س : هل إذا مشيت بالسيارة والحرارة أسفل العداد ما طلعت ، تخرب المكينة لأن الزيت بارد ؟؟؟
ج : أولاً : عداد الحرارة هذا يقيس حرارة موية الرديتير اللي تسخن من احتكاكها بجوانب المكينة ، وبالتالي إنت الآن تقيس درجة حرارة الموية ماهي حرارة الزيت …
(( بعض السيارات القديمة والجيوب يجي فيها عداد حرارة الزيت ))
ثانياً : الزيت البارد ما يضر السيارة ، لأن الزيت يحمى بحرارة المكينة ، إذا ارتفعت حرارتها ارتفعت حرارته …
والزيوت معدة ومصنوعة أصلاً للاستخدام في درجات الحرارة المختلفة ، العالية الحرارة ، والشديدة البرودة ، ولزوجة الزيت تزيد مع الحرارة لتتناسب مع زيادة حرارة الاحتكاك داخل المكينة …
لكن هذا لا يعني أن انخفاض لزوجة الزيت البارد عن لزوجته وهو حار أنه لا يؤدي عمله لتزييت أجزاء المكينة بكفاءة ، أو أنه سيؤدي – ولو على المدى البعيد – إلى تآكل في المكينة ، أو خراب في أجزائها ، لأن المحرك لا يحتاج للزوجة الزائدة إلا في حال ارتفاع الحرارة داخل أجزاء المكينة …
وزيت المحرك إنما صمم من أجل أن يعمل على حماية المكينة من آثار الاحتكاك في جميع الظروف ، وعلى جميع درجات الحرارة ، ووصت به شركات تصنيع السيارات لحماية محركاتها لكي تمشي مئات الآلاف من الكيلومترات ، ولم تطلب من قائد السيارة أن ينتظر قبل قيادتها ، أو أنه يجب عليه تسخين زيت المحرك قبل القيادة (( مثل سيارات الديزل مثلاً )) …
فهل نقول بأننا لا نثق في عمل زيت المحرك ، وفي عمل خبراء تصنيع الزيوت والسيارات في العالم في مختلف الشركات ، ونثق في آراء بعض من لم يعرف – ربما – كيف تعمل المكينة أصلاً ؟؟!! >>>> لا أقصد شخص بعينه …
س : هل إذا كانت السيارة في منطقة وصلت لدرجة التجمد (( تحت الصفر )) تحتاج للتسخين لفترة طويلة لأن الزيت يكون بارد جداً ، ولزوجته لاتساعد أن يصل إلى جميع أجزاء المكينة إلا بعد فترة ؟
ج : لابد أن نفهم أولاً أن الزيوت تصنع بناءً على مواصفات ومقاييس معينة ، ومن أهمها : درجة الحرارة الخارجية ، وتناسب لزوجة الزيت معها حتى يعمل بكفاءة تامة داخل المحرك …
وهذا ما ترمز إليه الأرقام التي تصنف بها الزيوت من قبل المعهد الأمريكي SAE وغيره ، والتي تعتمد على إعطاء (( رمز معين عبارة عن رقم يساوي درجة حرارة خارجة معينة )) …
فلا تعني الأرقام 20/50 – مثلاً – أن الحرارة تبدأ من 20 درجة مئوية إلى 50 درجة مئوية (( على الفهم الخاطيء المنتشر بين الناس )) …
لكنها تعني أن الحرارة الخارجية العليا والدنيا للمحرك الذي يستطيع أن يعمل فيه هذا الزيت بكفاءة هي درجات الحرارة التي استخدمت لها هذه الأرقام كرموز …
وبناءً على اختلاف درجات الحرارة الخارجية المصنعة على أساسها هذه الزيوت تتم كتابة هذه الرموز على العلبة ، والمفترض أن يتم اختيار الزيت الأفضل بناءً عليها …
ولاحظ أن أثقل زيت منها 20 / 50 صنع ليعمل بكفاءة في درجة حرارة خارجية تحت خط الصفر بعدة درجات ، أي أقل من درجة التجمد …
