من أراد الدنيا كان يوم القيامة صفر اليدين

[CENTER]

[SIZE=5][COLOR=Blue][FONT=Microsoft Sans Serif]أيها الأخوة الكرام … ما من مسلمٍ يسافر إلا ويرى ما عند هؤلاء الأجانب من صدق مثلاً، إتقان، نظام يدهش، هذا أيها الأخوة نوعٌ من الذكاء، هناك إشارةٌ في سورة المدَّثر إلى هذا، قال تعالى:
﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ[ سورة المدثر : 6]

الإنسان أحياناً يُعطي، يتقن، يَصْدُق، يتخلَّق بخلقٍ كريم، وفي نيَّته أن تكون له مكاسب كبيرة من هذا الخُلُق، أراد الدنيا، هذا شيء واضح جداً، الإنسان قد يريد الدنيا بطريقٍ مشروع، وقد يريدها بطريقٍ غير مشروع، فمن أراد أن يكون صادقاً، وأميناً، ومُتْقِناً، ويفي بوعده، وينجز عهده من أجل أن يكسب الدنيا، وأن تعود عليه هذه الأخلاق بخَيْرات حسان في الدنيا، له ذلك، لكن هذا لا ينفعه يوم القيامة شيئاً، هذا للدنيا وقد أخذ جزاءه في الدنيا، فهذه الإشارة في كتاب الله…
﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ [ سورة المدثر : 6]

لا تعطِ من أجل أن تستكثر، أن يكون ردّ الفعل قوياً، أحياناً الإنسان دون أن يشعر يقول لك: أنا أحب أن أزرع معروفاً في كل مكان، كله أجده في الدنيا. ماذا أراد بهذا؟ أراد الدنيا، فالأذكياء أحياناً يصلون إلى أهدافهم الدنيوية عن طريق التقيُّد ببعض المَكارم الأخلاقية، هذه في ميزان العبادات لا قيمة لها إطلاقاً، هذه في الدنيا لها قيمة ويُعطى صاحبها ما أراد من الدنيا …
﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ [ سورة الإسراء: 18 ]

هذه للدنيا، ويقطف ثمارها في الدنيا، فإذا انقلب إلى الله عزَّ وجل يجد يديه صفراً، فعلت هذا ليقال عنك كذا، وقد قيل، فخذوه إلى النار، تعلمت هذا ليقال عنك كذا، وقد قيل، خذوه إلى النار، تصدقت ليقال كذا، وقد قيل، خذوه إلى النار، دققوا في نياتكم أيها الأخوة. أنا والله لا أشدد عليكم ولكن أضعكم أمام الحقيقة …
﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ [ سورة المدثر : 6]

لا تعط من أجل أن يعود عليك الخير، أردت الدنيا، وليس هذا من العبادة في شيء.[/font][/color][/size][/center]