لماذا لانجعل ايامنا كلها رمضان ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسناومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا

مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله…

أمابعد:

ها قد رحل رمضان الخير والبركة واطل علينا شوال بفرحة العيد الجميل

الذي هو بمثابة المكافئة على ما قام به العبد من افعال الطاعة والانقياد لله تعالى والالتزام باوامره

لكن هل بقيت اثار رمضان فينا ام انها رحلت معه

هل نستطيع الاستمرار على ما فعلناه في شهر رمضان

الاستمرار على الطَّاعة يقود إلى حسن الخاتمة؛ لأن مَن مات على شيء بُعث عليه، ومَن داوم على الطاعة

اطمأنَّ إليها؛ كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ

الْقُلُوبُ[الرعد: 28]، وهؤلاء هم أصحاب النُّفوس المطمئنَّة التي تُنادى عند

الموت: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي *

وَادْخُلِي جَنَّتِي[الفجر: 27 - 30].

ام ان هذه الاجواء الايمانية قد سافرت ولاتعود الا بعد عام

هل بالامكان ان نستمر على قراءة القرآن والدعاء بقدر ما قرأناه فيه

ونقوم ليلنا كما كنا نقوم في لياليه

ونتحلى بضبط النفس والورع والاحتياط كما كنا نفعل فيه

لان كثير من الناس حينما ياتي شهر رمضان يتجنب المحرمات

فتراه لايخوض في الغيبة احتراما لرمضان او تراه لايسمع المنكر لاجل حرمة الشهر الفضيل

فقد أثنى الله تعالى على الراسخين في العلم بأنهم يقولون: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا

وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران: 8]، وعن ابن مسعود رضي

الله عنه قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أسألُك موجباتِ

رحمتك، وعزائمَ مغفرتك، والسلامةَ من كل إثمٍ، والغنيمةَ من كل بِرٍّ، والفوزَ بالجنة، والنجاة من النار

رواه الحاكم أبو عبدالله، وقال: حديثٌ صحيح على شرط مسلم.

كل منا يستطيع ان يجيب نفسه لما لانجعل ايامنا كلها رمضان

كلها قيام في الليل كلها قراءة للقرآن كلها كف عن صغار الذنوب

كلها غظ النظر عن المحارم كلها الورع والتقوى ملازمة للنفس

لما لا وما المانع من ذلك ما دام هذا هو اسمى الغايات وازكاها

انى شوال وهو عيد الصائم فاذا سُئلنا هل انتهى رمضان

نقول لا لم ينتهي بل الذي انتهى هو قشر رمضان وغطائه

اما رمضان اللب والجوهر فهو قد بقي فينا لا يرحل

الا ان ياتي عليه رمضان السنة القادمة فيكون مغذياً لانفسنا

ومجدداً لنشاطها الروحي الرباني

فكما انقضى شهر رمضان تنقضي الأعمار!! ومن ثم تنقضي هذه الحياة… الإحساس الذي يجعلنا لا نتقاتل ولا

نتحاسد ولا تتنافس في عرضها الزائل، وذلك مقابل إعمارها بالهدى والتقى والإيمان والمحبة…

* نسأل الله تعالى القبول والتوفيق وتوظيف الوقت لما فيه الخير.

نسأل الله ان يجعلنا ممن اتعظ واوعظ ببركة هذا الشهر الفضيل المبارك

نسأل الله أن يجعلنا من المداومين على الطاعات، وأن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن

عبادته، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

بارك الله فيك

اللهم بلغنا رمضان