ماء نقى جدا مجانا

لا أعتقد أن هناك طريقة تضاهى النتائج التى نحصل عليها من تقطير المياة – وهى الطريقة الوحيدة التى تحاكى الطبيعة تماماَ

مياة الشرب المعبأة – سواءاَ فى زجاجات لتر ونصف أو قوارير كبيرة – ليست مياة معدنية كما أصبح معروف للكثيرين الآن – فهى مجرد مياة الحنفية العادية ولكن تم معالجتها كيميائياَ لإزالة الشوائب وتطهيرها – ولكن المعالجة الكيماوية تخلق مشاكل جديدة لم تكن موجودة أصلاَ فى مياة الحنفية – وقد تابعت ذلك الموضوع لسنوات عديدة وتأكد لى ذلك – حتى أن كاتباَ كأنيس منصور – وهو معروف بخوفه الشديد على صحته – أكد بعد أن سأل كثير من المتخصصين أن مياة الحنفية – إذا غليت فقط – تكون أفضل من المياة المعبأة التى يسمونها خطأ “معدنية”

- أما الفلاتر فكلما كان سمك المسام – المقاس بالمايكرون – أقل كلما كانت قدرتها على حجز الملوثات والأجسام الغريبة أكثر – ولكن ذلك يجعلها أيضاَ تمتلئ أكثر فى داخلها بملوثات أكثر – وكلما شربنا لابد أن تمر المياة على كل الملوثات التى خزنتها داخلها منذ أن وضعنا آخر غيار أو شمعة فلتر – وهذا هو السبب فى أن طعم المياة يبدأ فى التغير بعض فترة من وضع آخر غيار

أما فى تقطير المياة فمعظم الملوثات والمعادن الثقيلة ليست لديها القدرة على أن تتبخر – وبالتالى فالماء فقط هو الذى يتبخر – تاركاَ الملوثات فى القاع – وعندما يتكثف فإنه يكون كالسحاب الذى يتكون من بخر مياة البحار والمحيطات – تحت تأثير حرارة آشعة الشمس – ثم سقوط قطرات الماء المكثف تماماَ مثل المطر – فالعملية كلها تحاكى الطبيعة تماماَ – الشيئ الوحيد الناقص هنا هو المعادن التى تجرفها مياة النهر عندما تسقط من أعالى الجبال مروراَ على مختلف الصخور وما تحويه من معادن متنوعة – فتحمل إلينا traces من تلك المعادن المفيدة – لكن ماباليد حيلة – فإما أن نشرب الماء بما فيه من معادن مفيدة وأخرى قاتلة – من التلوث الناتج من إلقاء مياة الصرف الزراعى ومافيه من بقايا الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية السامة المشبعة بالمعادن الثقيلة – والمخلفات الصناعية شديدة السمية – وتلك المعادن الثقيلة يعجز جسمنا عن التخلص منها فتستقر للأسف الشديد فى الكبد – مصفاة السموم المضحى بنفسه فى صمت بدون أن يشتكى إلا فى مراحل متأخرة جداَ عندما يفيض به الكيل ويصبح غير قادر على تحمل المزيد من المآسى التى نعرضه لها كل يوم – وبعضها يستقر فى المخ ويتراكم هناك ولايمكن التخلص منه أبداَ – وإما أن نشرب ماء خال تماماَ من المعادن – ونستعيض عن ذلك بالسلطة والفواكه الملأى بالمعادن العضوية

وقد إكتشفت اليوم وسيلة جديدة رائعة لتقطير المياة أكثر صداقة للبيئة ولاتكلف مليماَ واحداَ – سوى جنيهات قليلة لإنشاء الوحدة فى البداية فقط

وتلك الطريقة – التى تستخدم طاقة الشمس الطبيعية – مناسبة جداَ لمصر – خيث نتمتع بشمس دافئة معظم السنة – ويمكن أن تحل مشاكل نقص مياة الشرب العذبة فى قرى مصر والمناطق المحرومة من الخدمات – مناطق عشوائية – نائية – إلخ

تتلخص الطريقة فى إحضار طبق غويط من الفويل – ورق الألمونيوم – وهو متوفر فى المتاجر الكبيرة مثل سبينيس وكارفور مثلاَ – ونضع فى داخله إناء زجاجى أصغر منه وأقل طولاَ – ونملأ الطبق الفويل بالماء المراد تنقيته – ثم نغطى الطبق الفويل ببلاستيك شفاف – cling film – ونضع ثقل بسيط – عملات معدنية مثلاَ – فى المركز أى منتصف الغطاء لكى يميل الغطاء الشفاف لأسفل من المنتصف
والآن نضع المجموعة فى الشمس 3 أو 4 ساعات – سيحدث الآتى:
- آشعة الشمس ستدخل من خلال البلاستيك الشفاف – لكن حرارتها ستحتجز بالداخل لعدم وجود أى فتحات تهوية تهرب منها – وستتراكم الحرارة فترتفع درجة حرارة الماء بالتدريج
- ستبدأ المياة فى البخر لأعلى – فتصطدم بالغطاء الشفاف الأقل منها فى درجة الحرارة مما يجعل البخار يتكثف ويتحول إلى قطرات ماء – وتبدأ تلك القطرات فى التزحلق على السقف المائل لأسفل بفعل الثقل الذى وضعناه فى المنتصف – وتتدحرج القطرات حتى تسقط فى الوعاء الزجاجى – وتستمر عملية البخر والتكثيف والتقطير حتى تتحول كل المياة من الوعاء الكبير الفويل إلى الوعاء الصغير الزجاجى – ويتبقى فى قاع الفويل كل الملوثات والأجسام الغريبة والمعادن الثقيلة – لنحصل على ماء صافى كماء المطر خلال 3 أو 4 ساعات

طبعاَ يمكن تنفيذ الفكرة بأى مقاسات – وللعلم فكلما كان الوعاء الفويل أوسع كلما كانت قدرته على تسخين الماء وتبخيره أقوى وأسرع – نتيجة لتزايد كمية الآشعة الساقطة والمحتجزة داخل الفويل
كما يمكن الإستعاضة عن الفويل بإستخدام صحن كبير من المعدن اللامع – ستينلس ستيل مثلاَ – أو صاج لميع أو أى صحن يغلف بورق ألومنيوم لميع

ويمكن إستخدام غطاء زجاجى بدل البلاستيكى لكى يصبح الجهاز متعدد الإستخدام وصالح للتنفيذ بأحجام كبيرة تخدم منزل كامل وأسرة كبيرة العدد

الماء المقطر هو ماء نقى ولكن فقير بمن المعادن المطلوبة
وطعم الماء يختلف كيرا عن الماء العادى وعند شربه تشعر وكان به شيئا غريبا
فقد كان لدى جهاز كهربيى حوالى ٢كيلووات مخصص لعمل هذا الماء

والافضل استخدام عدسات لتجميع حرارة الشمس لانتاج كميات اكبر من الماء

فعلا الماء المقطر غير صحى نظرا لافتقاره للمعادن المفيدة