إخوانى الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من قلب يحترق ألما وندما على ما فرط فى جنب الله …
من قلب ذاق مرارة المعصية وألم البعد عن الله …
من قلب متحسر على ما وصل إليه شباب هذا العصر وخائف عليه مما يحاصره من فتن وويلات…
هذا أخ لكم فى الله مر بتجربة عصيبة ما زالت آثار آلامها عليه وهو يحدثنى بحكايته مع هذه العادة القبيحة التى أفسدت عليه حياته وضيغت مستقبله …
يقول : "كنت طالبا متفوقا دراسيا وملتزما دينيا أعرف حدود الله ولا أترك فرضا إلا فى المسجد خاصة الفجر ولى صحبة صالحة تحثنى دائما على الخير ، والبيت -بحمد الله- هم الذين يشجعوننى على الإلتزام وينبهوننى إلى البعد عن المعاصى والاستعانة دائما بالله…
حصلت على الثانوية العامة بمجموع ممتاز أهلنى لدخول كلية الهندسة وكان هذا حلمى وتحقق بفضل الله …لكن جاء ما يعكر صفو هذه الحياة السليمة إذ دفعنى الفضول فى مرة من المرات إلى تصفح بعض المواقع الإباحية على الإنترنت وساعدنى على ذلك بعض الناس الذين لم أتعرف عليهم إلا فى هذا الأمر وفى البداية كان الأمر مقززا ولكن المناظر كانت مثيرة والصور تشيب لها الولدان مما دفعنى إلى تكرار الأمر مرة أخرى
وتدور العجلة … فبعد الصور بدأت أبحث عن الأفلام ثم دفعنى الفضول مرة أخرى إلى تجربة ما يسمونه بالعادة السرية وكان بعض الناس السيئة يحدثوننى عن قمة المتعة التى تصل إليها وعلى النقيض كان أصدقائى الصالحين المخلصين يحذروننى منها إلا أننى أصررت على تجربتها بدافع ((معرفة الشر لأتقيه)) … ومرة تلو مرة حتى أصبحت مدمنا لهذه العادة القبيحة.
بدأ الإخوة يلاحظون تأخرى عن صلاة الفجر وتركى فى بعض الأحيان لصلاة الجماعة وذلك لأنى لا أكون دائما فى طهارة فكنت أمارس الأمر فى اليوم أكثر من مرة وكنت لا أترك فيلما ولا صورة إلا وحصلت عليها إلا أن وصل بى الأمر إلى أننى لم أكن أنام إلا بعد ممارسة هذه الفعلة النكراء.
حاولت التخلص منها عدة مرات ولكنى لم أستطع وكما تعلمون فالظروف المحيطة بالشباب فى عصرنا الحالى من تبرج وسفور فى الشوارع والجامعة والتليفاز والجرائد لا يساعد أبدا على ترك هذا الأمر إلا بشق الأنفس.
وتمر الأيام وأتخرج من الكليه بعد معاناه دامت خمس سنوات ما بين رسوب ونجاح وأبدأ حياة الكفاح والبحث عن الوظيفة فكنت وحيد أبى وأمى ولم تكن لى خدمة عسكرية وحصلت بحمد الله على وظيفة جيدة وخلال هذه الفترة بدأت أشعر بأثر هذه العادة علىّ فى حياتى العمليه فكنت هزيلا جدا ومتكاسلا أشعر برغبة دائمة فى النوم ولا أملك القدرة على التركيز فى العمل فى غالب الأحيان ولكننى كافحت قليلا مع مساعدات من الأب وكونت نفسى وأصبحت مستعدا للزواج واخترت شريكة حياتى فكانت ملتزمة وجميلة وطيبة إلى أبعد حد…