إذن فدرجة التجمد وما تحتها لا تعوق زيت المحرك في الوصول إلى تزييت جميع أجزاء المكينة بفاعلية ، وبخاصة إذا كان اختيار درجة لزوجة الزيت مناسباً للمكان …
س: إذا كانت درجة التجمد وما تحتها لا تعوق الزيت في تزييت المكينة بفاعلية ، فلماذا توصي بعض الشركات (( مثل تويوتا في كتلوج الكامري)) بالانتظار لمدة أطول قبل الانطلاق بالسيارة ؟ - حُددت المدة في الكتلوج بعدة دقائق -
ج : السبب ليس هو الزيت قطعاً لما ذكرناه قبل قليل ، وإنما السبب هو ماء الرديتير ، فإذا كان ماء الرديتير أصلياً ، فإنه يكون موزوناً ليعمل في درجة التجمد بإضافة نسبة من مانع التجمد إلى المحلول ، وتختلف نسبة المانع للتجمد بحسب درجة الحرارة أيضاً (( كما يذكر هذا ويحدده كتلوج الأزيرا )) …
وتبلغ أعلى نسبة لإضافة محلول عدم التجمد إلى ماء الرديتير 60 % من تكوين ماء الرديتير ، وحينها يمكن للماء أن يقاوم حتى 45 درجة تحت الصفر كما يذكر الكتلوج …
لكن إذا كانت درجة الحرارة تنزل كثيراً عن الصفر ، أو كان الماء الموجود في السيارة غير مهيأ للعمل في درجات التجمد ، فإنه ينبغي تسخين هذا الماء قليلاً حتى تمشي المركبة …
والحل هو تسخين المحرك من خلال الزيت ، حتى يعود مع الحركة الهادئة إلى حرارته الطبيعية – أي أعلى من درجة حرارة التجمد - ، والحرارة الطبيعية هنا ليست هي الحرارة القصوى للمحرك ، وإنما هي الحرارة العادية التي تكتسبها أجزاء المحرك الداخلية من خلال الدوران الهاديء لفترة أطول (( قليلاً )) من الفترة العادية التي يأخذها المحرك للاستعداد قبل التحرك بالسيارة ، كما ينص على ذلك بعض كتالوجات هايونداي صراحة
ولذلك نرى توصيات المهندسين في عدة مواقع – منها مواقع رسمية لشركات سيارات عالمية مثل فورد وتويوتا وغيرها - بعدم الحاجة لتسخين السيارة أصلاً …
وكذلك مواقع رسمية مثل صحة البيئة في كندا - التي تنزل درجاتها تحت الصفر بكثير – توصي بعدم إطالة فترة تسخين المحرك عن المعتاد …
وسبب ذلك أننا لو افترضنا أن ماكينة السيارة تحتاج إلى درجة حرارة معينة ، وأنت تحاول الوصول لـهذه الدرجة المناسبة من خلال التسخين ، فإن هذا يأخذ في بعض الأحيان إلى 7 دقائق ، أما إذا شغلت وانتظرت 30 ثانية و مشيت ، ستحصل الماكينة على الحرارة المناسبة بعد دقيقتين وربما أقل ، و هذا يفيد الماكينة و يزيد من طول عمرها الإفتراضي
س : ما هو سبب ما يقوله بعض الناس أن – فلان – ضربت مكينته بسبب عدم التسخين ، و- فلان - تضررت سيارته بسبب عدم التسخين إذا كان كلامك هذا صحيح ؟؟
ج : السبب في كل سيارة يختلف عن الأخرى ، لكن كل الأسباب (( الميكانيكة )) الحقيقية ليس لها علاقة بالتسخين إطلاقاً ، ولكن الإنسان يبحث دائماً عن (( شماعة )) يعلق عليها الأشياء التي لا يجد لها تفسير مقبول عنده …!!
-----------------------------------------
السيارات التي تحتاج التسخين - لمدة لا تتجاوز دقيقتين
هي الموجودة في مكان تصل درجة حرارته إلى ما تحت الصفر