روبوتات ذكية ذات مشاعر إنسانية

روبوتات ذكية ذات مشاعر إنسانية

أميركا تستحوذ على 25 في المائة من سوق الروبوتات تليها اليابان بـ 25 في المائة فأوروبا بـ 4 في المائة

لندن «الشرق الأوسط»

حول تكنولوجيا الروبوتات في الحاضر والمستقبل، صدر حديثا عن المكتبة الأكاديمية بالقاهرة ضمن سلسلة «كراسات مستقبلية» كتاب «تكنولوجيا الروبوت: رؤية مستقبلية بعيون عربية»، للمؤلفة صفات أمين سلامة. ويقول محرر السلسلة في تصديره لكتاب «تكنولوجيا الروبوت»، إن المؤلفة تقدم للقارئ العام، المتعلم غير المتخصص، فكرة واضحة عن مجال مستقبلي عظيم الخطر. والخطر هنا يأتي بمعنى الأهمية، وبمعنى الخطورة معا. فالروبوت يتحدى صانعه، ينافسه، وقد يتجاوزه، ومن هنا ينشأ كثير من التساؤلات والقضايا الاجتماعية والأخلاقية، بالإضافة الى القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية. وتتزايد حدة هذه القضايا مع تسارع التقدم العلمي والتكنولوجي في مجال الروبوتات، ومن هنا تأتي أهمية تقديم هذا الكتاب لقراء العربية».

والكتاب يقع في 53 صفحة من القطع الكبير، وتضمن سبعة فصول، بالإضافة للمقدمة والخاتمة وقائمة المراجع.

تستهل المؤلفة تقديم كتابها بالقول إن تكنولوجيا الروبوتات أصبحت صناعة تستثمر فيها حاليا بلايين الدولارات، كما تخصص مبالغ طائلة للإنفاق على أبحاث تطوير الروبوتات في الدول المتقدمة، وقد أصبح مستوى تطوير الروبوتات معيارا لقياس قوة الدولة الصناعية، كما أن المنافسة اقتصاديا ستكون لمصلحة الدول الأكثر معرفة واستخداما للروبوتات. وتستشهد المؤلفة بتقرير عالم الروبوتات الصادر عن «اللجنة الاقتصادية الأوروبية التابعة للأمم المتحدة»، والذي جاء فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية تستحوذ على 28 في المائة من سوق الروبوتات العالمي، تليها اليابان بـ 25 في المائة، فأوروبا بـ 4 في المائة، كما أن مبيعات الروبوتات سوف تزداد على الصعيد العالمي من 81ألف وحدة في العام 2003، الى106 آلاف وحدة في عام 2007، بتصاعد نسبته 7في المائة.

وتقول المؤلفة إنه على الرغم من الاهتمام المتزايد في دول العالم المتقدمة بتكنولوجيا الروبوتات، فإننا لا نكاد نجد صدى لهذا الاهتمام في عالمنا العربي، فما زالت الأفكار الشائعة بين مواطنينا عن تكنولوجيا الروبوت أقرب الى أفلام وتصورات الخيال العلمي منها الى الواقع المعيش، كما أننا لا نزال نعاني من القصور الشديد في الأخذ بمقومات تطبيق تكنولوجيا الروبوت، رغم أهمية الدور الذي تلعبه في الحاضر والمستقبل في مختلف مجالات الحياة. وتشير المؤلفة الى أن الهدف من كتابها هو عرض صورة واقعية وموجزة عن التقدم الحادث في تكنولوجيا الروبوت، لنشر الوعي العلمي، وتنشيط خيال النشء العربي وإعداده للتعامل والتفاعل مع هذه التكنولوجيا الواعدة، ودفع عالمنا العربي للارتقاء الفاعل والإيجابي مع التطورات السريعة في تكنولوجيا الروبوت، حتى يتحول موقفنا من الروبوتات من مجرد الانبهار والاستمتاع بما تعرضه علينا وسائل الإعلام في الدول المتقدمة، الى الاستفادة الحقيقية من التقدم الحادث في تكنولوجيا الروبوتات التي تعد ضرورة مستقبلية في القرن الحادي والعشرين.

