات صغيرة. ويقول انجيل انه كانت هناك فعالية قليلة في تشييد روبوتات عالية المهام تشبه الانسان «لكونها غير عملية بتاتا للقيام بذلك بالمعنى الحقيقي» في تعليقه على مسألة تشييد روبوتات تشبه الحيوانات العضوية.

ومع ذلك فإن العديد من مالكي روبوتات «رومبا» يقولون انهم راغبون في إضفاء مسحات من الشخصية على الأقراص الذكية الصناعية هذه، مما حذا ببعض ماليكها، كما يقول انجيل، الى إطلاق تسميات عليها. انه نوع من التعلق العاطفي الذي جعل الشركة تركز حملتها الاعلانية التلفزيونية الجديدة على عبارة «أنا أعشق الروبوتات».

و«آي روبوت» التي أصبحت شركة عامة في نوفمبر الماضي باعت أكثر من 1.5 مليون روبوت «رومبا» منذ إنزالها لأول مرة في أواخر العام 2002، والتي يبلغ سعر الواحد منها 300 دولار. وكانت الشرطة قد سجلت عائدات بلغت 142 مليون دولار في عام 2005 بزيادة قدرها 49 في المائة عن عام 2004.

وفي العام الماضي طرحت الشركة روبوتات «سكوبا» الجديدة التي يبلغ سعر الواحد منها 400 دولار التي تقوم بعمليات غسل الارضيات الصلبة وفركها وتجفيفها من دون أي جهد سوى الكبس على أحد الأزرار فقط. «ومثل هذه البساطة في التفاعل هي واحدة من الاشياء المهمة جدا»، على حد قول انجيل. ومثل هذه النقطة التي أثارها لم تذهب سدى في المجموعة الجديدة من الروبوتات التي ستحتل رفوف المحلات في العام الحالي.

وتقوم ألعاب «بلاي مايتس» بتوسيع مجموعتها الكومبيوترية من ألعاب «ميزنغ» بحيث انزلت «أماندا» في العام الماضي. وفي الخريف المقبل ستقدم ألعاب «أميزنغ أليسون» التي هي لعبة وسط بين شقيقتها الاولى «أماندا» والألعاب الجدية الأكثر تعقيدا، والتي تتطلب من الاطفال أكثر من مجرد لمسها والتحدث اليها.

فوجهها يتوهج الكترونيا عندما تتحدث وتصغي كما يقول صانعوها. كما أن اللعبة هذه التي يبلغ سعرها 100 دولار تملك مفردات غنية من الكلمات وإمكانية أكبر على التعرف على الأشياء والأجسام من شقيقتها، كما يقول ناطق باسم شركة «بلاي مايتس» التي يقع مقرها في كوستا ميسا في ولاية كاليفورنيا.

ويقول يانوفسكي من شركة «واو وي» انه وشركته عملوا ما في وسعهم للتأكيد أنه حين إطلاق «سكوتي» في أواخر العام الحالي بسعر 400 دولار للواحد منها أن تكون بسيطة التركيب سهلة الاستخدام والتشغيل.

وكانت الشركة قد عرضت شريط فيديو تظهر إخراج «سكوتي» من علبتها وهي تقول لمستخدمها الجديد «ينبغي عليك تركيب بعض البرمجيات في كومبيوترك قبل أن أبدأ أنا العمل».