معقولة!... مافي مهندسين في البلد!

جريدة الرياض اليومية

[CENTER] معقولة!.. مافي مهندسين في البلد!

د. عماد وليد شبلاق
بالرغم من أن كليات الهندسة والعمارة والفنون الجميلة وربما غير الجميلة تخرج أعدادا لابأس بها في كل عام من مهندسيها، إلا أن الطلب هذه المرة فاق العرض بمراحل شاسعة وأصبح البحث عن المهندس المتميز (بجميع تخصصاته) كالبحث عن الشقة السكنية المتواضعة في حي العليا أو حتى في الروضة وعلية فقد أضحى في قائمة الخمسة الوظائف الاوائل الاكثر طلبا حاليا (ربما بعد السكرتير التنفيذي وغلام الشاي) في الوقت الحاضر، فمع الطفرة العمرانية والعقارية في المملكة فقد قامت المكاتب الاستشارية وشركات المقاولات الكبرى بسحب الاخضر واليابس من المهندسين والفنيين والعمال فلم تبق ولم تذر حتى تركت الفتات لصغار المقاولين والتي علت أصواتهم مؤخرا بأنهم ظلموا حيث ذهب أهل الدثور بالاجور وبقي لهم خيار الاستقدام المحكور.
وحيث إنني ومازلت من المخضرمين في العمل الهندسي فلم يهدأ هاتفي منذ شهور حيث يطالبني الاصدقاء والزملاء بترشيح مهندس أوأكثر لسد حاجة الشركات والمقاولين مع العلم بأنني لا علاقة لي بأي مكاتب توظيف محلية أو حتى عمولات مشروعة أو غير مشروعة فببساطة العمل المهني في دمي ويجري في عروقي منذ أن كنت أعمل في الهيئة السعودية للمهندسين كمستشار مهني ومدير لبرامج التدريب والتأهيل (اللجنة الاستشارية الهندسية) ومشرفا على برنامج توظيف المهندسين أيضا.
هذه المرة، الشركات الهندسية والمقاولون جادون في عروضهم فالموقف لا يحتمل التأخير أو التسويف والفرص جدا محدودة ولا يقبل إلا المتميز من المهندسين وكنت وفي مناسبات عدة قد ناديت بأهمية التأهيل للمهندسين وتطوير قدراتهم ومهاراتهم فالبقاء اليوم لمن يهندس بذكاء فالارض والسماء أصبحتا مفتوحتين لكل مهندس منافس محلي أو عالمي فالشركات العالمية (مثل جنرال الكتريك وغيرها) قد أرست قواعدها ونشرت مشاريعها في منطقة الخليج (أنظر شبكات التوظيف عبر الانترنت وعدد الوظائف المطلوبة - مثل بيت دوتكوم).
في رأيي، المشكلة قائمة وستظل قائمة ولعدة سنوات والقضية ليست قضية خريجين أو جيوش من الخريجين بل هو التميز المطلوب في علوم الهندسة والادارة والتخطيط الاستراتيجي والقيادة مجتمعين مع بعضهم البعض حيث هذا هوالان مطلب الشركات الهندسية المتميزة ولاأدري إذا ماكانت الجامعات السعودية الخاصة /الاهلية قد أخذت في الاعتبار هذه التركيبة من المعلوماتية أو المهاراتية إن جاز التعبير، وغير ذلك سيكون مضيعة للوقت والجهد وسيبقى هؤلاء عبئا على الهندسة وعلى سوق العمل وكنا قد حذرنا من ذلك سابقا وقبل انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية حيث لايمكن لنا وبأي حال من الاحوال أن نقفل بابا من السماء أو نغفل حيزا من الكرة الارضية فالجميع متساوون والبقاء للافضل مهنيا.
الطفرة الاقتصادية والتنمية العمرانية الحالية في المملكة بشكل خاص وفي منطقة الخليج بشكل عام ستشهد أعواما عديدة حافلة بالنشاطات الهندسية والمتميز كما ونوعا والطلب على المهندسين سيستمر وسيتزايد لسنوات أخرى والمهم أن نلحق بالركب ولانستكين وكما أخبرنا الزميل الاخ الدكتور/ عبد الرحمن الربيعة رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين مؤخرا بأن هناك حوالي 99جنسية في المملكة تعمل في القطاع الهندسي وبالطبع هذا الرقم يعتبر متواضعاً لإمارة مجاورة قد لاتتجاوز مساحتها مدينة في وسط أو غرب المملكة ! ويبقى، وكما ذكر الدكتور الربيعة، أن الحلقة الاضعف هي أن عدد المهندسين السعوديين في القطاع الخاص أو قطاع المكاتب الاستشارية والهندسية وشركات المقاولات لايتجاوز ال 12% .

مهندس أستشاري زميل وأخصائي هندسة قيمية معتمد
[/center]