وفي الفصل الأول تتناول المؤلفة مصطلح الروبوت، من حيث أصله ومصدره وبخاصة في أعمال وكتابات الخيال العلمي، كما تتناول التعاريف المختلفة للمصطلح، وتنتهي الى أن الروبوت آلة مبرمجة ذاتيا للقيام بأعمال محددة، وعلم الروبوتات هو علم استخدام الذكاء الصناعي وعلوم الكومبيوتر والهندسة الميكانيكية في تصميم آليات، يمكن برمجتها لأداء أعمال محددة.

ثم تحدثت المؤلفة في الفصل الثاني عن مكونات وتصنيف الروبوتات. أما في الفصل الثالث فتناولت تطور تكنولوجيا الروبوت. وتقول إن التقدم المتسارع في تكنولوجيا الروبوت قد تحقق بفضل تطور قدرات أجهزة الكمبيوتر الحديثة والاكتشافات المهمة في تكنولوجيا التخاطب الصوتي الآلي التي تتيح لأجهزة الكمبيوتر التعرف على معاني الكلام الموجه اليها، بالإضافة الى نجاح العلماء في إنتاج مكونات الكترونية غاية في الدقة. ثم تستعرض المؤلفة نماذج من بعض التطورات المذهلة الحادثة الآن في تكنولوجيا الروبوت التي تجرى حاليا في المؤسسات العلمية والبحثية في دول العالم المتقدمة. وفي الفصل الرابع تناولت المؤلفة الحديث عن روبوتات المستقبل الذكية «المزودة بمشاعر إنسانية» حسب الكتاب. واستهلت الفصل بالقول إن العديد من المراكز العلمية والبحثية المتقدمة حول العالم تشهد حاليا تنافسا شديدا حول القدرة على تصميم روبوتات ذكية، مزودة بعناصر الوعي والإدراك، كما أن علماء وخبراء الذكاء الصناعي يتوقعون أن تنتشر في المستقبل القريب وعلى نطاق واسع الروبوتات الذكية، التي يطلق عليها اسم «الروبوتات المؤنسنة» Humanoid Robots أي الروبوتات القريبة الشبه بالإنسان، المتحركة المتكلمة، التي كونت درجة معينة من الذكاء وتستطيع تفهم مشاعر وعواطف البشر. ثم تستعرض المؤلفة نماذج لبعض الروبوتات الذكية المزودة بمشاعر انسانية، لتكون رفيقة للبشر، لتنوب عنهم في بعض الأعمال وبخاصة المهام الخطرة وبعض الأعمال المنزلية.

وفي الفصل الخامس تتناول المؤلفة بالتفصيل الحديث عن التطبيقات والاستخدامات الواعدة لروبوتات المستقبل، وخاصة في مجالات الطب والأعمال العسكرية والفضاء والأعمال المنزلية . أما في الفصل السادس الذي جاء بعنوان «تكنولوجيا الروبوت في العالم العربي»، فتتناول المؤلفة الحديث عن موقع عالمنا العربي من التطور والسباق الحادث في تكنولوجيا الروبوت، الذي لا يتناسب مع المنجزات العلمية والتكنولوجية في الوقت الحالي. وتشير المؤلفة الى أنه في ظل اقتصاديات السوق والعولمة والمنافسة الدولية، يصبح استخدام الروبوتات في الصناعات التي تحتاج الى دقة عالية أمرا حتميا في عالمنا العربي، كما أن التوسع في دخول الروبوتات في الصناعة، سيؤدي لظهور صناعات وخدمات جديدة تتطلب عمالة متعددة.

أما الفصل السابع والأخير فقد جاء بعنوان «مستقبل الروبوتات في العالم وتساؤلات مشروعة»، تناولت فيه المؤلفة مجموعة من التساؤلات الفلسفية والأخلاقية التي يطرحها علماء وخبراء الروبوتات والذكاء الصناعي حاليا، وبخاصة الروبوتات الذكية، حيث يتخوف البعض من ردود الفعل التي قد تصدر تجاهها، وخوصا اذا ما زالت كل الفوارق الظاهرية بحيث يصعب التمييز بين الإنسان والروبوت. منقول