[CENTER]هذه مقالة اعجبتني للمهندس تركي بن سليمان المديفر
واتمنى اني اسمع اراؤكم فيها
يبدو أن هناك ثمة علاقة وطيدة بين امتلاك منزل العمر لمعظم الشباب السعودي، وبين حلم ابليس في دخول الجنة. فالمعادلات الرياضية والكيميائية والفيزيائية وكل الدلائل والبراهين تؤكد هذه العلاقة والارتباط الوثيق. فإبليس عليه لعنة من الله قد يئس من دخول الجنة وأيقن بحرمانه منها رغم أمنيته الدائمة بدخولها، وكذلك معظم الشباب قد ادركوا (كإدراك ابليس) بمدى استحالة امتلاك المنزل هذه الايام في ظل تزايد الاحتياجات والمتطلبات الانسانية للبقاء في حياة كريمة ذات رفاهية مستمرة قد اعتاد عليها ولا يمكن التنازل عنها.
ولكي نتأكد من حقيقة هذا الادراك وأسبابه التي خلقت هذا التشاؤم لدى فئة كبيرة من الشباب السعودي فلننظر ببساطة نظرة حسابية لمجموع الدخل مقابل المصروف، وما هو الفارق المتبقي القادر على امتلاك منزل. فمعدل الرواتب لهذه الشريحة من الشباب في غالبها لا يتعدى 5 - 6 آلاف ريال بأي حال من الاحوال في بداية عملها ويصل بعد عشرين سنة الى ما يقارب (10 - 12) الف ريال. أي متوسط (8000 ريال) خلال المرحلة العمرية من 23 - 43، وبافتراض ان الفرد سيكون مضطراً لصرف 35٪ من دخله على اجار مسكنه. و15٪ على فواتير الخدمات. ولا ننسى انه بحاجة الى 20٪ على أكله وشربه وملابسه في اسوأ الاحوال. بالاضافة الى انه سيكون ملزماً بدفع 10٪ من دخله على سياحته وصحته. أي مما يعني ان 80٪ من دخل الفرد ذاهب بلا محالة وبدون رجعة. ولنر ما يمكن ان تفعله ال 20٪ المتبقية (1600 ريال) من الراتب وقدرتها على امتلاك عقار (منزل العمر) ستصبح خلال العشرين سنة (384,000 ريال). ترى ماذا سيفعل هذا المبلغ مقابل الزيادة المضطردة في اسعار العقار في المدن السعودية الرئيسية. فهذا المبلغ لن يكفي إلا لشراء ارض، وبالتالي سيحتاج الى 20 سنة اخرى قادمة لبنائها، فما ان يصل 63 عاماً سيكون جاهزاً للوصول الى منزل العمر. ولا يجد الشباب مخرجاً للوصول سريعاً لهذا الحلم السكني سوى المغامرة بأموالهم لعل الله ينفس كربتهم في الوصول الى تحقيق الحلم السكني، فينجح واحد من ألف، ويخسر البقية ما تبقى من اموالهم.
لذا نحن بحاجة للخروج من هذا المأزق المقبل لقضية الاسكان والابتعاد عن الارتباط بحلم ابليس في الجنة. والذي لن يكون إلا من خلال تغيير وضع الاسكان في المملكة. ولتكن البداية في تغيير التعامل مع الاراضي البيضاء وعدم تركها كما هي تنتظر دون تطوير بدون أي ضريبة على رجال العقار على الرغم من استفادتهم من الخدمات الحكومية لأراضيهم المخدومة، وبالتالي سنجد العقاريين بالتأكيد قد اعادوا حساباتهم تجاه ملايين الامتار المربعة المنسية داخل مدننا ومن ثم سنجد اسعاراً اخرى معقولة للأراضي تناسب قدرات السكان.
ثم يأتي دور المعماريين في اكتشاف تصاميم سهلة ومبسطة وغير مكلفة، والابتعاد عن الاساليب التقليدية المكررة، والبحث عن مخططات قادرة على استخدام امثل للمواد العمرانية، دون اسراف او تقتير. تمكن من بناء منزل بأقل التكاليف. ومن ثم تبقى الكرة في ملعب مطوري العقار، القادرين على تسهيل عمليات البيع دون جشع او طمع والابتعاد في بحثهم عن الارباح المبالغ بها وغير المنطقية في عالم الاستثمار العقاري. وينتهي المطاف للحصول على مسكن ميسر بالجيل المقبل ان يغير ثقافته نحو المسكن، ف 200 متر قد تكون كافية لمنزل العمر اذا أحسن استغلالها، وترك التفكير في مجالس الضيوف (رجال ونساء) التي لا تستغل سوى مرة او مرتين في السنة، وتركيز التفكير على احتياجاته واحتياج عائلته الخاصة.
عندما نحقق هذه السياسات ونطبق هذه الاستراتيجيات. سيكون شبابنا قد سكنوا منازلهم الخاصة بيسر وسهولة مع امن وامان في ظل حكومة رشيدة تسعى بكل ما تملك لرفاهية سكانها…
العمارة… أداء موسيقي صامت[/center]