مقومات المشروع الصناعى

المقومات هى الأسس التى يبنى عليها المشروع والتى يجب توافرها لكى ينجح المشروع ويحقق الأهداف المرجوة من إنشائة –

وتتركز هذه المقاومات فيما يلى :-

أولا :- الخامــات الأولية

يطلق تعبير الخامات الأولية على الخامات التى يعتمد عليها صاحب المشروع أساسا فى مشروعه ومع أن

المصادر الرئيسية لجميع الخامات الأولية هى : -

سطح الأرض : كالأخشاب والخيرزان (البامبو) والأحجار والرمال والزلط والرخام والجير.
باطن الأرض : كخام المعادن مثل الحديد والنحاس والألمونيوم والذهب والفضة واليورانيوم والبترول.
• الأن أن ( الخامات الأولية ) تختلف تختلف وتتفرع وتتداخل بشكل هائل – بل أن بعض هذه الخامات تكون منتجا نهاثيا فى إحدى الصناعات وفى نفس الوقت مادة خاما فى صناعة أخرى كالجلود مئلا فهى منتج نهائى فى صناعة الدباغة وخامات أولية فى صناعة الأخذية والشنط.

ثانيا :- القوى البشــــرية

وهى العمود الفقرى لتشغيل المشروع ويمكن الحصول عليها من مصدرين رئسيين :

أ‌- إعلانات الصحف الأكثر رواجا حيث تستحوذ هذه الإعلانات على إنه أمام كل من أصحاب الأعمال والعاملين – وكذا تعتبر المقاهى والأندية من مصادر القوى البشرية حيث يجتمع أرباب الحرف المختلفة .
ب‌- مراكز التدريب المهنى والمعاهد الفنية والخاصة والحكومية.
جـ- مكاتب القوى العماملة المنتشرة فى أنجاء الجمهورية .

ثالثا :- التمويل

هو المصدر المالى الذى يتمد عليه صاحب المشروع فى تأجير أو شراء الكان وإقامة الإنشاءات وتجهيزها وشراء الآلات والخامات اللازمة لتشغيل المشروع مدة مححدة ولتمويل ثلاث

مصادر أساسية هى :-

1. رأس المال الخاص ( تمويل ذاتى ) : هو ما يمتلكه صاحب المشروع من أصول أو نقد سائل ويعتبر التمويل الذاتى هو المنبع الأساسى والأسهل لسد إحتياجات المشروع.

2. التسهيلات البنكية ( تمويل غير ذاتى) : هى عملية إفتراض من البنوك التى تقوم بهذه التسهيلات ( بنك ناصر – بنك التنمية الصناعية – البنك الوطنى للتنمية وغيرها ) .

3. هيئات أخرى لتمويل : وهى الهيئات الدولية التى تعطى معونات لإقامة بعض المشروعات المحددة فى بلد معين مثل القروض التى قدمتها وتقدمها كل من المملكة العربية السعودية والكويت ودول الخليج لمشروعات التنمية وإستصلاح الأراضى فى جمهورية مصر العربية أو القروض التى تقدمها مؤسسة فولبرايت الألمانية أو هيئة المعونة الأمريكية.

إعجابَين (2)

رابعا :- معرفة أساسيات الإدارة وعناصر التكاليف

من أهم المقومات اللازمة لصاحب المشروع الصغير هو معرفته بأساسيات كل من:-

أ‌- الإدارة ب- عناصر التكاليف

أساسيات الإدارة:

كانت الإدارة في الماضي عبارة عن عدة صفات يتحلى بها مدير المشروع من أبرزها الحزم والقدرة على حل مشكلات العمل الطارئة – وكان نجاح المدير بالدرجة الأولى للصفات الشخصية التي يتحملها دون أية قواعد حاكمة – وقد تغير مفهوم الإدارة من بداية عصر الثورة الصناعية بعد اكتشاف البخار واختراع آلة الإحتراق الداخلي واستخدام الكهرباء ومصادر الطاقة الكامنة كالفحم الحجري والبترول.

وتحولت الإدارة عن طريق تراكم المفاهيم والخبرات إلى علم مستقبل له أساتذته وخبراؤه والذى يعنينا هنا هو الإلمام السريع بالأساسيات الآتية التى يجب أن يتعرف عليها صاحب أى مشروع وهى:-

تعريف الإدارة:-

يطلق رجال الإدارة تعريفات عديدة لشرح مفهوم الإدارة ومن هذه التعريفات ما يلى:-

• الإدارة هي فن قيادة الأفراد لإنجاز هدف ما.
• هي أفضل أسلوب فى إستخدام الإمكانات المتاحة لتحقيق الهدف المنشود.
• هى حسن إستخدام عناصر الإنتاج وصولا إلى هدف المنشأة.
• هى التحلي بصفات الأمانة والصدق والعمل الجاد والمبادرة والصبر فى تشغيل العمل والعمال.
• القدرة على إستخدام الثواب والعقاب فى الوقت الصحيح.

