ما ظنكم برب العالمين ؟

[SIZE=5][FONT=Microsoft Sans Serif][COLOR=Blue]ما ظنكم برب العالمين ؟ سؤالٌ كبير، يا له من سؤالٍ يرجف منه الفؤاد ويجل منه القلب . فما ظنكم برب العالمين ؟ سؤالٌ يستوقف كل سامع ليُشْهِدَهُ تقصيره في حق الرب العظيم الكريم الذي قال جل وعلا عن حقه وحال عباده مع هذا الحق .
﴿فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ما ظنك يا أخي بربك رب العالمين الذي له الملك كله، وله الحمد كله، الذي له خلق السماوات والأرض ؟ فهو الخالق لا خالق سواه، هو المالك لا مالك سواه، هو المدبر جل وعلا لهذا الكون ، فما من حركة ولا سكون إلا بأمره جل وعلا .
السَّمك في البحار ، والأشجار في البراري كلها تصدر عن أمره ، ولا يخفى عليه من شأنها شيء سبحانه وبحمده، ما ظنك بهذا الرب حتى عصيت أمره وخالفت شرعه؟ ما ظنك بهذا الرب حتى أعرضت عنه وعبدت سواه وصرفت العبادة لغيره ؟

﴿فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾يا له من سؤال !! ما ظنكم برب العالمين؟ سؤال ينبه العبد إلى عظيم قدر ربه , وأن ربه جل وعلا قد فاق كل غايةٍ في القدر والعلو والمكانة، سبحانه وبحمده هو العلي العظيم، له المثل الأعلى في السماوات والأرض جل وعلا: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾﴿فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.

﴿فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.سؤالٌ أجب عليه بينك وبين نفسك، ما ظنك بربك ؟ ما هو فاعلٌ بك ؟ ما ظنك بربك وقد تركت حقه ؟ ما ظنك بربك وقد أقبلت عليه ؟ ما ظنك بربك الذي له الأولى والآخرة وله الحمد في السماوات والأرض وهو الحكيم الخبير ؟ ما ظنك بالله تعالى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلمفيما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبد بي )). تنبه واستمع إلى خطاب الله جل وعلا وهو يخبر عباده بأمر عظيم: (( أنا عند ظن عبدي بي , وأنا معه إذا ذكرني: إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي )) رب العالمين يقول هذا لنا ويخاطبنا به كما نقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه . وإذا تقرب إلي عبدي شبرًا تقربت إليه ذراعًا , وإذا تقرب ذراعًا تقربت إليه باعًا , وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة )). الله أكبر! ربُّ السماوات والأرض،بقدر ما تقبل عليه بقدر ما يكون لك، فبقدر ما معك من الظن بربك وحسن الأمل في ما عنده جل وعلا بقدر ما يكون الله جل وعلا لك .

سَل نفسك يا أخي، سل نفسك: ما ظنك برب العالمين ؟ وابحث عن جواب لهذا السؤال الكبير ، فإن الله تعالى عند ظن عبده به، من أحسن ظنه بالله تعالى فليبشر، فإن الله تعالى لا يخيب ظن من أحسن الظن به , ولا يخيب من رجاه وأمَّله .

إِنَّ مما يدل على وجوب إحسان الظن بالله تعالى أن الله سبحانه وتعالى توعد الذين أساؤوا الظن به أشد وعيدٍ، فقال سبحانه وبحمده :﴿وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ -ثم انظر عقوبة هؤلاء !! - عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً

فالخير كله بيديه سبحانه وبحمده، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع. إن أعظم ما يورث العبد حسن العمل وصدق الرغبة فيما عند الله تعالى وحسن الظن به أن يقرأ أسماء الله تعالى وصفاته، أن يطالع ما أخبر الله تعالى به عن نفسه، فإن ذلك مما يملأ قلبه بتعظيم ربه جل وعلا .

حسن الظن بالله تعالى أيها الأحباب يثمر في القلب صدق التوكل على الله جل وعلا .[/color][/font][/size]