لماذا نقابة حرة؟

الدور الحقيقي لنقابة المهندسين هو الإرتقاء بالمهندسين وأحوالهم المهنية والعلمية والإجتماعية والإقتصادية والصحية وقد يتمد نشاطها لرعاية أسرهم… والمقصود بمهنيا هو بحث طرق رفع كفاءة المهندس المصري وصولا لمستوى منافسة عالمي ونوفير الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك، وأيضا العلمية من خلال رعاية وتنظيم المؤتمرات والإشراف وطباعة الدوريات العلمية وتدريب المهندسين ومساعدتهم في الحصول على الدبلومات والماجسيترات المهنية في كافة التخصصات، بحيث يعود المهندس المصري لما كان عليه من قبل إن تكلفة حصول جميع المهندسين المسجلين في النقابة على دبلوم في إدارة المشروعات من جامعة كامبريدج مثلا حوالي 400 مليون جنيه مصري وهو ليس بالكثير من خلال خطة تنموية جادة تهدف لرفع كفاءة المهندسين، إن مفهوم الدعم المالي للمهندسين لا يتوقف ولا ينبغي أن يبدأ من القروض بل يجب أن يكون بهدف رفع قيمة المهندس العلمية والمهنية ورفع قدرته على المنافسة في الأسواق العالمية.
سأتحدث عن مجال العمارة على سبيل المثال والذي كان للمهندس المصري الريادة فيه لأعوام مضت والآن ما هو وضع المهندس المعماري المصري مثلا في أسواق العمل المهني بالخليج العربي الذي إمتص الآلاف منهم؟ كم مهندس مصري هو مدير مشروع تصميم في الخليج الآن؟ لا أنتظر إجابة فهي تصيب بالحسرة… والمتسبب في ذلك ليس المهندس فقط وليس المؤسسات الخليجية فقط، بل لنكون بقدر مسئولية الحدث المهندس المصري يحتاج لرفع قيمته العلمية والمهنية ليتفوق على ذويه في الدول الأجنبية فتزيد فرصته في سوق العمل وأيضا قدرات المهندس الحديث التخرج الإقتصادية لن تؤهله فعليا للتفرغ للعديد من الدراسات التي أصبحت ضرورية وبالتالي فصار يقبل بأعمال تقل من كفاءته ومن قيمته العلمية حتى يتكمن من الحصول على تلك الدراسات أو القبول بوضعه الراهن… بالإضافة لإرتفاع أسعار الكتب الهندسية عامة والمعمارية خاصة لتصل لأسعار جنونية مخيفة وعلى سبيل المثال لا الحصر كتاب تاريخ العمارة لسير بانيستر فلتشر سعره يصل لألف جنية مصري أو 120 جنيه إسترليني مثلا وهو كتاب كلاسيكي ويفترض أنه من الكتب التي يجب أن تكون لدى كل المعماريين ولا يعتبر الأغلى فهناك ما يزيد عن ضعفيه وبالتالي فإن إقتصاديات المهندس الحديث التخرج في مرحلة بناء الذات لا تساعده على أي بناء للذات، والطبيعي أن يلجأ هذا المهندس فور تخرجه إلى نقابته المعنية برعاية شئونه فيقابل شخص ما يتناقش معه في خطته المستقبلية القريبة ومجال التخصص الدقيق الذي يرغب في الحصول على تصريح المزاولة فيه ويخرج من المقابلة معه تصور عن سوق العمل وعن الدراسات التي يجب الحصول عليها وتكلفة الدراسات ونسبة دعم النقابة كما يمكن أن تتكفل النقابة بكافة المصاريف مقابل أعمل تطوعية يقوم بها المهندس للنقابة مما يثري كل من المهندس والنقابة