وبالطبع فليس هناك تعريف جامع مانع لكلمة الإدارة لأن جميع التعريفات السابقة تدخل فى مضمون الإدارة.
حيث أثبتت الدراسات التطبيقية مدى فاعلية القيادة الناجحة فى حل مشاكل العمل المتصاعدة أولا بأول ودفع العاملين إلى تحقيق أهداف المشروع بحماس واقتناع.

والقيادة الناجحة تبدأ بتحديد الواجبات الوظيفية لكل عامل وهكذا العلاقات التى تربط بين كل فرد وأخر فى المنشأة حتى يتم تقييم أداء العاملين بعدالة وموضوعية بعيدا عن المجاملة أو التحامل وصاحب المشروع الناجح هو ( المايسترو) الذى يقوم أفراد فريقه بمجرد الإشارة بالفهم المتبادل والترابط والإحساس بالولاء.

4- المتابعة والتنسيق

يقوم صاحب المشروع أثناء التشغيل بواجبين رئيسين هما توجيه سير العمل ومتابعة خطوات التنفيذ لتصحيح مسارها أولا بأول لإدراك الخطأ مبكرا أو تفادى حدوثه.

5- توفر المعلومات الدقيقة

يحتاج صاحب المشروع إلى توفر البيانات التى تتصل بالمشروع كبيانات عن موقع المشروع وإنشاءاته والمواد الخام التى يعمل بها وكمياتها المخزونة ومعدلات الإحتياطى المطلوب وكذا كافة البيانات المتعلقة بالآلات ومواصفاتها ومواعيد الصيانة الواقية والدورية وأنواع الزيوت والشحوم اللازمة وكمياتها – وكذا بيانات الأفراد من عمال وعملاء – وإذا كان رأس المال المشروع يزيد عن 100 ألف جنيه فيجب إدخال نظام الحاسب الآلى لأداء كافة الوظائف.

وتوفير البيانات والمعلومات يضع صاحب المشروع دائما فى وضوح تام حتى إذا أراد إتخاذ أى قرار كانت هذه المعلومات هى الأساس الموضوعي الذى يبنى عليه القرار.

وعلى ذلك فإن مستوى دقة القرار تتناسب طرديا مع كمية المعلومات ودقتها فكلما كانت المعلومات كثيرة ودقيقة كانت ذلك سببا لدقة القرار وصوابه.

والمدير الكفء هو الذى لا يتخذ القرار إلا بعد أن: يحدد المشكلة – يجمع المعلومات – يستشير صاحب أكبر خبرة فى هذه المشكلة ثم يحدد احتمالات الخطأ والصواب كنتيجة للقرار المطلوب ئم يتخذ قراره.

أيضا فأن توفر المعلومات الخاصة برصد سلوك العاملين وتحديد قدراتهم الشخصية وخبراتهم الفنية يساعد مدير المشروع على وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب وبالتالى فإن قرارات إثابة العاملين أو عقابهم سيكون مبنيا على معايير موضوعية سليمة.

وقصارى القول فإن الإدارة ليست موضوعا يمكن كتابته أو تلخيصه فى هذا الكتاب لأن الإدارة – كما سبق أن ألمحت علم واسع يرتكز على فلسفة تختلف بإختلاف النظم الاقتصادية السائدة فى المجتمع – لذا نجد أن مفهوم الإدارة فى الدول الرأسمالية مثلا يختلف عن مفهومها فى النظم الإشتراكية.

وحسبك معرفة ما تقدم ذكره حتى تستطيع أن تدبر مشروعك بكفاءة وتفهم.

خامسا : العلاقات الإنسانية فى الصناعة

المقصود بالعلاقات الإنسانية فى الصناعة هو التعرف على الروابط التى تنشأ (أو التى يجب أن تنشأ) بين العاملين فى مشروع ما – وقد كان من التصورات الخاطئة أن العلاقة بين صاحب العمل والعامل هى العمل المطلوب من العامل يقابله الأجر المدفوع من صاحب العمل وحسب.

ولكن الدراسات الميدانية التى أجريت على مئات المصانع الكبرى وعشرات الألوف من العمال أثبتت أن العامل ليس جزءا فى آلة العمل الجهنمية بقدر ما هو إنسان يشعر ويتأثر ويفكر وينشط ويكسل ويفعل ويتفاعل مع الآخرين.
كما أثبتت هذه الدراسات أن هذا العامل ( الإنسان) إذا عومل بتفهم واحترام وتقدير لعمله ينطلق إنتاجه إلى آفاق غير محدوده.

