مخاوف الطاقة النووية وجدل المخلّفات

تغيرَ المصدر الحقيقي للطاقة منذ أن بدأ الإنسان ثورته الصناعية، وكان شغله الشاغل البحث عن طاقة بديلة من شأنها أن تدفع عنه الكوارث وأن يحيا بجوارها حياة مرفهة وأكثر أمانا، غير أن الصعوبات التي تواجه العلماء اليوم لم تذلل بعد، فكانت مشكلة المخلفات النووية، وما ينتج عنها وما تسببه من كوارث بيئية.

الطاقة النووية ساعدت مزايا الطاقة النووية كمصدر خال من الكربون على تهدئة المخاوف بشأن سلامتها ولكن العلماء لم ينجحوا بعد في حل مشكلة المخلفات السامة التي تولدها والتي ينبغي تخزينها لمئات الالاف من السنوات. ومن الجدير بالذكر أن المخلفات النووية لدى معظم الدول تخزن في حاويات من الصلب والاسمنت المسلح في بحيرات مغلقة من الماء البارد فوق سطح الأرض أو في أنفاق عمودية بها فتحات تهوية. ويقول علماء ان الوضع المثالي هو الاحتفاظ بها في مستودعات على عمق كبير تحت الارض. غير أن سلامة هذه التكنولوجيا لم تثبت بعد ، لكن الحكومة البريطانية التي ساندت في وقت سابق من هذا الشهر جيلا جديدا من محطات الطاقة النووية عبرت عن اعتقادها بان بناء مستودعات المخلفات على عمق كبير تحت الارض امر قابل للتنفيذ ويتفق بعض العلماء مع هذا الرأي.

حلول ليست نهائية وقال نيل تشابمان من معهد ادارة المخلفات تحت الارض "اعتقد ان هناك أدلة كافية على وجود جميع التكنولوجيات على مستوى العالم وان تحليل مدى سلامتها أنجز أكثر من مرة." وتابع "المشكلة أن من يعارضون الطاقة النووية يكررون باستمرار انه ليس هناك من حل للتخلص من المخلفات ذلك لعدم وجود منشآت تحت الارض مشيدة لهذا الغرض على مستوى العالم للتعامل مع هذه المشكلة."بحسب رويترز. وحتى الآن يوجد نحو 270 ألف طن من الوقود المستنفد في منشات تخزين في مياه باردة في انحاء العالم ويتم اضافة ما بين 10 و12 ألف طن كل عام وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية التي تقدم الاستشارات في مجال الطاقة. وفي يونيو حزيران 2006 قررت فرنسا التي تولد نحو 80 في المئة من إنتاجها من الكهرباء من محطات نووية اللجوء لمستودعات على عمق كبير تحت الأرض وتهدف لبدء استخدام أول مستودع من هذا النوع في عام 2025 بتكلفة 15 مليار يورو (21.72 مليار دولار) حسبما ذكر الاتحاد النووي العالمي. والمنشآت التي تشيد على عمق كبير تحت سطح الارض مناسبة لإبعاد المخلفات عن السكان غير إنها ليست خالية من المشاكل.

المعركة الحقيقية وفي محاولة للتغلب على صعوبة واضحة وهي معارضة المجتمعات المحلية طلبت الحكومة البريطانية من المجتمعات التبرع لاستضافة مستودع تحت الارض. وتخزن معظم المخلفات النووية البريطانية في سيلافيلد شمال انجلترا ويرى بعض المحللين انها المتطوع الوحيد المحتمل لوجود كم كبير من المخلفات بها. وتبدأ مشاورات عامة بشأن المخلفات والتخلص منها بين فبراير شباط ومارس اذار 2008 ويتبعها تقديم المتطوعين الطلبات. جوليان بوسوول احد المخططين في مجموعة الطاقة النووية البريطانية بشركة افرشدز القانونية يقول: زاوية التطوع غير مسبوقة الى حد بعيد.. انه أسلوب غير عادي في معالجة الأمور. وتابع ستدور المعركة الحقيقية حول.. الموقع تحديدا حسب عدد المجتمعات التي تبدي رغبتها للتطوع.

معضلة أخلاقية ويقول تشابمان، هناك عدة اماكن يمكنك التوجه اليها. مررنا بهذه التجربة عدة مرات من قبل. واظهرت النتائج العامة على مدار الاعوام العشرين الماضية انه ما بين ربع الى ثلث مساحة بريطانيا ملائم من الناحية الجيولوجية ولكن حتى حين تحل مشكلة المكان ستبقى مشكلة التمويل. واعلنت الحكومة البريطانية مرارا أنها لن تمول الطاقة النووية ولكن المحللين يقولون ان القطاع الخاص لا يطيق التكلفة الضخمة للتخلص من المخلفات اضافة الى ملياري جنيه استرليني على الاقل (3.92 مليار دولار) تكلفة بناء محطة نووية. في هذا الصدد يقول روبرت بيتشر رئيس مجموعة الطاقة النووية في افرشدز، بالنسبة لتكلفة بناء مستودع للمخلفات المستقبلية تحت الارض فلن يستطيع القطاع الخاص تمويل مثل هذا المستودع بأي حال من الاحوال. ويرى كثيرون ان هذه التفاصيل أقل اهمية من المعضلة الاخلاقية التي تنتظرهم في ماهية الضرر الذي سيخلفونه للاجيال القادمة. حيث وجه اندرو بلورز العضو السابق في لجنة ادارة المخلفات المشعة التي تقدم المشورة للحكومة البريطانية بكلمته "هذه المواد لن تتلاشى وستبقى لآلاف ان لم يكن لملايين الاعوام وهي عبء على الاجيال القادمة. وتابع، لا نحتاج (طاقة) نووية لان هناك بدائل.. بصفة اساسية تبدو لي المشكلة الاخلاقية انه اذا لم تكن بحاجة اليها فلا تمتلكها. ويقول المؤيدون للطاقة النووية انها لا تؤدي لاي انبعاثات تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري لكن المهتمين بالبيئة يشيرون لعمليات استخراج اليورانيوم وتكريره التي تؤدي لانبعاثات كربون مكثفة. ويقول بول دورفمان كبير الباحثين في جامعة وارويك والمستشار السابق للحكومة البريطانية، في هذا الاطار من الصعب توقع كيفية تعامل الطاقة النووية مع مشاكل ارتفاع درجة حرارة الارض.

موضع جميل اخي م احمد , هذا الشبح قد طل علينا ايضا حسب الاخبار التي تتحدث ان هذه النفاية قد تم دفنها في بعض الدول العربيه مثل…قصة الشركة الامريكية في مرسي مطروح غرب القاهره والنفاية الايرانية في العراق في محافظه الانبأر والصحراء الشمالية شمال السودان جنوب لبنان والاراضي الفلسطينية … وغيرها…دول افريقيه واسيويه