لم أدخل نادي المهندسين بالزمالك مطلقا وفي الحقيقة لا أعرف مكانه بالتحديد ولم أصادف خلال 12 سنة أن أعطاني مهندس صديق موعدا في هذا النادي، حين كنت صغيرا كنت أشعر بالتميز لأن والدي ضابط وكنت أفخر بممارسة الرياضة في نوادي القوات المسلحة والإتحاد الرياضي للقوات المسلحة وحين أنجبت أخذت زوجتي وطفلتي لأشعرهم بالفخر بنادي المهندسين بالأسكندرية وكانت زيارة لم تتكرر، وحين كنت بالمنصورة يبدو أنني لم أتعلم فكان بصحبتي صديق قاض وكنا نبحث عن مكان نجلس فيه ونتناول الشاي فأخذتي العزة بالإثم وكان إصراري لا يمكن رفضة على الجلوس بنادي مهندسي المنصورة بطلخا وأيضا لم تتكرر… وفي اليوم التالي أخذني لنادي القضاة لا لنشرب الشاي ولكن ليشعرني بالخجل وكان دوما يقول أنه لا يحترم من المهنيين سوى قطاع المهندسين، ولم أتعامل مع تلك المقولة على أنها مجاملة قط فحقيقة الأمر أن أرقى القطاعات المهنية عقلا وسلوكا هم المهندسون وليس هذا برأيي ولكن بإجماع عالمي يصل لأن بورصة نيويورك تستعين بالمهندسين لإجراء التحليل المالي، يكفي أن أرقى مدن ألمانيا يسكنها فقط المهندسون يليهم الأطباء والمحامون… يكفي فقط مكانة مهندس الري المصري على مدار العصور الذي كانت مكانته تعلوا مكانة المحافظ نفسه… يكفي أن المهندس هو صانع الحضارة والمدنية والقائم عليها
إن الحراسة المفروضة على نقابة المهندسين أبعدتها عن الهدف الرئيسي من وجودها وهو رعاية المهندسين وإقتصر نشاط لجنة الحراسة في توفير برامج الحج والعمرة والمصايف والرحلات والبطاقة العلاجية، وحتى تلك الأنشطة لا يظهر دعم النقابة بها بشكل واضح فبعض شركات السياحة تقدم عروضا أفضل للحج والعمرة…
كان السؤال المحير أين تنفق موارد النقابة المالية؟ فالنقابة غير دخلها الكبير من المراجعات والإعتمادات للمشاريع الهندسية فهي شريك في عدة مشروعات كبنك المهندس رحمه الله الذي تم إدماجه في البنك الأهلي ولا أعرف تحديدا مصير حصة النقابة، وأيضا بنك قناة السويس للتأمين، وشركة المهندس الوطنية ويعلم الله ما تمتلكه النقابة أيضا فهي في عزلة منذ أعوام طويلة
نحن بحاجة لنقابة حرة تعيد للمهندس المصري مكانته… تتلقف شباب المهندسين فتوفر لهم الفرص والتدريب والتنمية البشرية نحن بحاجة لنقابة حرة تقوم بدورها النقابي الحقيقي وليست مقصورة على رحلتي الحج والعمرة بحاجة لنقابة تؤدي أساسيات العمل النقابي وليس كماليات الخدمات المدنية

وإن ذلك لن يتحقق سوى بنقابة حرة مستقلة يديرها مهندسون أحرار يعملون على رفع كفاءة ذويهم مما يصب في الرقي بوطن في أمس الحاجة لمجهود جاد
eng: Mohamed ELSibaey

لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادى

اذا كان الحكومة لا تنفذ احكام القضاء طب اية الحل الحكم معانا نبلة ونشرب ميتة

كلام جميل جدا" لكن يجب أن نتحدجميعاونقوم بخطوات ايجابية عملية

الواحد فعلااا زهق جداا نفسي احوال المهندسين هنا تبقي ربع احوالهم في اوروبا مع اننا لا ينقصنا شيئا عنهم

انا شايف ان الموضوع دة مش هيتحل غير لما الريس يتدخل فية بنفسة
علشان كدة لازم الموضوع يتصعد للريس