وعليه فإن صاحب المشروع الناجح يتفهم العوامل النفسية والإجتماعية التى تؤثر فى سلوك عماله وأدائهم كما يتفهم الفروق الفردية بين العمال حتى يمكن تحقيق الفائدة القصوى التى يمكن أن يحققها كل فرد منهم.

سادسا: حساب التكاليف الصناعية

وتعرف ايضا بمحاسبة التكاليف وهى العملية الحسابية التى يقوم بها صاحب المشروع قبل بدأ العملية الإنتاجية حتى يحدد سعر المنتج وهو ما يعرف بعمل المقايسة الإبتدائية التى تحدد هذا السعر تقديريا ثم تتم هذه العملية بعد العملية الإنتاجية لمعرفة مدى وتطابق أو إختلاف المقايسة النهائية عن المقايسة الإبتدائية – علما بأنه كلما كانت الأرقام دقيقة أثناء المقايسة النهائية وحساب التكاليف عبارة عن رصد عناصر التكاليف وتحليل مفرداتها للوصول إلى تحديد سعر المنتج بدقة ثم إستخدام هذه العناصر فى السيطرة على العملية الإنتاجية وترشيدها وأحكام الرقابة عليها – وبالسيطرة على تكاليف الإنتاج وترشيدها وأحكام الرقابة عليها – وبالسيطرة على تكاليف الإنتاج يمكن رفع الربحية أو الصمود للمنافسة بتخفيض سعر المنتج.

سابعا : التسويق

من القناعات التى لا يختلف عليها المنتجون والتجار أن ( حسن السوق أفضل من حسن البضاعة) وهذه القناعة لا تبتعد كثيرا عن الحقيقة القائلة بأن العرض والطلب هما وجهان لعملة واحدة وهى السوق – فإذا زاد الطلب عن العرض تفتحت شهية السوق وابتلع ما يجده من السلع أما إذا زاد المعروض من السلع عن المطلوب منها فعندئذ تتعرض السلع للبوار والمشروعات للخسائر والسوق للكساد – ولا يمكن التحكم فى عملية العرض والطلب لتشابك وتداخل العوامل المؤثرة فى كل منهما وإستحالة فصل أو تحييد هذه العوامل للسيطرة على هذه العملية المعقدة.

لذا كان توجهنا بإلقاء الضوء على عملية التسويق وهى تختلف عن عملية البيع – لأن البيع هو طرح المنتجات فى السوق أما التسويق فهو فتح أسواق غير منظورة أمام صاحب المشروع والتسويق الجيد يؤدى إلى بقاء المشروع ونماءه وتطوره.

وقد صار التسويق كذلك من العلوم المستقلة التى تدرس فى الجامعات ويتخصص فيها الأساتذة والخبراء – وبالنظر إلى الدول من حولنا نجد أن التقدم يركب قطارا سريعا إسمه التسويق وقد تطورت مفاهيم التسويق وفلسفته عن مفهوم " طرح السلع المنتجة" إلى مفهوم " إنتاج يشبع حاجة المستهلك وذوقه وإمكانياته".

والفرق بين المفهومين كألفرق بين مطعم يقدم وجبات موحده ومطعم آخر يقدم وجبات حسب الطلب.

وكمثال لشرح هذا الفرق : فقد كانت سياسة شركات السيارات فى أوربا وأمريكا هو إنتاج سيارة فخمة ومرفهة للإرتفاع بذوق المستهلك بينما كانت سياسة السيارات اليابانية هو إشعار رغبة المستهلك فأرسلت مندوبى التسويق إلى كافة أنحاء العالم للتعرف على ظروف التشغيل ورغبات المستهلكين ثم بدأت تنتج سيارة للمستهلك الأمريكى تتميز بلأقتصاد فى الوقود وسيارة للمستهلك من دول الخليج تتميز بالرفاهية بصرف النظر عن إستهلاك الوقود وهكذا أو سيارة تلائم المناطق الحارة ,اخرى للمناطق الباردة وهكذا تحت شعار ( نبدأ بمعرفة رغبة المستهلك وتنتهى بإشباعها ).

وتتركز فلسفة التسويق الحديثة والسائدة الأن على ثلاثة محاور :-

1. التعرف على رغبات المستهلك وحاجاته وظروفه الإقتصادية

وهذا المحور قد لا تقوم به الشركة النتجة لوجود مؤسسات متخصصة فى إستقصاء آراء المستهلك ورصد رغباته وماهو الجيد والأجود بالنسبة له وهذه المؤسسات تؤدى مهمة الإستشعار والإستقصاء والرصد بواسطة الإتصال المباشر بالناس أو عن طريق الصحف أو الأتصال التليفونى بقطاعات عريضة ومختلفة من المستهلكين ثم تقدم نتائج هذه البحوث إلى الشركات المنتجة.

