يعتقد كثير من الناس أن للصيام تأثيراً سلبياً على صحتهم ، وينظرون إلى أجسامهم نظرتهم إلى الآلة الصماء التي لا تعمل إلا بالوقود ، وقد اصطلحوا على أن تناول ثلاث وجبات يومياً ، أمر ضروري لحفظ حياتهم ، وأن ترك وجبة طعام واحدة سيكون لها من الأضرار والأخطار الشيء الكثير كنتيجة طبيعية للجهل العلمي بطبيعة الصيام الإسلامي وفوائده المحققة
الوجه الأول :
الوقاية من العلل والأمراض :
أخبر الله سبحانه وتعالى أنه فرض علينا الصيام وعلى كل أهل الملل قبلنا ، لنكتسب به التقوى الإيمانية التي تحجزنا عن المعاصي والآثام ، ولنتوقى به كثيراً من الأمراض والعلل الجسمية والنفسية ، : { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }
وقد ثبت من خلال الأبحاث الطبية بعض الفوائد الوقائية للصيام ضد كثير من الأمراض والعلل الجسمية والنفسية ، منها على سبيل المثال لا الحصر :
1- يقوي الصيام جهاز المناعة ، فيقي الجسم من أمراض كثيرة ، حيث يتحسن المؤشر الوظيفي للخلايا اللمفاوية عشرة أضعاف ، كما تزداد نسبة الخلايا المسئولة عن المناعة النوعية
2- الوقاية من مرض السمنة وأخطارها(يالي على بالي بالك) ، حيث إنه من المعتقد أن السمنة كما قد تنتج عن خلل في تمثيل الغذاء ، فقد تتسبب عن ضغوط بيئية أو نفسية أو اجتماعية ، وقد تتضافر هذه العوامل جميعاً في حدوثها ، وقد يؤدي الاضطراب النفسي إلى خلل في التمثيل الغذائي ، وكل هذه العوامل التي يمكن أن تنجم عنها السمنة يمكن الوقاية منها بالصوم من خلال الاستقرار النفسي والعقلي الذي يتحقق بالصوم نتيجة الجو الإيماني الذي يحيط بالصائم ، وكثرة العبادة والذكر ، وقراءة القرآن ، والبعد عن الانفعال والتوتر ، وضبط النوازع والرغبات ، وتوجيه الطاقات النفسية والجسمية توجيهاً إيجابياً نافعاً .
3- يقي الصيام الجسم من تكون حصيات الكلى ، إذ يرفع معدل الصوديوم في الدم فيمنع تبلور أملاح الكالسيوم ، كما أن زيادة مادة البولينا في البول ، تساعد في عدم ترسب أملاح البول ، التي تكون حصيات المسالك البولية
4-ينقي الصيام الجسم من أخطار السموم المتراكمة في خلاياه ، وبين أنسجته ، من جراء تناول الأطعمة ، وخصوصاً المحفوظة والمصنعة منها وتناول الأدوية واستنشاق الهواء الملوث بهذه السموم
5- يخفف الصيام ويهدئ ثورة الغريزة الجنسية ، وخصوصاً عند الشباب ، وبذلك يقي الجسم من الإضرابات النفسية والجمسية ، والانحرافات السلوكية ، وذلك تحقيقاً للإعجاز في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" إذا التزم الشاب الصيام وأكثر منه وذلك لقوله النبي صلى الله عليه وسلم " فعليه بالصوم " أي فليكثر من الصوم.
الوجه الثاني للإعجاز : { وأن تصوموا خير لكم }
بعد أن أخبرنا الله سبحانه وتعالى ، وأخبرنا رسوله صلى الله عليه وسلم أن الصيام يحقق لنا وقاية من العلل الجسمية والنفسية ، ويشكل حاجزاً وستراً لنا من عقاب الله ، أخبرنا جل في علاه أن في الصيام خيراً ليس للأصحاء المقيمين فقط ، بل أيضاً للمرضى والمسافرين ، والذين يستطيعون الصوم بمشقة ككبار السن ومن في حكمهم ، { أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}
منقـــــــــــــــــــــــــول للفائده