سيارة للمكفوفين من تصميم طلبة جامعيين

سيارة للمكفوفين من تصميم طلبة جامعيين

جسي المر

بي بي سي - فرجينيا

تجربة السيارة

عبر كايس عن سعادته بالعودة للقيادة بعد سنوات طويلة

“أشعر كأنني حر لأنه أمر لم اتمكن من انجازه منذ خمسة عشر عاما مما يمنحني املا في انني قد أتمكن من القيادة يوميا من جديد”.

هكذا لخص تاي كايس شعوره بعد أن تسنت له الفرصة لقيادة أول نموذج لسيارة صممت خصيصا للمكفوفين.

جلس تاي وراء عجلة القيادة للمرة الأولى منذ أن فقد بصره عام 1994 نتيجة مرض السكري.

في موقف للسيارات في حرم جامعة فيرجينيا تك، شارك تاي بتجربة هي الأولى من نوعها حول العالم، حيث يصغي السائق الكفيف الى ارشادات الحاسب الالي عبر سماعات وضعت على اذنيه: “خفف السرعة، اتجه الى اليمين، اتجه الى الشمال، قف…”

على الرغم من تردده في بداية الأمر، أطلق تاي كايس العنان للسيارة متفاديا الحواجز في موقف السيارات. وقد جهزت السيارة بنظام للطوارئ يقوم يأيقاف المحرك بطريقة اوتوماتيكية في حالة اقترابه من حاجز.

و راقبت هولي كايس تحركات زوجها بقلق وفرح في الوقت نفسه مرددة “لا أصدق عيني…”.

في مقدمة السيارة، وضع جهاز استقبال الليزر الذي يحل مكان عيني السائق ويكتشف العقبات بدرجة مئة وثمانين درجة ويبعث المعلومات الى حاسوب في مؤخرة السيارة.

فريق العمل الذي صنع السيارة

تم تطوير السيارة في جامعة فرجينيا

وبدوره يترجم الحاسوب المعلومات ويرسلها عبر اهتزازات في سترة السائق وارشادات صوتية توضح للسائق الاتجاه و السرعة.

وكان الاتحاد الوطني للمكفوفين سعى عام 2004 للعثور على جامعة أمريكية لتباشر العمل على سيارة تخدم المكفوفين بمنحة قيمتها ثلاثة الاف دولار.

جامعة فرجينيا تك كانت الوحيدة التي استجابت الى التحدي من خلال مجموعة من الطلاب في كلية الهندسة الميكانكية .

غريغ جانامان الطالب الذي قاد المشروع اعتبر التحدي مثيرا للاهتمام باعتباره يخدم شريحة من الأشخاص “هم جديرون باهتمامنا”.

و بعد أن عمل على المشروع لمدة أربعة سنوات حاز على شهادته الجامعية وسلم المشروع الآن للطالبة كيمبرلي وانغر.

يقول غريغ “ما دفعني إلى المشاركة في المشروع هو رؤية سعادة المكفوفين الذين جربوا السيارة وشعورهم بانهم قد اقتربوا من الاستقلالية التي يسعون اليها”.

تطوير المشروع

مشروع السيارة لا يزال بحاجة الى تطوير ميكانيكي، حيث يسعى المشرفون الى تطوير نظام جديد يعطي السائق معلومات دقيقة عن العقبات أمامه عبر خارطة يمكنه تلمسها.

و يقول دينيس هونغ، استاذ الهندسة المكانكية والمشرف على المشروع لبي بي سي “ما ينقصنا الآن هو التمويل، لكنني اعتقد أن التكنولوجيا (المطلوبة لانتاج السيارة) ستستكمل قبل أن يتقبل الرأي العام فكرة قيادة الكفيف لسيارة”.

ويدرك هونغ صعوبة ازالة قلق الرأي العام، لكنه يستغربها أيضا باعتباره يرى مراهقين يقودون سيارات يوميا ويستعملون الهاتف المحمول في الوقت نفسه مشكلين خطرا على الاخرين.

و على الرغم من تقدير هونغ أن مشروع السيارة قد لا يحتاج الى أكثر من خمس سنوات، تواجهه سلسلة من الاسئلة التي عجز طلابه عن الاجابة عنها، فأية شركات تأمين ستغطي السائقين المكفوفين؟ و كيف ستسمح السلطات المحلية باصدار رخص القيادة لهم؟

ويختم قائلا: “لقد طورنا أول نموذج سيارة للكفيف لكن الناس لا يزالون يشعرون بالقلق. فهناك العديد من الأمور القانونية والاجتماعية التي علينا أن نتخطاها اولا.”

إعجاب واحد (1)