وفى عجالة تم تحديد موعد الزفاف وجاء ذلك اليوم الموعود … وكغيرى من الشباب يكون متوتراً فى مثل هذه الحالات ولكن الجميع من حولى يطمئنوننى وكنت أظن أننى بهذا الزواج سأقضى على إدمانى لهذه العادة القبيحة وما هى إلا سويعات قليلة وانفردت بزوجتى فى غرفة النوم وبالطبع كان يبدو عليها علامات التوتر والخجل ولكنها لم تكن خائفة كغيرها من الفتيات فكانت على علم بأن هذه سنة الحياة وما دامت قد تزوجت من رجل ملتزم أحبته وأحبها فالأمر لن يكون مثل ما سمعته من قريناتها من الفتيات …
وجاءت اللحظة الحاسمة … حينها فقدت السيطرة على نفسى فلم أجد من نفسى ما توقعته فى مثل هذه الليلة التى يحلم كل شاب وفتاه بها كى يشبعا رغبتيهما … فقمت من الفراش خجلا لا أستطيع أن أنظر إلى زوجتى التى شعرت أنها (( ما تزوجت من رجل )) وأنه غير قادر على أن يحقق لها ما كانت تحلم به فى هذه الليلة …
وخرجت من الغرفة فى توتر شديد … وأخذت أفكر فى مصير هذه الفتاه وما سيقوله الناس وماذا ستخبر هذه الفتاه أمها عما حدث فى هذه الليله…
خرجت زوجتى من الغرفة وجلست بجوارى ولم أرفع طرفى إليها
وسألتنى : مالك ؟!! فلم أرد عليها
قالت : إنت قلقان من حاجة ؟! وشعرت فى هذا السؤال لمحة استعطاف منها
فقلت : صدقينى أنا بس مرهق النهارده شوية!!
قالت : أنا مقدرة إللى إنت فيه لكن سامحنى أنا زى أى فتاه بتحلم بزوج يديلها إللى هى عايزاه ويكون ليها ابن تراعيه وانت بالطبع مش هتقدر تدينى ده … وده خطأك من الأول … إنت خدعتنى وحسستنى إنك راجل لكنك للأسف مكنتش كده أبدا … وانهمرت فى البكاء
كان الأمر بالنسبة لى فى غاية الصعوبة فهذا أصعب موقف ممكن أن يتعرض له أى رجل
قالت : إحنا لازم نطلق لكن مش دلوقتى … بعد شهر على الأقل … وسرك فى بيير … وطبعا مش هتلمسنى لحد ما يخلص الشهر
ودخلت الغرفة وأغلقت الباب… حينها لم أتمالك نفسى من البكاء فكرامتى كرجل انهارت أمام زوجتى التى أحبتنى وظنت أننى فارسها الذى سيمنحها ما تحلم به أى فتاه.
ومر هذا الشهر كثلاثون سنة … كنا كأفلام السينما نظهر للناس مدى السعادة التى نعيشها سويا وبعدما يذهب الناس فنكون كما لا يعرف بعضنا الآخر وبالفعل تم الطلاق فى الموعد المحدد وكان مفاجأة بالنسبة للآباء فلم يسبق أن حدثت بيننا أى خلافات وكان الناس يحسدوننا على السعادة الظاهرة التى نعيشها …
وبدأت تساؤلات الناس وكثرت الإشاعات وكان الموقف الأصعب من أبى وأمى
فقلت : خناقة عادية عصبتنى وخلتنى أرمى عليها اليمين… وكان هذا الجواب غير مقنع لهما
الآن أنا أعيش حياة أصعب من الجحيم … أشعر أننى لا قيمة لى على الإطلاق … فكل زملائى تزوجوا وأنجبوا وأنا لا أستطيع … وكلما حدثتنى أمى بأمر الزواج فكأنها تصب على قلبى نارا تحرقه وتزيبه … أنا لم أعد أعرف هل أنا رجل أم امرأة ؟!!.. وإلى متى سأعيش فى هذا العذاب؟!!
الآن قد أقلعت عن هذه العادة البذيئة وتبت وندمت على ما قد كان فلماذا لا يرحمنى الله كما يرحم الزناه والقتلة ويسامحهم ؟!!!.."
وانهمر أخى فى البكاء وحاولت أن أهدئ من روعه ولكنه لم يتمالك نفسه وقد استحلفنى بالله أن أنشر هذه القصة لكل من أستطيع حتى لا يقع أحد فى هذا الأمر لعل الله أن يغفر له بها ما قد كان ويتوب عليه
هذه القصة تنشر لأول مرة فى هذا المنتدى الكريم وليست منقوله
شكرا لمتابعتكم