2. التسويق والترويج

تخصص الشركات الكبرى نسبة ضخمة من إستثماراتها فى الدعاية والإعلان لمنتجاتها بمختلف الوسائل مثل الوحات المضيئة والملصقات والصحف والتليفزيون – وصار الأعلان التلفزيونى سلاحا فعالا ليس فقط فى ترويج السلع بل فى تغيير الأفكار وأنماط الإستهلاك والتحكم فى تشكيل قاعدة إستهلاكية تتسع يوما بعد يوم إلى ما لا نهاية – وقع التسليم بقوة تأثير الإعلانات على المستهلكين إلا أن ذلك لا يغنى عن ضرورة إتقان المنتج وإرتفاع مستوى جودته والإعلان قد يدفع المستهلك إلى شراء سلعة ولكنة لا يضمن إستمرار الإقبال على السلعة إلا جودتها.

3. خدمة مابعد البيع

كنوع من ترغيب المستهلك تلجأ شركات إنتاج السلع المعمرة والسلع المتقدمة تكنولوجيا إلى تخصيص إدارات لخدمة ما بعد البيع والمسارعة إلى إرضاء العميل بتقديم المشورة الخاصة بحل مشاكل التشغيل والصيانة وإعطاء ضمانات محددة المدة تعطى خلالها السلعة المباعة مجانا خدمات الصيانة وإستبدال أى أجزاء تعطلت أو أستهلكت بسبب الإستعمال الطبيعى.

- هذه الفلسفة تتبعها الكيانات الإنتاجية الضخمة بالطبع أما أصحاب المشروعات الصغيرة فإن فلسفة التسويق عندهم تقوم عدة ركائز منها :-

أ‌- الصمود أمام منافسة السوق

يضع صاحب المشروع الصغير فى إعتباره أن أفضل وسيلة للتسويق هى جودة المنتج
وتميزه عن المنتج المنافس من حيث سهولة الإستعمال والأمان أو قلة السعر أو جمال
التشطيب أو طول العمر الإفتراضى أو عدم وجود آثار جانبية أو ضمان المنتج وتوفر
خدمة ما بعد البيع.

ب‌- تأسيس جهاز تعاونى للتسويق

يتم بإتقان مجموعة من أصحاب المشروعات الصغيرة كجمعية تعاونية تقوم بالتسويق
ودعم هذه المشروعات وقد أثبتت هذه الأجهزة فاعلية فى تسويق إنتاج المشروعات
الصغيرة فى كافة المجالات الصناعية.

حـ- الإنضمام إلى جهاز تسويق منتجات الخريجين الذى تتبناه الدولة وتقيم له المعارض الكبرى – كما تدعم تصديره للخارج.

د- إنتاج سلع وسيطة للصناعات الكبرى حيث يقوم المشروع باتعاقد مع شركات أكبر لتوريد جزئية محددة.

هـ- فتح أسواق جديدة فى مناطق لا تتوفر فيها المنتجات أو الخدمات التى يؤديها المشروع الصغير مثل المدن الجديدة والقرى النائية وتنقسم السلع الصناعية إلى أربعة مجموعات رئيسية هى :-

سلع مخصصة للإستهلاك النهائى ويستخدمها المستهلكون مباشرة مثل أدوات الطهى الثلاجات البوتاجازات – الملابس … إلخ ويمكن معرفة حجم الطلب من هذا النوع من السلع عن طريق بيانات وزارة التموين ووزارة التخطيط وإتحاد الصناعات وتشكيلات مختلفة بالتالى يمكن لصاحب المشروع أو يختار طريقة الإنتاج وحجمة والفترة الزمنية اللازمة لهذه الكمية من الإنتاج.

سلع مطلوبة للقسم الاول ( السابق9 ، كالتى تستخدم فى التعبئة والتغليف مثل الورق بأنواعه وأكياس البلاستيك والدوبارة أو سلع وسيطة كالأرز والسوست وعدد الورش المختلفة وعدد الإستعمال المنزلى كالمفاتيح والمفكات والجواكيش وغيرها والغازات فى صناعة المشروبات الغازية.

سلع من إنتاج الصناعات الثقيلة وهى عبارة عن الآلات والمعدات اللازمة لتشغيل الأقسام الثلاثة السايقة.

إعجاب واحد (1)

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكُم عليكُم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله!
مقالٌ قيّم!
إن شاء الله تعالى يتيسّر لي مُعاودة القراءة بتأنٍّ.
جزاكُم الله تعالى خيرًا أخي م. صلاح،
وجعله في ميزان حسناتكُم.

إعجاب واحد (1)

جزاك الله خيرا مهندس صلاح على هذه المشاركة الرائعة

إعجاب واحد (1)