وقال الشافعي في فضل السكــوت
وجدت سكوتي متجرا فلزمته … إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر … وتاجره يعلو على كل تاجر
وقال الشافعي في فضل السكــوت
وجدت سكوتي متجرا فلزمته … إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر … وتاجره يعلو على كل تاجر
القناعــة … راس الغنى
رأيت القناعة رأس الغنى … فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه … ولا ذا يراني به منهمك
فصرت غنيا بلا درهم … أمر على الناس شبه الملك
وقال الشافعي متفاخرا
ولولا الشعر بالعلماء يزري … لكنت اليوم أشعر من لبيد
وأشجع في الوغى من كل ليث … وآل مهلب وبني يزيد
ولولا خشية الرحمن ربي … حسبت الناس كلهم عبيدي
كم هي الدنيا رخيصــة … قال الإمام الشافعي
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها … يمسي ويصبح في دنياه سافرا
هلا تركت لذي الدنيا معانقة … حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها … فينبغي لك أن لا تأمن النارا
انظروا ماذا يفعل الدرهم … صدق الشافعي حين قال
وأنطقت الدراهم بعد صمت … أناسا بعدما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحد بفضل … ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا
من أجمل ما كتب الشافعي في الحكمة
دع الأيام تفعل ما تشاء … وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي … فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا … وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا … وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب … يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا … فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل … فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني … وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور … ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع … فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا … فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن … إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين … فما يغني عن الموت الدواء
فــرجـــت … إن الله لطيف بعبــاده … وقال
ولرب نازلة يضيق لها الفتى … ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها … فرجت وكنت أظنها لا تفرج
من مكارم الأخلاق … قال
لما عفوت ولم أحقد على أحد … أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته … لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه … كما إن قد حشى قلبي مودات
فضل التوكل على الله
سهرت أعين ونامت عيون … في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفس … فحمل انك الهموم جنون
إن ربا كفاك بالأمس ما كان … سيكفيك في غد ما يكون
العلوم الدينية وعلوم القرآن- قال الشافعى
كل العلوم سوى القرآن مشغلة … إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا … وما سوى ذاك وسواس الشياطين
وقال الشافعى مناجيا رب العالمين هذه الأبيات الجميلة
قلبي برحمتك اللهم ذو أنس … في السر والجهر والإصباح والغلس
ما تقلبت من نومي وفي سنتي … إلا وذكرك بين النفس والنفس
لقد مننت على قلبي بمعرفة … بأنك الله ذو الآلاء والقدس
وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها … ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي
فامنن علي بذكر الصالحين ولا … تجعل علي إذا في الدين من لبس
وكن معي طول دنياي وآخرتي … ويوم حشري بما أنزلت في عبس
إنهم عبـــاد الله … قال الشافعي فيهم
إن لله عبادا فطنا … تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا … أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا … صالح الأعمال فيها سفنا
القنـــاعة والتوكل على الله في طلب الرزق
إذا أصبحت عندي قوت يومي … فخل الهم عني يا سعيد
ولا تخطر هموم غد ببالي … فإن غدا له رزق جديد
أسلم إن أراد الله أمرا … فأترك ما أريد لما يريد
الصمت والكلام
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم … إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف … وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى اسد تخشى وهي صامتة … والكلب يخشى لعمري وهو نباح
كيف تعاشر الناس وتعاملهم قال الشافعى
كن ساكنا في ذا الزمان بسيره … وعن الورى كن راهبا في ديره
واغسل يديك من الزمان وأهله … واحذر مودتهم تنل من خيره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا … أصحبه في الدهر ولا في غيره
فتركت أسفلهم لكثرة شره … وتركت أعلاهم لقلة خيره