حـــكمة أعجبتني
في جوٍ نقي بعيداً عن صخب المدينة وهمومها سلك الاثنان وادياً عميقاً
تحيط به جبال شاهقة وأثناء سيرهما …
تعبيراً عن ألمه :آآآآه
نسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت
:ومن أنت؟؟
[COLOR=blue]فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟؟
أنت ؟
ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت؟
فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب … فصاح غاضباً
“أنت جبان”
وبنفس القوة يجيء الرد ’ أنت جبان ’
الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه
قبل أن يتمادى فيتقاذف الشتائم
هذا الدرس
المرة وصاح في الوادي
[COLOR=blue]
كان الجواب من جنس العمل أيضاً … فجاء بنفس نغمة الوقار ’ إني أحترمك ’
عجب الابن من تغيّر لهجة المجيب … ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً:
’ كم أنت رائع ’
فلم يقلّ الرد عن تلك العبارة الراقية ’ كم أنت رائع ’
لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية علّق الحكيم على الواقعة
بهذه الحكمة
'أي بني : نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء (صدى)
لكنها في الواقع هي الحياة بعينها إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها
ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك
إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك
وإذاأردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك
إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك
وإذاأردت أن يسترك أحد فاستر غيرك
إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك
وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً
لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء
أي بني …
تجده في كافة
تضاريس الحياةإنه صدى الحياة…
ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت
…حكمة أعجبتني فنقلتنها لكم أخوتي في الله …
مثل ماعجبتني …
…تحياتي
[/color]
[/color]